إعتذار الحريري عن تشكيل حكومة في لبنان يقود لبنان الى المجهول بعد رفض عون تشكيلته
آخر تحديث GMT 21:39:43
المغرب اليوم -

إعتذار الحريري عن تشكيل حكومة في لبنان يقود لبنان الى المجهول بعد رفض عون تشكيلته

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إعتذار الحريري عن تشكيل حكومة في لبنان يقود لبنان الى المجهول بعد رفض عون تشكيلته

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري
بيروت - فادي سماحة

أخيرًا بعد طول انتظار. اعتذر رئيس الحكومة اللبنانية  المكلف سعد الدين الحريري عن تشكيل الحكومة اللبنانية بعد مرور تسعة أشهر على تكليفه هي تسعة أشهر من شبه فراغ حكومي، فحكومة حسان دياب كانت قد استقالت بعيد إنفجار مرفأ بيروت العام الماضي، وهي لا تقوم بأي شيء إلا ما تعتبر أنه يندرج في إطار تصريف الأعمال، بانتظار ولادة حكومة جديدة شهدت هذه الأشهر سجالات تكاد لا تنتهي بين الرئيس ميشال عون وفريقه السياسي من ناحية، والحريري وفريقه السياسي من ناحية أخرى حول

صلاحية كل منهما في تشكيل الحكومة، كما راجت تحليلات واتهامات حول من يقف وراء التعطيل، ومن يمنع تشكيل الحكومة اتهامات متبادلة خصوم الحريري يتهمونه بالتهرب من تحمل المسؤولية في هذه المرحلة وأنه يريد لحكومة تصريف الأعمال أن تتخذ إجراءات ضرورية وغير شعبية، كرفع الدعم، وتلام عليها، لكي يأتي فيما بعد كمنقذ أما خصوم عون فيتهمونه باتخاذ قراراته بناءً على رغبات جبران باسيل، وريثه السياسي في قيادة التيار الوطني الحر وصهره، وأنه قرر مسبقاً عدم السماح للحريري

بتشكيل الحكومة كما أن هناك اتهامات وتلميحات إلى أطراف خارجية بالوقوف وراء التعطيل وعلى رأسها السعودية والولايات المتحدة و إيران من المنتظر أن يدعو عون الكتل النيابية إلى استشارات وبنتيجتها تسمي كل كتلة شخصية ما لتشكيل الحكومة، فيكلف رئيس الجمهورية الشخصية التي حصلت على أكبر عدد من الأصوات بتشكيل الحكومة. قانونياً يبدو الأمر  بسيطاً لكن سياسياً  هو شديد التعقيد أولاً، لا مهلة أمام الرئيس للدعوة للاستشارات، وعادة تتم الدعوة بعد أن تكون القوى السياسية قد اتفقت

خارج المؤسسات على اسم معين، أو على الأقل علمت الكتل مواقف بعضها البعض واتفقت على تنظيم الخلاف ووضع الخطوط الحمراء ثانياً، لا مهلة أمام الرئيس المكلف بالتشكيل ليشكل الحكومة. الحريري استغرق تسعة أشهر ثم اعتذر وهذا ليس الرقم القياسي في تاريخ لبنان بغياب التوافق المسبق، وبغياب المهل، لن تولد حكومة جديدة في الأفق المنظور، وسيستمر رئيس وزراء حكومة تصريف الاعمال حسان دياب بتصريف الأعمال يبقى احتمال الذهابإلى ما يسمى بحكومة أكثرية نيابية، أي أن يبادر من يملك

الأكثرية النيابية إلى تسمية شخصية دون الحصول على موافقة سائر الكتل (الأقلية)، التي يمكنها بكل بساطة أن تتحول إلى معارضة برلمانية، بمعنى آخر ما يشبه الوضع الطبيعي البديهي حيث تكون هناك حكومة أكثرية تحكم وأقلية تعارض إلى أن تتغير المعادلة في انتخابات جديدة ويرى كثيرون في لبنان أن الأكثرية النيابية الحالية هي لما يسمى بقوى ٨ مارس/ آذار، أي القوى المتحالفة مع حزب الله وأبرزها حركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري والتيار الوطني الحر بزعامه وزير الخارجية

السابق جبران باسيل لكن هذا لا يستقيم إلا إذا أخذنا عاملاً سياسياً واحداً في عين الاعتبار وهو تحالف هذه القوى مع حزب الله واصطفافها جنباً إلى جنب في معظم المسائل المتعلقة بالسياسات الخارجية وسلاح حزب الله، وإن بتمايز كل طرف بخطابه السياسي  أما في القضايا الداخلية، فقد تكون العلاقة بين بري وعون والكتلتين التابعتين لهما من أسوأ العلاقات على الساحة السياسية اللبنانية، في حين أن علاقة برى بالحريري ممتازة. وهذا مجرد مثال على تداخل التحالفات وعدم ثباتها.  وبالتالي،

ليست هناك أكثرية نيابية بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل أكثريات تتشكل بحسب الموضوع المطروح، داخلياً كان أم خارجياً ولكن على افتراض أن أكثرية ما تشكلت وقررت المضي قدما في تسمية شخصية لمنصب رئاسة الوزراء دون توافق مع الأقلية، يبقى هناك عائق أساسي. فهناك جملة من العوامل التي تجعل أي مرشح محتمل للمنصب يفكر ألف مرة قبل قبول التكليف أولا: أي شخص يتقدم للمنصب الذي هو المنصب الأبرز المخصص للطائفة السنية دون موافقة الحريري، وهو صاحب التمثيل السني

الأبرز، يعرض نفسه لهجمات سياسية شرسة ويحرم نفسه من "غطاء الطائفة" في أية مواجهة سياسية قذ يضطر لخوضها. بعبارة أخرى، هو بلا ظهير من الناحية السياسية.  ثانيا: من يتولى الآن منصب رئاسة الحكومة يستلمه وسط أسوأ أزمة مالية واقتصادية واجتماعية ومعيشية يمر فيها لبنان، وهو في أحسن الأحوال، حتى لو توفر الدعم السياسي له من الداخل والخارج، قد لا يتمكن من وقف الانهيار إنما فقط من تخفيف حدته،وبالتالي سيكون محط سخط الناس في أحسن الأحوال أما في حال لم يحظ

بالدعم الكافي، سيكون في موقع المسؤولية ليس في لحظة الانهيار فحسب، وانما أيضاً في لحظة الارتطام الكبير الذي أصبح الناس ينتظرونه بخوف متزايد. لذلك كانت هناك معلومات متداولة في البلاد تتحدث عن أن رئيس مجلس النواب نبيه بري تمنى على الحريري، في حال أصر الأخير على الاعتذار، أن يسمي بديلا له يحظى بدعمه، أي دعم الحريري. لكن الحريري لم يفعل ذلك الخيار الأخير كل هذا قد ينتفي بلحظة اذا كانت هناك قطبة مخفية أو إذا حصل اتفاق خلف الكواليس لا يعرفه أحد، قلب الأمور رأسا

على عقب. لكن الى أن يحصل ذلك، فان أنظار الكتل المختلفة قد تذهب صوب الانتخابات النيابية التي يفترض أن تجرى العام القادم، مع ما يعنيه هذا من زيادة في تشنج الخطابات السياسية، واستمرار حسان دياب بتصريف الاعمال في غضون ذلك، يفتقد اللبنانيون الأدوية التي بدأت، قبل أشهر، تختفي عن رفوف الصيدليات، ويزداد انقطاع التيار الكهربائي حتى بات استمرار المستشفيات بالعمل موضع شك وتساؤل دائم، وبات الناس يخافون ما يأكلون في ظل توقف الثلاجات في المحلات التجارية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، كما يزيد الانهيار المستمر في قيمة العملة الوطنية الضغط المعيشي على أغلبية اللبنانيين الساحقة.

قد يهمك ايضا:

الحريري يُعلن اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة جديدة في لبنان والفراغ السياسي يهدّد مستقبل البلاد
سعد الدين الحريري يؤكد أنة لن ينجر خلف النزاعات الطائفية والمذهبية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعتذار الحريري عن تشكيل حكومة في لبنان يقود لبنان الى المجهول بعد رفض عون تشكيلته إعتذار الحريري عن تشكيل حكومة في لبنان يقود لبنان الى المجهول بعد رفض عون تشكيلته



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 16:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك
المغرب اليوم - مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 08:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:18 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

« بكتيريا متطرفة » لإزالة التلوث النفطيِ

GMT 23:41 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

هامبورغ أكثر الأماكن المذهلة لقضاء شهر العسل

GMT 14:14 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

اتحاد طنجة يخطط لضم نعمان أعراب من شباب خنيفرة

GMT 16:18 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الإتحاد الأوروبي يطلّق تحقيقاً مع تيك توك ويوتيوب

GMT 22:58 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

الأحرش بطلا للمغرب في القفز على الحواجز

GMT 02:12 2021 الجمعة ,17 أيلول / سبتمبر

أجمل المعالم السياحية في جزيرة كريت اليونانية

GMT 16:08 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

بني ملال تبحث تدبير ما بعد فترة "الحجر الصحي"

GMT 17:16 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تكبير الأرداف من دون عملية

GMT 07:14 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

إليكِ حقيبة جلد التمساح الأنسب لموضة خريف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib