ممْلكةُ الحبُّ
آخر تحديث GMT 03:46:16
المغرب اليوم -

ممْلكةُ الحبُّ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ممْلكةُ الحبُّ

الكاتب ابراهيم أمين مؤمن
بقلم ــ ابراهيم أمين مؤمن

أيُّها الطّيرَُ العابر إنتبه ...
ألمْ تعلمْ ما تحتك ؟
إنّكًَ فوق مملكة الحبِّ .
اتّخذْ مملكتنا قبْلة سِرْبك . فاصْدعْ واعْترف بمملكتِنا , فشرٌ لك أنْ لا تعترف .
الآن ...أيُّها الطّير
أستشعرُ ما بروحك .
لقدْ خشعتْ , وما أخشعك إلّا وحْياً انفلتَ من أرواحنا إليك فسكنتَ فوقنا
وطرتَ بسمائنا .فحلقْ وصفّفْ سِربك الدوّار صفّاًَ دوّاراً فهذا موطنك ,
وهذا سبيلك وهذا سِلْمُك ......

.............أيُّها الآتى إلينا من أرضٍ سُفك فيها الدماء .........
طهّرْ روحك قبل أن تنْزلَ علينا.
فإذا نزلتَ بأرضنا فاخلعْ نعليْكَ فيها .
فإن حذائك ملطخ منْ أرضك وما زال ينْبجسُ منه حمرة الدّم فى أراضينا .
و تحت قدميك أرواح أجدادنا التى عاشتْ مطمئنة , ونحن أحفادها وما نزال نحيا
بقلوب الملائكة, فخلّدنا ماضى أجدادنا وما نزال نعيش سبيلهم , ونأمل أن
نظلَّ على الدربيْن فى مستقبلنا , فلا تدنّث ماضينا وتزهق حاضرنا وتحفر
قبور الموت لمستقبلنا .
إنّها مملكتنا العريقة , وحضارتنا المستنيرة , كأنّها حضارة ما قبل الانسان .
ليس فينا ..
قاتل أو مقتول .
أو طارد أو مطرود .
أو ظالم أ و مظلوم .
وإنّما بيننا الجمال من رضاب الأثير .
وسنابك العبير من الشذا العطر المحبور .

الصلاة بين أيدينا دائما نقيمها من وحى الخير النابت من أعماق قلوبنا .
خيلُنا وخُيّالُتنا كلّهم فى صف السّلم , لا نعرف معنىً لطبول الحرب فكل
طبولنا تَدقُّ السّلم .

صآفّون.. دآقّون ..قارئون.. لآيات الحب المسطّرة فى رايات خُيّالتنا فوق خيلنا .
إذا حفرتَ ما فى صدورنا لن تجدإلّا الحب .
دعْ عنّك ردائك الآتى به إلينا وارتدى ثيابنا .
دعْ هذا السّديم النووىُّ المتفجر فى قلْبك وقلْب من ورائك واحتمى ب..
سلمِنا ... حبنا ... أمننا ... طهرنا ... برائتنا ...
إنسْ دقّ طبول حربك وحرب من ورائك وهيّا دُقّ معنا هذه الأرض وازرع فيها
الغيث ..الرحمة .. البراءة .. الحياة....... نعم الحياة .
أسمعتْ ووعيتْ ؟.... فاخشعْ
لا نريد (قابيلاً) آخرًا هُنا .
لا نودّ طردك فإنْ اعتنقتْ هويتنا فدعْ عنّك سفك الدماء واجعلها تسري فى
العروق لنحيا لا أنْ نموت ..
دعْ عنك عواء ذئابكم ومكر ثعالبكم وفحيح ثعابينكم .
دعْ عنك القفز بالسّكّين والرمْى بالسهم وحفْر الأخاديدِ ونصْب الفِخاخِ
وكُنْ (نحن )
نحن..نعم نحن ..
نحن قوم تعلونا طيورًا وسماءً تهدى إلينا حفيفاً كالنغمات التى تتهادى
إلينا زخّاتًٍ من غيث السماء المنهمر .
فسماؤنا غيث ,وطيورنا ترتّل تراتيلاً قدسيّة ترد من عزف تسابيح الملائكة
المقرّبين ونصغى نحن إليها من حفيف أجنحتها التى تترا إلينا عبر فضائنا
الرسول .

أتعلم سمائنا ؟
سماؤنا اشتدتْ توهجاً فكان رعدها لا يقصف , ومطرها لا يغرق ..
رعدها أمان ومطرها غيث وغيّاث .
سحابها تناجى حلوقنا وحناجرنا, فتزبد شهدًا ينساب حتى يسْرِ بالروح قبل العروق .
قمرها وشمسها سراجا نهارنا ونجومها سكن أجسادنا .
هل علمتَ سمائنا ؟ فعليك أن تعلم طيورها ... طيورنا
طيورنا ...طيورها ..
تجدْ طيورها ترفرف تحت سمائها وفوق رؤوسنا, تناجى أجرامها وتتزيّن
لمملكتنا وتظلّ تحملق بعيونها إلى سماء الحب ومملكة الحب فى الأرض معا
معا تباعا تباعا, فأهلا بك فأنت نعم النُّدماء.
سربك الدائرىُّ الذى يرفرف لا يرفرف فى السماء فحسب ,وإنّما يرفرف
متخللاً فى أعماق وجداننا فنزيد حبّا فوق حبٍّ .. فنعم الرفرفة.. ونعم
الحب.. ونعم السماء .. ونعم المملكة.
أيُّتها الطيور الدوّارة...الفوّاحة .. السّوّاقة ..
أأنتِ لُحفُ نجد فيها رضاعة الحب زخّاتًٍ من العشق تسري فى أرواحنا فننعم
بالغذاء والدفء والعشق؟
ما أعظم مَلَاءتك التى تشبه أحضان الأمهات اللواتى يُرضّعن أطفالهنّ
لبناً سائغاً خالصاً .
هل أنت تغنين ؟
لعل غنائك يعلو ويعلو كلما صفونا و كظِمْنا وعفونا وتحاببنا .
أيُّها المحفّفون الراقصون ... كيف تحيوْن ؟

رقصكمْ سكْر من كؤوس السّحاب.
وظلّكم شماسىُّ النّجوم .
وفرْشكم فضاء المملكة.
وتغنون للحب, وتستمدون مملكتكم كلها كلها من حُب يصْعدُ من مملكة حبنا إليكم ..
نعم لمّا طابتْ نفوسنا فى هذه البقعة من الأرض حمْتمْ حولنا بسرب..
رائعٍ ..طائرٍ..شادٍ..مرتوٍ­ من حلوقنا نحن.. نحن..
.. مملكة الحب .
نعم إذا عرفنا معنى الحب على الحقيقة..
أظلّتنا السماء بطيورٍ تنثر علينا أكاليل الزهور فتزهر قلوبنا .
وأضاءتْ نجومُها نفوسَنا.
وسمّعتنا تسابيحَ الملائكةِ فردّدنا وسبّحنا .
وزحفتْ تسابيحنا جمعاء لا تتوقف حتى تصل إلى فردوس الرحمن فتشفع لنا
شفاعة لا تُردّ أبدا ..
....................­. إنّها مملكة الحب فتّشوا عنها تجدونها فى ضمائرِكم .
....................­.. .إنّها مملكة الحب التى استعمرتها مملكة أهوائكم .
فهيْلوا على الأهواء التراب وأحيوا مملكة الحب ..
 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممْلكةُ الحبُّ ممْلكةُ الحبُّ



GMT 13:16 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

GMT 08:05 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

GMT 11:49 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 06:45 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 06:41 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 11:34 2023 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

السقيفة الملعونة

GMT 10:22 2023 السبت ,26 آب / أغسطس

أنت الوحيد

GMT 13:49 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib