الفيلم الوثائقي  اللبنانيآدم بسمة يترشح لجائزة الأكاديمية الذهبية للطلاب
آخر تحديث GMT 01:39:54
المغرب اليوم -

الفيلم الوثائقي اللبناني"آدم بسمة" يترشح لجائزة الأكاديمية الذهبية للطلاب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفيلم الوثائقي  اللبناني

جائزة الأكاديمية الذهبية للطلاب
لندن - المغرب اليوم

يعيش الشباب اللبناني صراعاً عميقاً بين رغبته في الهجرة من ناحية، وارتباطه الوثيق بجذوره من ناحية ثانية.وتثقل هذه المشاعر المتناقضة كاهل الجيل الجديد، بحيث يبقى يترنح تحت طائلتها طيلة فترة ابتعاده عن وطنه كأنه مصاب بجرح ينزف باستمرار.المخرجة الشابة ليلى بسمة تناولت كل هذه الأحاسيس التي تجتاح شباب اليوم خلال هجرته، واعتمدت في فيلمها الوثائقي القصير «آدم بسمة» على قصة واقعية حصلت مع أحد أفراد عائلتها أواخر السبعينيات، حيث تتحدث عن عمها (آدم) الذي قرر الهجرة إلى أميركا وهو لا يزال مراهقاً. فحلمه بأن يصبح راقصاً دفعه إلى التخلي عن وطنه الأم والالتحاق بأحلامه.تقول: «غادر عمي آدم لبنان عندما كان مجرد مراهق ليصبح راقصاً شرقياً؛ نشأت مع ما تركه لنا وراءه فقط، وكنت أتساءل طوال حياتي من هو آدم حقاً».

واستطاعت المخرجة مع هذا الفيلم، ومدته 15 دقيقة، أن تنال جائزة الأكاديمية الذهبية للطلاب في المرحلة نصف النهائية. وقد تم ترشيحها اليوم للنهائيات، بعد أن أعجبت اللجنة المشرفة على الجائزة بقصة الفيلم، وكيفية تناول مخرجته لموضوع الهجرة في لبنان من منظارها الخاص. وأبطال الفيلم جمعتهم ليلى بسمة من بين أفراد عائلتها، يتقدمهم عمها المهاجر الذي استعانت بمقاطع فيديو خاصة به، إضافة إلى أحاديث أجرتها مع والديها وأفراد آخرين من عائلتها الصغيرة.

تقول ليلى بسمة، في حديث مع «الشرق الأوسط»: «منذ صغري، تأثرت بالقصص التي كان يرويها والدي عن عمي آدم، وكيف ترك كل شيء وراءه كي يلحق بأحلامه؟ كنت أصغي إلى كل كلمة يقولها لي عنه، وأسرح في خيالي، فأتصور مشوار عمي الطويل الذي بذله من أجل إبراز موهبته. لقد جاهد وتعب على الرغم من وجوده وحيداً في بلاد المهجر. لم يستسلم يوماً، فلحق بحلمه، واستطاع أن يشتهر ويبرز موهبته في الرقص الشرقي، بحيث صار لديه اليوم مدرسة تعطي دروساً بهذا الفن».

وتتابع ليلى بسمة بحماس: «الفيلم يحكي عن الانفصام الذي يصيبنا بعيد إقدامنا على الهجرة من بلادنا.فنصبح ضائعين بين حبنا ورغبتنا في تحقيق طموحنا الذي لا إمكانية له في بلدنا الأم، وأرض جذورنا التي نعشقها؛ يمكن القول إنه عبارة عن احتفالية بلبنان أردتها على طريقتي، وكرمت من خلالها وطني وعمي معاً».

وتعد الأكاديمية الذهبية (Academy Gold) مبادرة عالمية لتطوير المواهب، فهي توفر للأفراد المبدعين من خلفيات متنوعة إمكانية الوصول إلى تحقيق مساراتهم المهنية في صناعة الأفلام. كما تتضمن فرصاً للتطوير المهني والإبداعي من خلال برامج الأكاديمية الراسخة، وبينها جوائز أكاديمية الطلاب.وتعلق ليلى بسمة، في سياق حديثها: «وصولي إلى التصفيات نصف النهائية، وترشحي اليوم إلى نهائيات الجائزة الأكاديمية الذهبية للطلاب يشعرني بالفخر، فهي بصراحة زودتني بدافع معنوي كبير لأكمل طريقي في صناعة الأفلام بثقة كبيرة. وهذا يعني أن كل ما أنجزته حتى اليوم لم يذهب سدى، وهو ما يعطيني أملاً كبيراً بمستقبل مشرق».

ليلى ابنة مدينة صور الجنوبية تقيم حالياً في مدينة براغ للحصول على درجة الماجستير في الإخراج السينمائي من جامعة «فامو». وهي تحاول من خلال عملها استكشاف الذات والهوية وموضوعات البلوغ، وتعمل أيضاً على تطوير فيلمها الجديد «ملح البحر» (sea salt)، وكذلك فيلمها الروائي الطويل «أرقص معي».

وتضيف متحدثة عن الجائزة: «إنها من الجوائز الطلابية الدولية التي يقدم عليها آلاف الطلاب من الجامعات والأكاديميات التي تُدرس السينما في العالم، وهي تكرم وتشجع صانعي الأفلام الجدد الواعدين في بلادهم.ومن بين الفائزين السابقين فيها اللبناني جيمي كيروز، وكذلك العالميين سبايك لي وتري باركر وبوب ساجيت وكاري فوكوناغا وغيرهم».

وعن المخرجين اللبنانيين والعالميين المتأثرة بهم، تقول ليلى بسمة: «تأثرت كثيراً بأفلام اللبنانية دانييل عربيد، وكذلك أحب أفلام نادين لبكي. ومن خارج لبنان، أنا معجبة ببول توماس أندرسون».ويتضمن فيلم «آدم بسمة» مقتطفات مصورة من رحلات عمها في عالم الحفلات والرقص على المسرح، ويتخلله موسيقى لبنانية وأخرى شرقية وضعها خصيصاً عمها آدم لنفسه، فيرقص على إيقاعها في حفلاته التي جال فيها ولايات أميركية كثيرة.

كما يتخلل الفيلم مناظر من مدينة صور، ومنزل آل بسمة العائلي الواقع فيها. تقول ليلى بسمة: «استعنت بأرشيف عمي آدم، من كاسيتات فيديو وأسطوانات ممغنطة، فكان بطل الفيلم من دون أن يمثل فيه. وتبدأ قصة الفيلم مع حزام له وجدته يوماً في خزانته وأنا صغيرة، فتعلقت به وصرت أرتديه دائماً لأني كنت أحب التقرب من عمي الغائب الحاضر في مخيلتي. وينتهي الفيلم باتصال هاتفي حقيقي يجري بيني وبينه. وهنا تكمن المفاجأة التي لا أرغب في الكشف عنها الآن.

فعمي، على الرغم من كل هذه السنوات الطويلة التي عاشها بعيداً عن لبنان، لا يزال ينبض وطنه فيه من خلال الموسيقى والرقص، فهو ينشر اليوم فن الرقص الشرقي والفولكلور اللبناني من دبكة وغيرها. ولم يشأ يوماً أن يتخلى عن إرثه الوطني، وبقي محافظاً على النغمة الشرقية التي ألفها له موسيقيون كي يرقص عليها، ويحكي فيها عن لبنان.وهذه الصور التي نقلتها عنه تحكي بصورة غير مباشرة واقعاً مشابهاً يعيشه جيل اليوم خلال هجرته إلى الخارج، فنحن أيضاً، وعلى الرغم من تغير الظروف العامة في لبنان، لا نزال عندما نهجره نبحث عن تفاصيل صغيرة تذكرنا به. من هنا كانت فكرة الفيلم للاحتفاء بلبنان وتكريم عمي في آن».

قد يهمك ايضا

وزارة الثقافة المغربية تطلق برنامجًا استثنائيًا لدعم الفنون والكتاب

وزارة الثقافة المغربية تكشف جديد استعادة "القطع الأثرية الثمينة" المهرّبة إلى الخارج

    

 

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيلم الوثائقي  اللبنانيآدم بسمة يترشح لجائزة الأكاديمية الذهبية للطلاب الفيلم الوثائقي  اللبنانيآدم بسمة يترشح لجائزة الأكاديمية الذهبية للطلاب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 19:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح
المغرب اليوم - الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ياسمين خطاب تطلق مجموعة جديدة من الأزياء القديمة

GMT 16:53 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الرجاء البيضاوي" يهدد بالاستقالة من منصبه

GMT 00:35 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

أسعار ومواصفات هاتف أسوس الجديد ZenFone AR

GMT 01:34 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

باي الشوكولاطة الشهي

GMT 07:04 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

القطب الشمالي يعدّ من أروع الأماكن لزيارتها في الشتاء

GMT 22:53 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المغربي ينجح في اختراق جرائم العصابات المنظمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib