روك القصبة مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية
آخر تحديث GMT 02:03:03
المغرب اليوم -

"روك القصبة" مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

طنجة - و.م.ع

بذاكرة تحتفظ بجدل حاد رافق عرض فيلمها الطويل الأول "ماروك" عام 2005 بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تطلع رواد الدورة 15 لهذا الموعد السينمائي بشغف إلى عرض الفيلم الجديد للمخرجة ليلى المراكشي، "روك القصبة" مساء السبت بالخزانة السينمائية. أقل استفزازا من سابقه ربما، كما تتوقع المخرجة، لكنه يحمل ذات الرؤية الاجتماعية الناقدة لأنماط فكرية وسلوكية "محافظة" في المجتمع، وينتصر لنفس الرغبة في التحرر لدى المرأة المغربية والعربية. ولعل الخيط الرابط بين الفيلمين، يتجسد في حضور مرجانة العلوي، بطلة "ماروك"، الفتاة المراهقة، التي نضجت لتشارك في بطولة الفيلم الجديد وهي في مرحلة عمرية أنضج. صورت ليلى المراكشي فيلمها في طنجة، حيث أثثت فضاءات بيت عتيق لعائلة بادية الثراء، في ملكية أب بنات أربع، يرحل عن الدنيا فجأة، لتواجه الشخصيات النسائية التي كانت تحيط به مصيرها الجديد. تنهار سلطة الأب الآمر الناهي، (عمر الشريف) وتنبثق أحلام مكبوتة وخسائر يتعذر تداركها، وعمر مضى من حياة مريم وكنزة وصوفيا، أما ليلى فقد سبقت والدها إلى الرحيل حين وضعت حدا لحياتها بعد أن رفض الوالد اقترانها بشاب فقير، ليس إلا ابن الخادمة (راوية). اجتماع بنات الراحل في بيت العزاء يشكل الذريعة الدرامية التي تنتهزها ليلى المراكشي، مخرجة وكاتبة سيناريو، لاستفزاز كوامن كل منهن، قصة خضوعهن وتمردهن، نجاحهن وإخفاقهن في الحياة والعمل والزواج. وبحس نقدي، كان ساخرا في بعض الأحيان، تكون أجواء المأتم وتشييع الراحل، فرصة مواتية لتسليط الضوء على طقوس، تنزع عنها المخرجة طابعها القدسي، وتضعها في خانة ممارسات طقوسية تكرس النفاق الاجتماعي، مفصولة عن أساسها الوجداني الحقيقي. وإن كانت وفاة الأب المتسلط قد دفعت إلى السطح بقصة ليلى، الغائبة - الحاضرة لدى والدتها وأخواتها، حيث ينبعث الماضي أليما وطريا في نفوس العائلة، إلا أن اكتشاف السر الكبير، يتحقق حين تعرف صوفيا ثم الأخريات أن ابن الخادمة ليس إلا أخ البنات، غير الشرعي، الذي أنجبته الخادمة من رب البيت، لولا أن قانون الصمت دفع بالأمور في اتجاه آخر. "روك القصبة" ورشة تقنية شديدة الحرفية والنضج الفني، الذي كشفه جينيريك غني يكشف قوة إنتاجية احتفت بكل التفاصيل المهنية، لكنه في المقابل يسقط أحيانا، حسب آراء أولية لبعض المهتمين، في الفولكلورية واجترار كليشيهات مضخمة تتعلق بوضعية المرأة المضطهدة والنفاق الاجتماعي والدين والحجاب ودعوى المساواة في الإرث وزنا المحارم... وغيرها. ومن جهة أخرى، يعد الفيلم أحد الأعمال النادرة التي جمعت أسماء من طليعة النجوم العرب. عمر الشريف أدى آخر دور له في مساره الحافل قبل أن يعلن اعتزاله، دور بلمسة فانتازية وهو يلعب دور الشاهد على وفاته، مطلا على حال أسرته من بعده. الفلسطينية هيام عباس أعادت تجربة العمل مع السينما المغربية من خلال دور عائشة، زوجة مولاي لحسن. لبنى أزابال، ذات الحضور القوي في السينما الفرنسية، والمخرجة اللبنانية الشهيرة نادين لبكي، والممثلة المغربية مرجانة العلوي، تقاسمن أدوار مريم وكنزة وصوفيا، بنات الراحل. أما الممثلة المغربية راوية فقد واصلت تألقها من خلال أداء دور الخادمة. يذكر أن تصوير روك القصبة" الذي شارك في الدورة السابقة لمهرجان دبي تم في طنجة، المدينة التي تعتبرها المراكشي مدينتها الملهمة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روك القصبة مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية روك القصبة مصائر نسائية تنبعث على أنقاض سلطة ذكورية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 11:52 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

تشكيل الوداد لمواجهة النجم الساحلي

GMT 04:35 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

إليكم أفضل الأماكن في لبنان لهواة رياضة ركوب الشواطيء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib