غابات سورية وقود للتدفئة
آخر تحديث GMT 02:16:12
المغرب اليوم -

غابات سورية وقود للتدفئة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - غابات سورية وقود للتدفئة

دمشق ـ وكالات

في مواجهة الصقيع وغياب مخزون من الوقود المخصص للتدفئة والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، لجأ العديد من السوريين الى خيار اخير هو قطع اشجار الغابات النادرة لاستخدام حطبها في التدفئة.وتحولت الاشجار في الحديقة العامة الواقعة الى الشمال الغربي من مدينة ادلب في شمال غرب سوريا، والتي كانت مقصدا للزوار القادمين من داخل البلاد والسياح الآتين من خارجها، الى اغصان معدة للاشعال في سبيل توفير الدفء.ويقول محمد الطويل، وهو سائق شاحنة "بك آب" صغيرة، "طبعا الغابات كانت مهمة بالنسبة للسياحة وللمنطقة وزينة المنطقة وتنقية الهواء، لكن مع غلاء المحروقات لم يعد للناس بديل لتتدفأ او تخبز، فاضطرت الى قطعها".ويضيف "اشعر بالاسى لرؤية كل هذه الاشجار وهي تقطع. لكننا لم نعد نملك الخيار. الناس في حاجة الى الدفء". يعمل محمد سائقا لشاحنة "بيك آب"، وهو ينتظر في الحديقة كالعشرات من السائقين الآخرين، لتحميل الحطب. ويشرح ان "معظم الناس الذين يملكون بيك آب يعملون بالخشب... معظم السكان في المناطق المحررة يعملون بالخشب".يضيف "في الماضي، كانت المنطقة معروفة بغاباتها، لكن حاليا تقريبا كل السكان يقطعون الاشجار".وباتت الحديقة مطبوعة بمساحات فارغة موحلة واشجار مقطعة، وينتشر فيها عشرات الرجال الذين يحملون الفؤوس لقطع جذوع الاشجار واغصانها، قبل ان يقوم رجال آخرون بتحميلها على متن الشاحنات الصغيرة التي تتناوب على المجيء والذهاب.وفي الحديقة، جروف صخرية حادة الارتفاع تطل على نهر العاصي. وتغطي اشجار الصنوبر والبلوط وشجيرات مختلفة الانواع، المرتفعات التي تخترقها دروب جبلية متشعبة تصل بين مختلف القرى في المنطقة.وبحسب منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو)، لا تشكل الغابات سوى 1,4 بالمئة من مساحة الاراضي السورية. وقبل النزاع المستمر منذ 22 شهرا، كانت دوريات من حراس الاحراج تتولى حماية الغابات وتوقيف كل من يقوم بقطع الاشجار من دون ترخيص.لكن وسط النزاع المستمر منذ نحو السنتين وادى الى مقتل اكثر من 60 الف شخص بحسب ارقام الامم المتحدة، وادى الى انعدام السياحة وتراجع الحركة التجارية في شكل كبير، لجأ الناس الى قطع الاشجار لاستخدام حطبها في التدفئة او اعداد الطعام.حتى ان العديد من العائلات ترسل ابناءها مزودين بفؤوس صغيرة، الى الغابات بحثا عن الحطب.ولم يعد الوقود متوافرا بكثرة في المنطقة كما في مختلف ارجاء سوريا، وتباع الكميات المتبقة منه بأسعار خيالية في السوق السوداء.وانعكست الازمة السورية ارتفاعا في اسعار الوقود وانقطاعات واسعة في التيار الكهربائي.وفي منطقة باتت الاعمال التجارية فيها في ادنى مستوياتها، يمكن لمهارة استخدام المنشار الكهربائي ان تعود على متقنها بخمسة دولارات اميركية مقابل كل شجرة، في حين ينال سائق الشاحنة ما قد يصل الى 150 دولارا في مقابل نقل كل طن من الاخشاب.وبالنسبة للسكان، يعتصر قلبهم الما لقطع الاشجار، لكنهم يقولون ان الحرب لم تترك لهم مجالا آخر.ويشرح ابو صالح (64 عاما) وهو يرصف اخشابا مقطعة تمهيدا لنقلها الى مكان آخر "هذا الامر مؤسف. كانت الغابة القائمة رائعة. اليوم يمكن القول اننا نعيش في صحراء".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غابات سورية وقود للتدفئة غابات سورية وقود للتدفئة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib