مسارات مغاربة في اسكندنافيا و حسن الهاني يصاحب السياح في كوبنهاغن
آخر تحديث GMT 12:28:05
المغرب اليوم -

مسارات مغاربة في اسكندنافيا و حسن الهاني يصاحب السياح في كوبنهاغن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مسارات مغاربة في اسكندنافيا و حسن الهاني يصاحب السياح في كوبنهاغن

علم المغرب
الرباط - المغرب اليوم

على نفس منوال التنشئة الأسرية التي تلقاها، يواصل حسن الهاني السير في الحياة رافضا الاتكالية ومرحبا بالاعتماد على النفس، لاجئا دوما إلى التجربة والخطأ قبل الاستقرار على ما يليق به في فضاء العيش الدنماركي الذي يخبره منذ الولادة، دون أن ينكر أن مصدر هذا المنهج يعود إلى أصوله المغربية وما تعكسه من سلوكيات ذوي الجذور في منطقة الريف.

وتدرج حسن الهاني بين وظائف كثيرة منذ سن مبكرة، واحترف العمل الصحافي في بضع تجارب لم تدم إلا سنين طويلة، ثم غير الوجهة لمراكمة درايات في مجال الرعاية الاجتماعية، وبعدها بصم على خطوة مميزة بإطلاق موقع إلكتروني يتيح له مصاحبة السياح المستعينين به في التعرف على كوبنهاغن.

الاعتماد على النفس

ينحدر حسن الهاني من أسرة ريفية تنتمي إلى منطقة تارجيست، في إقليم الحسيمة، وقد رأى النور في أحضانها سنة 1973 وسط العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وفي كنفها تربى بالاعتماد على الإمكانيات المتواضعة المتاحة من اشتغال الأب في مصنع متخصص ضمن إنتاج مادة الإسمنت.

ويقول حسن: “فخور بنشأتي وسط إخوتي تحت رعاية الوالدين، كما لا أخجل من التصريح بأنني حرصت على العمل في سن مبكرة من أجل كسب بعض المال يساهم في توفير حاجياتي بعيدا عن الاتكال على أبي؛ وتواجدت صغيرا في اشتغالات كتوزيع الجرائد أو تقديم مساعدة في محل تجاري”.

ويعتبر الهاني أن التنشئة التي تلقاها كانت حبلى بالدروس التي مكنته من مميزات شخصية يحبذها، أبرزها يتمثل في الاعتماد على الذات دون أي اتكال على أي شخص، والوعي بأهمية البحث عن الرزق والحرص على التطور في أي فضاء يحتضنه، زيادة على احترام الجميع مهما لاحت مهنهم بسيطة في المجتمع.

الصحافة والبلدية

مال حسن الهاني إلى الاشتغال في الميدان الصحافي، واستهل التكوين الأكاديمي المفضي إلى ذلك سنة 2003 بـ”آرهوس”، التي تعد ثاني أكبر مدينة في مملكة الدنمارك، ثم مارس المهنة كصحافي مهني ابتداء من سنة 2006، قبل أن يقرر تغيير توجهه المهني نسبيا بالوصول إلى عام 2009.

ويذكر المتأصل من تارجيست أن عمله في الصحافة انطلق بصفة مراسل لجريدة دولية قبل الالتحاق بهيئة تحرير مجلة متخصصة في التكنولوجيا، متطرقا إلى المواضيع المرتبطة بالتطورات الرقمية والتقنية ذات الصلة، إلا أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت أوروبا سنة 2008 دفعته إلى الشروع في البحث عن بدائل بعيدة عن “صاحبة الجلالة”.

خضع الهاني، في المرحلة الموالية، لتكوين سوسيولوجي يتيح له العمل مع بلدية كوبنهاغن في ميدان العناية الاجتماعية، متعاطيا مع وضعيات أناس يحتاجون الدعم والنصيحة بشأن السكن والجوار، مع ما يترتب عن ذلك من أزمات صحية نفسانية، وبعدها فكر في مشروع خاص به يعيده إلى الإعلام نوعا ما.

تنميط معاكس

يؤكد المزداد في كوبنهاغن أن الغالبية العظمى من المجتمع الدنماركي لا تمت للعنصرية بصلة، عكس الصورة النمطية التي ارتبطت بها أخيرا، مبررا ذلك بما عاشه في العاصمة وفي “آرهوس” أيضا، حيث وقف على معاملات راقية تمنح ذوي الأصول الأجنبية أكثر من فرصة ملائمة للتقدم في الحياة.

ويقول حسن: “أولئك الذين يحصلون على تشجيع المجتمع الدنماركي في الدراسة والعمل يبقون صامتين، بينما كل من تعرض لحادث عنصري نشاز يجاهر بما طاله ويلقى التضامن على نطاق واسع، والحقيقة أن من يقبل على فضاء عيش الدنماركيين لا يُنبذ ما دام قد بصم على هذه المبادرة”.

ويشدد الهاني على أن ذوي الأصول الأجنبية والثراء الثقافي، سواء كانوا وافدين على المجتمع الدنماركي أو مزدادين وسط أسر مستقرة في البلاد، مدعوون إلى التواصل مع الناس للحصول على أكبر من ثقة مشاركيهم فضاء العيش، وهذا مجهود إضافي عادي يطالب به الضيوف على كل مجتمع عبر العالم.

الرقمنة في السياحة

أطلق حسن الهاني موقعا إلكترونيا يهتم بالعروض السياحية المتوفرة في كوبنهاغن، يعد بمثابة دليل ميداني فعال للراغبين في التعرف على الأماكن التي يمكن أن يقصدها السياح في العاصمة الدنماركية، ويقدم خدمات مركزة على التنقل والمبيت والإطعام والترفيه.

ويضيف الواقف وراء تأسيس هذا المشروع الرقمي: “الفكرة ترتبط بمهاراتي الإعلامية وتطوير مستواي في التكنولوجيات الحديثة، من جهة، والرغبة في إنشاء عمل خاص بي، من ناحية أخرى، وقد حرصت على استعمال اللغة الإنجليزية في التواصل مع المتصفحين، ولا يمر يوم دون تلقي طلبات من أناس يزورون كوبنهاغن”.

ويعمل الهاني، ضمن تعاطيه مع موقعه الإلكتروني السياحي، على مرافقة الراغبين في التجول معه بشوارع عاصمة الدنمارك، مشجعا الثقافة المحلية التي تعطي الأولوية للتنقل على متن الدراجات الهوائية، وواضعا برامج يومية تحدد مسار التنقل بين فضاءات تلبي رغبات الزبائن؛ مستفيدا من الانتعاشة السياحية عقب تراجع المد الوبائي العالمي لفيروس “كورونا”.

الابتعاد عن الإحباط

يشدد المنتسب إلى “مغاربة اسكندنافيا” على كون الإنسان اجتماعيا بطبعه، سواء كان في وطنه الأم أو منتميا إلى صفوف المهاجرين، لذلك عليه أن يحرص على التواجد بين الناس، مؤثرا ومتأثرا، وأن يبتغي التعاون مع نفسه وغيره كي لا يضيع سنين الحياة بدون أدنى شكل من التطور.

ويزيد حسن: “لكل شخص هدف ما، سواء أدرك ذلك أم لا، لكن النجاح في الوصول إلى الأهداف يتطلب الوعي الدقيق بوجودها ثم الإقبال على تعلم كيفية السير نحو تحقيقها، ومن المفيد جدا أن يتم اعتبار كل عثرة نهاية محاولة، وعدم تهويل الإخفاقات الظرفية حتى لا تغدو مصدر إحباط على المدى البعيد”.

“قد يكون مفيدا للمهاجرين الشباب أن يعرفوا أن تجربتي، على طول المراحل التي اجتزتها شخصا ومهنيا قبل الوصول إلى القيام بما يعجبني ويرضي طموحاتي، قد احتاجت الكثير من الوقت في تقوية المهارات والوقوف على الممارسات الملائمة، وتستلزم أيضا المزيد من الثبات بحكم تعاملها مع أناس مختلفين عند مطلع شمس كل يوم”، يختم حسن الهاني.

قد يهمك ايضاً

وريثة عرش مملكة الدنمارك في زيارة للمغرب

الملك المغربي يرسل برقية تهنئة إلى عاهلة مملكة الدنمارك

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسارات مغاربة في اسكندنافيا و حسن الهاني يصاحب السياح في كوبنهاغن مسارات مغاربة في اسكندنافيا و حسن الهاني يصاحب السياح في كوبنهاغن



نانسي عجرم تتألق بفساتين سهرة قصيرة في مختلف المناسبات

القاهرة - المغرب اليوم
المغرب اليوم - إطلالات الفنانة إليسا بفساتين باللون الأسود ناعمة وفخمة

GMT 16:56 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
المغرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 07:51 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تطبيق "هيتش"يحصل على ترخيص للعمل في الدار البيضاء

GMT 09:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس السيسي يفتتح أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط في مصر

GMT 01:53 2014 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

دائرة الآثار تعلن عن مشروع لتطوير مدينة رأس الخيمة القديمة

GMT 03:04 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صياد كنوز يجد خاتم ذهب مرصعًا بالياقوت والزمرد

GMT 04:23 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إناث "الفرفت" تحبُّ القرود المقاتلة وتبتعد عن الجبناء

GMT 00:19 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"الأسود يليق بك" تتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في دبي

GMT 08:12 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف بشاعة العمليات الجراحية في القرن الـ19
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib