المغرب اليوم يُحيي ذكرى رحيل الفنان زكي رستم بعد 42 عامًا من رحيله
آخر تحديث GMT 03:37:49
المغرب اليوم -

رحل بعد معاناة مرضيّة دون أنّ يشعر به أحد ولم يمش في جنازته أحد

"المغرب اليوم" يُحيي ذكرى رحيل الفنان زكي رستم بعد 42 عامًا من رحيله

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الفنان زكي رستم
القاهرة - شيماء مكاوي

تميز الفنان زكي رستم بالبراعة في أدواره، وعلى الرغم من إتقانه لدور الشرير إلا انه نجح في تجسيد شخصية الأب الحنون. وولد الفنان محمد زكي محرم محمود رستم الشهير بـ زكي رستم في 25 آذار/مارس 1903 في قصر جده اللواء محمود رستم باشا في حي الحلميّة الذي كانت تقطنه الطبقة الأرستقراطيّة في أوائل هذا القرن. وكان والده عضواً بارزاً في "الحزب الوطني" وصديقاً شخصياً للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد.
وفي 1920، زكي نال شهادة البكالوريا ورفض استكمال تعليمه الجامعي، وكانت أمنية والده أن يلحقه بكلية الحقوق، إلا أنه اختار هواية فن التمثيل، وكانت رياضة حمل الأثقال هوايته المفضلة وفاز بلقب بطل مصر الثاني في حمل الأثقال للوزن الثقيل في 1924.
وجاءت بدايته مع الفن حين التقى بالفنان عبد الوارث عسر الذي ضمه إلى إحدى فرق الهواة المسرحيّة وكانت هذه نقطة التحول في حياته. وبعد وفاة الأب تمرد على تقاليد الأسرة العريقة، معلناً انضمامه إلى فرقة جورج أبيض، فطردته أمه من السرايا باعتباره مثلاً سيئًا لإخوته بعدما خيرته بين الفن والتحاقه بكلية الحقوق، فاختار المسرح فأصيبت بالشلل حتى وفاتها.
بعد ذلك، انضم إلى فرقة "عزيز عيد" ثم تركها بعد شهور لينضم إلى فرقة "اتحاد الممثلين" وكانت أول فرقة تقرر لها الحكومة إعانة ثابتة لكن لم يستمر فيها طويلاً فتركها، وبعد ذلك انضم إلى "الفرقة القومية" وكان يرأسها في ذلك الوقت الفنان خليل مطران وظل فيها عشرة أعوام كاملة.
واختاره المخرج محمد كريم ليشترك في بطولة فيلم "زينب" الصامت تأليف الدكتور حسين هيكل وإنتاج يوسف وهبي وكان أمام الفنانة بهيجة حافظ، وبعدها توالت خطواته الفنية الناجحة والبارعة.
وبلغ رصيده الفني من الأفلام 240 فيلماً، ولكن المشهور منها والموجود 55 فيلماً، فقدم على سبيل المثال "العزيمة" 1939 و"زليخة تحب عاشور" 1940 و"إلى الأبد" 1941 و"الشرير" 1942 و"عدو المرأة" 1945 و"خاتم سليمان" و"ياسمين" و"معلش يا زهر" 1947 و"بائعة الخبز" 1953 و"الفتوة" 1957 و"امرأة على الطريق" 1958 وآخر أفلامه "أجازة صيف" 1967.
وكتب عنه جورج سادول المؤرخ والناقد السينمائي الفرنسي أنه فنان قدير ونسخة مصرية من أورسن ويلز بملامحه المعبرة ونظراته المؤثرة واختارته مجلة "بارى ماتش" الفرنسية بوصفه واحداً من أفضل عشرة ممثلين عالميين. وأطلق عليه "رائد مدرسة الاندماج" فكان نموذجاً رائعاً للنجم السينمائي المنفرد في مواهبه، الذي يقوى على أن يتقمص أية شخصية مهما تعددت حالاتها النفسية ومواقفها المتقلبة والمتلونة، فكان لا يكاد ينتهي من أداء موقف من المواقف أمام الكاميرا حتى تتصاعد موجة من التصفيق من الحاضرين في البلاتوه بمن فيهم من شاركوه تمثيل الموقف، فاتن حمامة كانت تخاف من اندماجه عندما يستولى عليه فتقول "يندمج لدرجة أنه لما يزقنى كنت ألاقى نفسي طايرة في الهواء".
وعندما عرضت عليه شركة "كولومبيا" بطولة فيلم عالمي رفض زكي رستم، ولما سألوه عن سبب الرفض، قال بغضب "غير معقول اشتغل في فيلم يعادى العرب". فقد كان الفن عنده هو "البلاتوه" ولحظة خروجه منه تنقطع الصلة بينهما تماماً ولهذا لم يكن له أصدقاء، صديقه الوحيد سليمان نجيب، وكان معروفًا بابن الباشا وكان يحترم ويحب الفنان عبد الوارث عسر، وعاش طوال حياته أعزب لا يفكر في الزواج لا يشغله سوى الفن.
و في سنواته الفنية الأخيرة عانى من ضعف السمع وكان يكره أن يستعين بسماعة من تلك الاختراعات الإلكترونية، وكان يسكن بمفرده في شقة في عمارة يعقوبيان في شارع 26 يوليو، ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من ثلاثين عاماً وكلبه الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.
وفي 1962، حصل على وسام الفنون والعلوم والأدب من الرئيس جمال عبد الناصر، وفي عام 1968 توقف الفنان زكى رستم تماماً عن التمثيل وابتعد عن السينما واعتزل الناس بعد أن فقد حاسة السمع تدريجياً وكان يقضى معظم وقته في القراءة. وأصيب بأزمة قلبية حادة نقل على أثرها إلى مستشفى دار الشفاء وفى ساعة متأخرة من ليلة 15 شباط/فبراير عام 1972 صعدت روحه إلى السماء، ولم يشعر به أحد ولم يمشي في جنازته أحد، وفقدت مصر وقتها رمزًا من رموز الفن المصري.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب اليوم يُحيي ذكرى رحيل الفنان زكي رستم بعد 42 عامًا من رحيله المغرب اليوم يُحيي ذكرى رحيل الفنان زكي رستم بعد 42 عامًا من رحيله



GMT 16:51 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن تفاصيل تحقيقات النيابة وأسباب وفاة لملحن محمد رحيم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 11:52 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

تشكيل الوداد لمواجهة النجم الساحلي

GMT 04:35 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

إليكم أفضل الأماكن في لبنان لهواة رياضة ركوب الشواطيء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib