أزولاي يستحضر إرث الراحل حاييم الزعفراني في ندوة أكاديمية المملكة
آخر تحديث GMT 06:21:18
المغرب اليوم -

أزولاي يستحضر إرث الراحل حاييم الزعفراني في ندوة أكاديمية المملكة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أزولاي يستحضر إرث الراحل حاييم الزعفراني في ندوة أكاديمية المملكة

أندري أزولاي عضو أكاديمية المملكة المغربية ومستشار الملك محمد السادس
الرباط - المغرب اليوم

قال أندري أزولاي، عضو أكاديمية المملكة المغربية ومستشار الملك محمد السادس، إن المؤرِّخَ المغربي الراحل حاييم الزعفراني التقى عن طريق جدِّه بالنصوص العقدية اليهودية الكبرى الصوفية، وقرأ هذه النصوص الآرامية المكتوبة بالعبرية، دون أن يعرف، في البداية، ما يقرَؤه، فكان يترجمها ويفسِّرُها له جدّهُ بالدارجة والفصحى.

وفي محاضرة افتتاحية للندوة الدولية المعنونة بـ"حاييم الزعفراني.. العضو المراسل بأكاديمية المملكة المغربية"، ألقاها، مساء الأربعاء بمقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، أكّد أندري أزولاي أن "تعَرُّفَ الزعفراني على "القبالة" - وهو معتقد يهودي روحاني فلسفي - التي كانت لغتها آرامية مكتوبة بالعبرية، تلقّى تفسيرها من جدّه بالعربية، مثال على ما عاشه وهو ما كتبه، ومثال عما غذّته حضارتنا المغربية التي أعطتنا مؤرِّخين وفلاسفة بحجم حاييم الزعفراني".

وقال أزولاي إن هذا المساء التكريمي خاص بالنسبة إليه لأنه انتظره وكان يأمل أن ينظّم منذ زمن، من أجل تكريم حاييم الزعفراني، الذي وُلِدَ عام 1922 بالصويرة، ويعني اسمه الحياة، بينما اشتُقَّ نسبه من الكلمة العربية "زعفران"، وكان يتيم الأب منذ سنّ الرابعة. وزاد قائلا إنه يمكنه الحديث عن هذا المؤرِّخ أياما وشهورا وسنوات، قبل أن يضيف أنه اختار الحديث عما عاشه في تبادلاته معه التي لا توجد في الكتب.

واستحضر أزولاي انتماءه إلى جيل كان يرتاد المدرسة والمغرب لا يزال مستعمَرا، وذكّر بأن الزعفراني كان يدرس في وقت قبلَه، و"كان الأول الذي يقول بالتحرّر من الترابط الثقافي الذي درسناه ويدعو إليه - في سياق حديثه عن المدارس الفرنسية بالمغرب - وكان يقول إن عندنا تاريخا وثقافة وذاكرة ومعيشا فاق ثلاثة آلاف سنة، ولم يبدأ في نهاية القرن التاسع عشر أو بداية القرن العشرين"، داعيا إياهم ليكونوا فضوليين أكثر، ومسلّطا الضوء على "حمضنا النووي وذاكرتنا".

"حاييم علّمنا عبر عمله ألا نكون فاقدي الذاكرة"، حَسَبَ ما قاله أزولاي. كما تحدّث المستشار الملكي عن أن "واقعنا المغربي اليوم وكتبنا وكرونولوجيانا وببليوغرافياتنا ليست غنيّة في موضوع التاريخ اليهودي المغربي"، ثم استدرك موضّحا أن الغطس في مؤلّفات الراحل حاييم الزعفراني تساعد في التعرّف على هذا التاريخ، داعيا من لم يقرأها بعد إلى قراءتها من أجل اكتشاف الحضارة اليهودية الأمازيغية التي كانت قبل قدوم الحضارة العربية الإسلامية.

ورأى عضوُ أكاديمية المملكة المغربية أن عمل حاييم الزعفراني لم تكن فيه نوستالجيا، أي حنينا إلى الماضي أو مبالغة أو ترافعا بأن المغرب كان هكذا أو هكذا، بل عمل علمي، مضيفا أنّه نزع بكتاباته وكلماته عن مجموعة من الأحداث الدراما التي ارتبطت بها. وزاد مفسّرا بأن الحديث عن بلده وفخره كمغربي "لا يعني عدم التطرّق إلى الأوقات الدرامية التي عِشناها لأنه ليس هناك أسوأ من أن يذكِّرَنا بها آخرون".

وذكّر أزولاي بأن الزعفراني درس في الصويرة، ثم درس في فرنسا، ليعودَ مدرّسا في الصويرة، وكان ما إن ينتهي من بحث دكتوراه حتى يبدأ بحث دكتوراه آخر، وما كان ينهي دراسة حتى يبدأ في أخرى، مشيرا إلى تجاوز عدد أعماله المنشورة من كتب ومحاضرات ثلاثمائة عمل، كان يعمل فيها بالفرنسية والعربية والعبرية التي كان يفهمُها، واصفا إنتاجه بالضخم ليس فقط لطائفته، بل هو إرث مشترك وإرث مغربي بكل تعدُّدِه الذي يخلق تفرُّدَه وغناه، وأضاف قائلا: "لسنا ما نحن عليه صدفة".

وفي سياق حديثه عن التراث اليهودي المغربي استحضر أزولاي مشروعا مشتركا في الصويرة هو "بيت الذاكرة"، "الذي هو منزل كبير من ثلاثة طوابق، يضمّ تاريخنا وذاكرة الغد، ويضمّ مركزا بحثيا باسم حاييم الزعفراني وزوجته سيليا التي ساهمت كثيرا في عمله، وكانت ترافقه دائما في أنشطته وتناقش، وهو المركز الذي سيفتح قريبا للبحث في العلاقة بين الإسلام واليهودية. وهو المركز الذي يطمح إلى تقديم التاريخ بكل صدقِيَّتِه، وحَكْيِ قصة حضارة مغربية رائعة بكلّ تعددها، لأننا أمة كبيرة، وكنّا كذلك في القرون الماضية، وفي هذا المنزل إعادة لاكتشافها والتبادل حولها".

ورغم تصوُّر أن هناك أسوار صين تقف بيننا اليوم، وِفق تعبير المتحدِّثِ، ذكّر أزولاي بمحاولة وشبه قرار كان قد منع تدريس العبرية في بعض المدارس، وعارضه بشدّة حاييم الزعفراني، وسانده المهدي بنبركة، الذي حاول إقناع الوزير محمد الفاسي بترك تلك المدارس تدرّس العبرية.

ومع اعتراف الدستور بالغنى المغربي، وهذا الجمع الرائع، ذكّر أزولاي بأن الحال لم يكن هو نفسه بالمغرب منذ عشرين أو خمسة وعشرين سنة، ثم استرسل متحدّثا عن كون الأجيال القادمة تسحَرُه بحديثها وبحثها وتعبيرها وإرادَتِها في أن تعرف كل شيء حتى فيما لا يتعلق مباشرة بعائلاتِها واعتقاداتها، وهو ما وصفه بـ"مغربِ 2019" الذي ساهم فيه حاييم الزعفراني.

وقد يهمك أيضاً :

العثماني يتحدث عن علاقته بالملك محمد السادس للمرة الأولى

الوكيل العام للملك محمد السادس يُحقِّق في قضايا نصب واحتيال

المصدر :

هسبريس

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزولاي يستحضر إرث الراحل حاييم الزعفراني في ندوة أكاديمية المملكة أزولاي يستحضر إرث الراحل حاييم الزعفراني في ندوة أكاديمية المملكة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib