فعاليات فلاحية ومناخية تُقلل من تأثير الصقيع على الزراعات الخريفية في المغرب
آخر تحديث GMT 17:21:54
المغرب اليوم -

فعاليات فلاحية ومناخية تُقلل من تأثير "الصقيع" على الزراعات الخريفية في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فعاليات فلاحية ومناخية تُقلل من تأثير

محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات
الرباط - كمال العلمي

مع دخول ما يعرف في الأوساط الفلاحية بالمغرب بفترة “اللّيالي” المتميزة بطقسها البارد (خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر ديسمبر)، خاصة في ساعات المساء والليل والصباح الباكر، تفيد توقعات المديرية العامة للأرصاد الجوية بأن الحالة الجوية تتميز عامة باستمرار “طقس بارد نسبيا مع تكون صقيع محلي أو ما يسمى الجّْريحة فوق مرتفعات الأطلس والريف وجنوب المنطقة الشرقية والجنوب الشرقي للمملكة”.

هذه المعطيات أكدتها النشرات الجوية الصادرة طيلة الأسبوعين الماضيين؛ إذ تراوحت درجات الحرارة الدنيا بين 0 و4 درجات بمناطق الأطلس، وبين صفر و6 درجات بالريف والسفوح الشرقية والهضاب العليا الشرقية، في حين تراوحت بين 4 و9 درجات شمال المنطقة الشرقية والجنوب-الشرقي وهضاب الفوسفاط وولماس، التي هي في أغلبها مناطق فلاحية تتسم بانتشار الزراعات الخريفية، ما يطرح مسألة “تضرر القطاع الفلاحي من موجة الجريحة”.

محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، سبق أن لفت، ضمن معطيات محينة قدّمها حول السير الحالي للموسم الفلاحي خلال جلسة الأسئلة الشفهية، الإثنين الماضي، إلى أن المساحة المزروعة حاليا بالزراعات الخريفية تقدر بـ 3,76 مليون هكتار، منها 10 في المائة مسقية (3,2 مليون هكتار من الحبوب و450 ألف هكتار من الزراعات الكلَئية إلى جانب 106 آلاف هكتار من القطاني، بالإضافة إلى 41 ألف هكتار لإكثار بذور الحبوب).

وأشار صديقي إلى أنه “تم غرس 80 ألف هكتار من الخضروات الخريفية الأكثر استهلاكا؛ ضمنها البطاطس والطماطم والقرع والبصل والجزر واللفت”. كما أفاد بأن التساقطات المطرية التي عرفها المغرب إلى غاية متم دجنبر الماضي بلغت 134 ملمترا، أي بانخفاض قدره 10 في المائة مقارنة مع سنة متوسطة، وبارتفاع 100 في المائة مقارنة مع الموسم الفارط، مشددا على “وقعها الإيجابي على وتيرة زرع الزراعات الخريفية والأشجار المثمرة والقطاع النباتي للمراعي والموفورات الكلئية”.

“تأثير محدود”
من جهته، قلّل عبدو بلبصير، المدير الجهوي للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بجهة فاس-مكناس، من “تأثير موجة البرد القارس أو الصقيع/الجريحة على المزروعات الخريفية بالمغرب، لاسيما تلك التي تتميز بها جهة فاس-مكناس”.

وقال بلبصير، في تصريح، إن “الفلاحين يعيشون على وقع الابتهاج بالتساقطات المطرية الأخيرة التي تزامنت مع فترات الزرع، والآن ينتظرون تساقطات إضافية خلال شهري يناير وفبراير قصد مباشرة ثلاث عمليات مهمة”، موضحا أن “الأسبوع القادم سيعرف انطلاقة التحسيس بأهمية التسميد، وإزالة الأعشاب الضارة، فضلا عن مكافحة الأمراض الفطرية”.

وأشار المسؤول الفلاحي ذاته إلى “أهمية مواكبة وبرامج التأطير التي يتلقاها الفلاحون بالمغرب”، مستحضرا انخراط وزارة الفلاحة في هذا الجهد لإنجاح الموسم الحالي عبر مصالحها الخارجية في الجهات والأقاليم (مكاتب الاستشارة الفلاحية، مديريات جهوية وإقليمية وحملات ميدانية).

وسجل الخبير الفلاحي ذاته بـ”إيجابية وارتياح، الحالة الممتازة التي ميزت سيرورة المجال الفلاحي هذا الموسم منذ بدايته”، خاتما: “نتمنى أن تعم التساقطات المطرية في قادم الأسابيع بشكل منتظم، ما سيؤثر إيجابيا على مختلف المنتوجات الفلاحية الخريفية التي هي حاليا في طور حاسم، هو النمو”.

“تناوب الاضطرابات الجوية”
علي شرود، خبير مناخي، اعتبر أن “ظاهرة الصقيع أو الجريحة تظل عادية جدا في فترة الليالي التي دخلناها بالحساب الفلاحي يوم 24 دجنبر الماضي”، مبرزا أهميتها من وجهة نظر مناخية في تحسين نمو الزراعات الخريفية، خاصة الخضراوات.

وقال الأستاذ الجامعي الخبير في جيو-ديناميات الأرض والبيئة، في إفادات ، إن “تناوب الاضطرابات الجوية في فصل الخريف لا يجب أن يُنظَر إليه كمؤشر سلبي، بل هو عامل إيجابي، خاصة أن تعرض الأراضي الفلاحية لأشعة الشمس يمكنها من طاقة الإشعاع الضوئي اللازمة لنمو المنتوجات”، قبل أن يلفت إلى “تداخل وتفاوت طالَا توقيت حلول الفصول، ما نتج عنه اضطرابات مناخية غريبة كانتشار الصقيع في مناطق وجهات لم تعتد ذلك”.

وأضاف شرود أن “الجريحة أو عوامل الرطوبة المرتفعة تتركز بشكل أكبر في السواحل والخلجان الصغيرة بين العرائش شمالا إلى حدود منطقة الوالدية ودكالة جنوبا، مرورا بسهول الغرب الساحلية”، واصفا الظاهرة بأنها “عادية ولا تؤثر كثيرا على السير العام للموسم الفلاحي، لأنها جاءت بعد فترة تساقطات مطرية هامة مكنت من ملء حقينة السدود بأكثر من مليار متر مكعب”.

وخلص المتحدث إلى كون “التناوب الحاصل في هذه الفترة من العام في نوع الطقس بين المشمس والمُمطر، على امتداد المجالات الجغرافية بين الشمال والجنوب والشرق، يعتبر نقطة في صالح الزراعات الخريفية”، مستحضرا “شرط مزيد من التساقطات المطرية والثلجية التي تسمح بتلطيف الأجواء وتعزيز الفرشات المائية في المناطق الفلاحية”.يشار إلى أن وزير الفلاحة أكد على “التدبير المستدام لمياه السقي لضمان النجاعة والتثمين عبر إنتاج فلاحي أكثر بأقل كمية من المياه”، موردا أن “حقينة السدود الموجهة لأغراض فلاحية بلغت إلى حدود متم دجنبر 4,15 مليار متر مكعب، بنسبة ملء تناهز 30 في المائة وبنسبة عجز قدرها 3 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

إستراتيجية الجيل الأخضر تهدف إلى إنشاء 12 سوقاً للجملة في إطار إصلاح منظومة توزيع المنتجات الفلاحية

فلاحون مغاربة يرفضُون تسليم محاصيل بذورهم إلى "سوناكوس"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فعاليات فلاحية ومناخية تُقلل من تأثير الصقيع على الزراعات الخريفية في المغرب فعاليات فلاحية ومناخية تُقلل من تأثير الصقيع على الزراعات الخريفية في المغرب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
المغرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib