الأسر تعجز عن سداد ديون بنكية بـ39 مليار درهم
آخر تحديث GMT 19:35:27
المغرب اليوم -

الأسر تعجز عن سداد ديون بنكية بـ39 مليار درهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الأسر تعجز عن سداد ديون بنكية بـ39 مليار درهم

بنك المغرب
الرباط - المغرب اليوم

كشفت معطيات جديدة حول الوضعية المالية للأسر المغربية مع اقتراب عيد الأضحى، الذي يمثل مناسبة استهلاكية رئيسية تترتب عنها تحملات مالية مهمة، عدم قدرة أسر على سداد أقساط قروض بنكية بأزيد من 39 مليار درهم (39.1 مليار درهم تحديدا)، فيما وصل مستوى مديونيتها لدى البنوك إلى 386.1 مليار درهم متم مارس الماضي، منها 57.6 مليار درهم عبارة عن قروض استهلاكية.

ومع تناسل المعطيات من الأسواق حول تراوح أسعار الأضاحي صعودا بين 4000 درهم و6000 درهم، كثفت البنوك وشركات القروض عروضها الائتمانية من أجل جذب أكبر عدد من الزبائن، من خلال قروض استهلاكية مستحقة داخل أجل لا يتجاوز خمس سنوات، وقيمة تتراوح بين 10 آلاف درهم و30 ألفا، ما يهدد بتفاقم مديونية الأسر وارتفاع هامش المخاطر الائتمانية المرتبط بها.

وإلى جانب البنوك، اقترضت الأسر 8.7 مليارات درهم من جمعيات القروض الصغرى حتى متم مارس الماضي، وفق تقرير الإحصائيات النقدية الصادر عن بنك المغرب، إضافة إلى قروض بقيمة 79.2 مليار درهم من شركات التمويل خلال الفترة نفسها، فيما كشفت أرقام المندوبية السامية للتخطيط عن تدهور الوضعية المالية لهذه الأسر وتفاقم مديونيتها، إذ أكدت المندوبية في أحدث بحوثها استنزاف 42.3 في المائة من الأسر مدخراتها أو لجوءها إلى الاقتراض خلال الفصل الأول من السنة الجارية.

سلطت مندوبية التخطيط الضوء على أحد أهم أسباب تفاقم مديونية الأسر؛ يتعلق الأمر بارتفاع الطلب وزيادة استهلاك هذه الأسر بنسبة 1.2 في المائة خلال الفصل الأول من السنة الجارية، إذ أكدت الجهة الإحصائية في توقعات صادرة عنها بداية السنة الجارية أن “الطلب المحلي سيكون مدفوعا بتحسين الإنفاق على الاستهلاك”، فيما فسرت “تباطؤ الدخل، الذي يشعر به بشكل كبير في المناطق القروية”، بـ “الظروف المناخية غير المواتية”، وأنه “سيؤثر على نفقات الأسر، لكنه سيتم تخفيفه إلى حد ما بزيادة التحويلات العامة”.

وأكد صلاح إسماعيلي، محلل مالي، أن تفاقم مديونية الأسر ستترتب عنها آثار سلبية على الاقتصاد الوطني على المدى الطويل، مثل زيادة الضغط على ميزان الأداءات الوطني، وتقليل القدرة على الاستثمار الشخصي، وزيادة العبء على الأسر فيما يتعلق بسداد الديون ودفع الفوائد، موضحا أن جهود الحكومة من أجل المحافظة على معدلات النمو في مستويات معينة منذ تفشي جائحة كورونا، ساهمت في تحفيز الطلب على السلع والخدمات، ما أدى إلى تطور في الإنفاق الشخصي، وبالتالي نمو في وتيرة لجوء الأسر للاقتراض من أجل تغطية حاجياتها الاستهلاكية المتزايدة.

وأوضح إسماعيلي، في تصريح لهسبريس، أن الزيادة في الأجور، خصوصا في القطاع الخاص، خلال الفترة الماضية، ساهمت في تخفيف الملاءة المالية للأسر بما يؤهلها لتحمل تكاليف اقتراض جديدة، ما رفع مستوى مديونيتها خلال فترة وجيزة، مشددا في السياق ذاته على مواجهة الأسر ضغوطا على مستوى النفقات الشخصية، مثل تكاليف المعيشة المرتفعة أو الأكرية المتزايدة، ما عزز لجوءها إلى الديون كوسيلة لتمويل هذه النفقات، مشيرا أيضا إلى أن ارتفاع معدلات الفائدة لم يكبح وتيرة البنوك والمؤسسات المالية في تقديم تسهيلات ائتمانية أكبر للأفراد، ما سهل ولوجهم إلى القروض.

تتحمل الأسر أعباء مالية ثقيلة، لا يتوقع أن تتخلص منها على المدى القصير في ظل السياق التضخمي الحالي، رغم شمولها بتدابير تحفيزية جديدة ضمن الاتفاق الاجتماعي الموقع بين الحكومة والفرقاء الاجتماعيين، تتمثل في مراجعة الضريبة على الدخل ابتداء من فاتح يناير 2025 بالنسبة إلى الأجراء، من خلال الرفع من الشريحة الأولى للجدول المتعلق بالدخل الصافي المعفى من الضريبة من 30 ألف درهم إلى 40 ألفا، ما سيؤدي إلى إعفاء الدخول التي تقل عن 6000 درهم شهريا.

وبالنسبة إلى سليم شهابي، مستشار مالي وبنكي، فإن تفاقم مشكلة مديونية الأسر يمكن أن يرتبط بتأثيرات التضخم وضعف الدخل، مبرزا أن الأسر التي تعيش ظروفا اقتصادية صعبة تواجه عقبات في تلبية احتياجاتها الأساسية، ويكون الدخل الشهري في العديد من الحالات غير كاف لتغطية جميع النفقات، مما يضطرها إلى اللجوء إلى الاقتراض.

وأوضح شهابي، في تصريح لهسبريس، أن زيادة تكاليف المعيشة تزيد الضغط على الأسر وتجعلها أكثر اعتمادا على الاقتراض لتلبية احتياجاتها، مع التركيز على تكاليف الرعاية الصحية والتعليم والسكن التي تعتبر أساسية، منبها أيضا إلى تأثير ارتفاع معدلات البطالة في فقدان الدخل الثابت للأسر، ما يدفعها إلى اللجوء إلى الاقتراض لتغطية تكاليف حياتها اليومية.

وختم الخبير المالي بالتأكيد على أن هذه العوامل الاقتصادية والاجتماعية المعقدة تشكل تحديا للسياسات الاقتصادية، وتتطلب استراتيجيات متكاملة لتقليل الضغط على الأسر وتعزيز استقرارها المالي.

قد يهمك ايضاً

المبلغ الإجمالي لخدمة المحافظ الإلكترونية بالمغرب يرتفع بنسبة 25 في المائة

 

 

"حروف تيفيناغ" على واجهة بنك المغرب تثير الجدل في الحركة الأمازيغية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسر تعجز عن سداد ديون بنكية بـ39 مليار درهم الأسر تعجز عن سداد ديون بنكية بـ39 مليار درهم



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
المغرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 08:39 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

GMT 02:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تسعى لشراء قمح في ممارسة دولية

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 00:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تعلن عن أكبر صفقة عقارية هذا العام بأكثر من 137 مليون دولار

GMT 15:58 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يسدد ديون الضمان الاجتماعي

GMT 06:55 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل بروتين لشعرك من "المواد الطبيعة"

GMT 01:31 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

آرون رامسديل يتعرض للانتقادات في آرسنال

GMT 20:41 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

غرف نوم باللون التركواز

GMT 03:47 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ثعلب وسنجاب بطلا أفضل صورة للحياة البرية لعام 2019

GMT 11:48 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

شخصيات في حياة أحمد زكي والعندليب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib