واشنطن - المغرب اليوم
قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وريبرج، الاثنين، إن الولايات المتحدة لم تعط إسرائيل أي "ضوء أخضر" لشن هجماتها المكثفة على لبنان، والتي خلّفت حتى الآن المئات من الضحايا، مشيراً إلى أن بلاده "ترى أن هناك حلاً دبلوماسياً وتفاوضياً وسلمياً بالنسبة لهذه التوترات الأخيرة".
وأضاف وريبرج، أن واشنطن "ليس لديها أي يد فيما حدث في لبنان، كما ليس لديها أي نية للمشاركة في أي حرب أوسع بالمنطقة".
وتابع: "الولايات المتحدة لم، ولن تعطي أي ضوء أحمر أو أخضر أو أصفر أو أي ضوء من أي لون لإسرائيل أو أي دولة أخرى"، لافتاً إلى أن الأخيرة "دولة ذات سيادة، ولديها الإمكانية لاتخاذ القرارات المناسبة لأمنها".
وأوضح وريبرج، أن "الولايات المتحدة ترى أن إسرائيل لديها المسؤولية لحماية مواطنيها من الهجمات المتكررة من (حزب الله)"، مؤكداً أن بلاده "لا تريد أي تصعيد آخر في المنطقة".
وعن إعلان وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" إرسال عدد صغير من العسكريين الإضافيين إلى الشرق الأوسط وطبيعية الدور المناط بهم، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن "الهدف وراء أي عملية جديدة من نقل الجنود والسفن أو المواد العسكرية للمنطقة، هو حماية أنفسنا والمصالح الأميركية وتوفير حماية لحلفائنا وشركائنا في المنطقة".
وجدد في حديثه لـ"الشرق" تأكيد الولايات المتحدة بأنه "ليس لديها أي نية للمشاركة في أي معركة أو حرب"، وزاد: "نحن نبذل كل الجهود لخفض التصعيد وتجنب حرب أوسع في المنطقة".
ولدى سؤاله عن موقف الولايات المتحدة المتوقع من احتمال أن يدخل الجيش الإسرائيلي برياً إلى لبنان لتغيير الواقع على الحدود، قال وريبرج، إن مثل هذه الأسئلة "لا بد أن تطرح على الحكومة الإسرائيلية أو اللبنانية"، لكنه أضاف أن "الولايات المتحدة ترى أن الخط الأزرق هو من التفاصيل المهمة للفصل بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني، وبمشاركة مع الأمم المتحدة"، في إشارة إلى الخط الفاصل الذي حددته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل.
وتابع: "نحن نريد المحافظة على السلام عبر هذه الحدود، كما لا نرى أن أي تصعيد حالياً سيؤدي إلى حل دبلوماسي"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ترى أن "هناك إمكانية لرؤية حل دبلوماسي لأي اختلافات بشأن الحدود".
وذكر المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة "سمعت مراراً وتكراراً كيف ربط (حزب الله) ما يحدث في قطاع غزة مع هذه الاشتباكات بين إسرائيل ولبنان"، مؤكداً أن بلاده "تركز على الجهود المستمرة لإنهاء الحرب في قطاع غزة".
وأردف: "حركة (حماس) و(حزب الله)، والوكلاء الممولين من إيران في العراق، وجماعة الحوثي (في اليمن)، كل هذه الأطراف والمجموعات الإرهابية ممولة من إيران، ولذلك من اللازم طرح سؤال أكبر للمنطقة، وهو هل فعلاً الولايات المتحدة وإسرائيل هي من تقوم بالتصعيد".
ومضى قائلاً: "نحن نعرف بشكل جيد أن إيران تقف وراء كل هذه المليشيات، وهي تقوم بهذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار"، مشدداً على أن "الولايات المتحدة ستقوم بكل الإجراءات اللازمة لتجنب أي حرب ومنع أي طرف من توسيع رقعة الصراع".
وبشأن رؤية الولايات المتحدة من موقف إيران من التطورات الجارية، ذكر وريبرج أنه "ليس من الممكن في نهاية المطاف أن نتكهن بما ستفعله الحكومة الإيرانية، بالرغم من الخطابات الكلمات التي نسمعها".
وأكد أن الولايات المتحدة "تركز على ماذا تفعل إيران، وليس ما تقوله"، لافتاً إلى أن بلاده "ستتخذ أي إجراءات لازمة لحماية نفسها، وتكون مستعدة لأي من السيناريوهات".
وعن مدى احتمالية أن يدفع التحرك الإسرائيلي "حزب الله" للوصول إلى اتفاق دبلوماسي، أشار المسؤول الأميركي إلى أنه "ليس من الممكن أن نتكهن بأي نتيجة حول مجموعة إرهابية. تعتبر الولايات المتحدة (حزب الله) مجموعة إرهابية، ومن الصعب التكهن بماذا ستفعل".
وتابع: "لماذا هذه المجموعة الإرهابية (حزب الله) تستغل الفراغ الأمني في لبنان لشن هجمات متكررة من أماكن مدنية داخل لبنان على مواقع مدنية داخل إسرائيل". وشدد على أن الولايات المتحدة "تبذل كل ما بوسعها لخفض التصعيد، ونحن لا نرى أن أي تصعيد في المنطقة الآن سيؤدي إلى أي شي إيجابي".
وأضاف أن واشنطن "على تواصل على مدار الساعة مع الحكومة الإسرائيلية، وليس من الممكن أن أقوم بمشاركة كل هذه التفاصيل، ولكن الآن نحن نسمع من الإسرائيليين ما هي نواياهم وراء التصعيد الأخير".
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (الاثنين) أن الولايات المتحدة سترسل «عدداً محدوداً» من القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، من دون أن تذكر تفاصيل إضافية.
يأتي الإعلان في وقت تزداد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية بعدما ضربت إسرائيل مئات الأهداف في لبنان فيما يعد أعنف تصعيد عبر الحدود منذ نحو عام من تبادل القصف بين الدولة العبرية و«حزب الله».
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» المايجور جنرال بات رايدر للصحافيين: «في ضوء التوتر المتزايد في الشرق الأوسط، ومن باب الحيطة والحذر، نرسل عدداً محدوداً من العسكريين الأميركيين الإضافيين لتعزيز قواتنا الموجودة بالفعل في المنطقة»، رافضاً تقديم المزيد من المعلومات لأسباب أمنية.
وحذر رايدر من تصعيد العنف بين إسرائيل و«حزب الله»، داعياً إلى حل دبلوماسي. وأضاف: «من الواضح أن هناك احتمالاً لتصعيد هذه العمليات المتبادلة بين إسرائيل و(حزب الله) بحيث تخرج عن السيطرة (لتصبح) حرباً إقليمية أوسع نطاقاً، ولهذا السبب من المهم للغاية أن نعالج (...) الموقف من خلال الدبلوماسية».
وتنشر الولايات المتحدة آلاف الجنود في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن سفن حربية وطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي لحماية قواتها وإسرائيل، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»،.
وكان «حزب الله» المدعوم من إيران، فتح في جنوب لبنان «جبهة إسناد» لحركة «حماس» غداة هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
قد يُهمك ايضـــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر