موسم الجفاف يضع المغرب أمام مخاطر ناجمة عن ندرة المياه
آخر تحديث GMT 02:35:19
المغرب اليوم -

موسم الجفاف يضع المغرب أمام مخاطر ناجمة عن ندرة المياه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - موسم الجفاف يضع المغرب أمام مخاطر ناجمة عن ندرة المياه

الموسم الفلاحي المغربي
الرباط - المغرب اليوم

واجه المغرب موسم جفاف، بعدما غابت الأمطار عن سمائه لأشهر عديدة؛ وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الموسم الفلاحي الحالي، وبالتالي ضعف مساهمة هذا القطاع الرئيسي في الاقتصاد الوطني.وبات التخوف يعتري الفلاحين الصغار ومربي الماشية، بسبب غياب التساقطات المطرية؛ لكن الأمر ينذر أيضا بأزمة ماء شروب كبيرة وهو ما يستدعي التحرك بشكل مستعجل لتعبئة موارد بديلة.وسجلت نسب ملء أغلب السدود الكبرى في المملكة تراجعا كبيرا؛ وهو ما أثر بشكل أكبر على الجهات التي تعتمد على مياه السدود لسقي المساحات المزروعة أو توفير مياه الشرب للمواطنين.وفي جهة الدار البيضاء-سطات، بلغت نسبة ملء السدود حوالي 42,34 في المائة بتاريخ 4 فبراير الجاري؛ وهو ما يمثل تراجعا بأكثر من 19 نقطة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.وتضم هذه الجهة ستة سدود مهمة، وهي سيدي محمد بن عبد الله وتامسنا والملاح والحيمر وكوشية وزمرين، حيث تراوح معدل نسبة ملئها ما بين 12,46 في المائة و65 في المائة.

وسجل التراجع أيضا في مختلف السدود التابعة للأحواض المائية في باقي الجهات الأخرى من المملكة؛ وهو ما بات يهدد مخزون المياه السطحية والجوفية معا، وهو ما سيؤثر على الأراضي السقوية بشكل كبير.تعليقا على هذا الوضع، قال فؤاد عمراوي، أستاذ بكلية العلوم عين الشق بالدار البيضاء وعضو الائتلاف الوطني من أجل المناخ والتنمية المستدامة، إن “غياب التساقطات المطرية يطرح بشكل كبير ندرة المياه بسبب انخفاض حقينة السدود وتضرر الفرشة المائية”.وأضاف عمراوي، في حديث خاص، أن “غياب التساقطات المطرية وارتفاع درجة الحرارة كما هو الحال اليوم في المغرب يدفع المواطنين إلى الفرشة المائية المستنزفة أصلا”.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن السنة الحالية جافة جدا ويظهر تأثيرها في عدد من المدن مثل مراكش وأكادير والرشيدية ووزارات. وأعطى مثال سد المسيرة، ثاني أكبر سد في المغرب، الذي سجل 7 في المائة كنسبة ملء، وسد بين الويدان بحوالي 14 في المائة كنسبة ملء.وأوضح عضو الائتلاف الوطني من أجل المناخ والتنمية المستدامة أن “السدود تعلب أدورا عديدة؛ فهي تخزن الماء، وتولد الطاقة الكهربائية، وتحمي من الفيضانات، وتنظم سريان الماء في الوديان، لكن هذه الأدوار تتعطل كلما انخفضت نسبة الملء”.

وفي المواسم العادية، تبدأ التساقطات المطرية في شهر أكتوبر وتستمر إلى غاية شهر ماي، وهي المدة الكافية لتخزين المياه اللازمة لسقي الأراضي الفلاحية وتزويد المدن بالماء الصالح للشرب.ومن المرتقب أن تواجه المدن المغربية التي تعتمد على السدود من أجل الحصول على الماء الشروب صعوبات خلال السنة الجارية.وذكر فؤاد عمراوي أن الطلب على الماء في المغرب ارتفع بشكل كبير أمام عرض لا يكفي، وقال إن هذا الوضع يفرض تعبئة الموارد غير التقليدية؛ من بينها تحلية مياه البحر عبر الاستفادة من أكثر من 3000 كيلومترا من الساحل، ومعالجة المياه العادمة، بالإضافة إلى العنصر الأساسي المتمثل في الاقتصاد في استعمال الماء.

وحسب إفادات الباحث المغربي، فإن مدينة الدار البيضاء تستهلك سنويا 200 مليون متر مكعب تنتهي بعد الاستعمال ومرورها في شبكة الصرف الصحي في البحر، وقال إن المطلوب هو معالجة نسبة من هذه المياه واستعمالها مثلا في السقي أو الصناعة أو تطعيم الفرشة المائية.ومؤخرا، بدأ المغرب في استعمال تقنية تحلية مياه البحر في جهة سوس ماسة؛ وهو مشروع سجل عمراوي أنه مهم نظرا لانخفاض تكلفة إنتاج المتر المكعب الواحد من الماء بهذه التقنية، حيث انتقلت من 50 درهما سابقا إلى 10 دراهم فقط.

وشدد عضو الائتلاف الوطني من أجل المناخ والتنمية المستدامة في تصريحه قائلا: “لم يعد لدينا خيار، نحن اليوم أمام أمر الواقع. لذلك، يجب تسريع وتيرة المشاريع التي تهدف إلى تعبئة موارد مائية غير تقليدية، إضافة إلى توعية وتحسيس المواطنين بأهمية الاقتصاد في استعمال الماء”.ومن المتوقع أن تتفاقم مشكلة شح المياه خلال الفترة المقبلة في العالم حتى بمنأى عن تأثيرات التغير المناخي؛ فمع تزايد النمو السكاني العالمي وعمليات التصنيع، تتناقص كمية المياه المتاحة للفرد الواحد على وجه الخصوص في المناطق الهامشية.وتفرض المخاطر المتزايدة والشكوك حول مدى توافر المياه المرتبطة بفترات الجفاف الطويلة وانخفاض معدلات الأمطار العمل بشكل مستعجل على تعبئة الموارد المائية غير التقليدية، لتفادي تأثير كل ذلك على مستوى خصوبة التربة وبالتالي التأثير على الأمن الغذائي.

قد يهمك أيضَا :

الجفاف يهدد فلاحي أولاد ستوت في إقليم الناظور

الدَّاخلية المغربيَّة تمنع غسل الأزِقَّة وسقي الملاعب وملء المسابح بِسبب الجفاف

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم الجفاف يضع المغرب أمام مخاطر ناجمة عن ندرة المياه موسم الجفاف يضع المغرب أمام مخاطر ناجمة عن ندرة المياه



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ياسمين خطاب تطلق مجموعة جديدة من الأزياء القديمة

GMT 16:53 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الرجاء البيضاوي" يهدد بالاستقالة من منصبه

GMT 00:35 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

أسعار ومواصفات هاتف أسوس الجديد ZenFone AR

GMT 01:34 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

باي الشوكولاطة الشهي

GMT 07:04 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

القطب الشمالي يعدّ من أروع الأماكن لزيارتها في الشتاء

GMT 22:53 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المغربي ينجح في اختراق جرائم العصابات المنظمة

GMT 23:47 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى علوي تستعيد ذكرياتها في الطفولة في "صالون أنوشكا"

GMT 06:26 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

عبود قردحجي يُؤكِّد أنّ 2017 ستكون مختلفة لمواليد "الجدي"

GMT 10:50 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دب بني عملاق يشارك فى حفل زفاف روسى ويلتقط السيلفي

GMT 08:20 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ماي تؤكد تقدم مفاوضات "بريكست" ودعم الفترة الانتقالية

GMT 11:58 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا عبد العزيز ضيفة نيرة شريف على نغم إف إم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib