المجلس الأعلى للقضاء يستعرض مسار تكييف أنظمة العدالة مع التحولات الرقمية
آخر تحديث GMT 19:35:27
المغرب اليوم -

المجلس الأعلى للقضاء يستعرض مسار تكييف أنظمة العدالة مع التحولات الرقمية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المجلس الأعلى للقضاء يستعرض مسار تكييف أنظمة العدالة مع التحولات الرقمية

الأمن السيبراني
الرباط - المغرب اليوم

بادر المجلس الأعلى للسلطة القضائية ضمن برنامج ندواته التواصلية خلال الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، إلى استنطاق موضوع “يكتسي أهمية كبيرة ويطرح تحديات جمّة” في عصر يتسم بأن “الكلّ رقمي”؛ يتعلق الأمر بـ”الأمن القضائي في زمن الرقمنة والذكاء الاصطناعي”، الذي كان محور جلسة انعقدت مساء السبت برواق المؤسسة القضائية وعرفت تدخلات مختلفة.

يوسف أستوح، رئيس قطب التحديث والنظم المعلوماتية بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، افتتح أشغال الندوة بعرض شامل لاستراتيجية المجلس بخصوص استدماج التطورات الرقمية المتراكمة، مبرزا أنها متجذرة في قلب اهتمامات المؤسسة، موضحا أن الجهود المبذولة على المستوى التنظيمي لتعزيز السيادة الرقمية وحماية النظم المعلوماتية دفعت للقيام بتدقيق أمني شامل للمنظومة المعلوماتية بتنسيق مع المديرية العامة لأمن نظم المعلومات لافتحاصها وتحديد المخاطر التي قد تهددها.أستوح ذكر في عرضه أنه “تم تطوير سياسات وإجراءات أمنية شاملة لحماية البيانات والأنظمة المعلوماتية بالمجلس من التهديدات السيبرانية، بناء على مخرجات التدقيق الشامل للنظام المعلوماتي، كما جرى وضع استراتيجية للاستجابة للحوادث السيبرانية، عبر تحديد الإجراءات والمسؤوليات في حالة وقوع أي هجوم أو اختراق سيبراني، إضافة إلى تكوين المستعملين في تدابير وإجراءات الأمن السيبراني، ورفع مستوى اليقظة وتحسيس جميع العاملين بأهمية الأمن المعلوماتي”.

وأضاف المسؤول ذاته أنه على المستوى التقني، تمت “تقوية البنية التحتية بأجهزة مضادة للاختراقات والهجمات الإلكترونية، وحماية المنظومة المعلوماتية وفق المعايير الفنية والتقنية المتعارف عليها وطنيا ودوليا في المجال السيبراني، واستغلال مضادات الفيروسات وحلول مؤمنة لمكافحة البريد الإلكتروني المزعج (AntiSpam)”، كما تم، وفقه، “تجهيز المجلس بالأجهزة المعلوماتية الأمنية دعما للأمن السيبراني (SOC) (SIEM)، واعتماد التوقيع الإلكتروني في الأحكام القضائية”.

في السياق ذاته، لفت رئيس قطب التحديث والنظم المعلوماتية بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية إلى أهمية الأمن السيبراني في المجلس الأعلى للسلطة القضائية في تعزيز ثقة المتقاضين، بحيث “يعي المجلس ضرورة تكريس حماية الأنظمة المعلوماتية بالمجلس وضرورة تكريس ثقة المتقاضين في منظومة العدالة، عبر توفير الأنظمة المعلوماتية الآمنة، والاستثمار في مجال الأمن السيبراني بالشكل الذي يساهم في بناء هذه الثقة وتعزيز الشفافية والمصداقية، فضلا عن أن حماية الأنظمة المعلوماتية بالمجلس وبمختلف محاكم المملكة أمر بالغ الأهمية لضمان استمرارية الخدمات بمرافق العدالة”.

وشدد على أن المنظومة المعلوماتية للمجلس ومختلف محاكم المملكة تحتوي على كم هائل من المعلومات والمعطيات والسجلات الحساسة والمهمة، التي تعد حمايتها أولوية، لهذا فهي مشمولة بحماية قصوى ضد الهجمات والاختراقات السيبرانية وفق المعايير التقنية والعملية المتعارف عليها في هذا الإطار.

ياسين الريسوني تناول الكلمة باسم المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، التابعة لإدارة الدفاع الوطني، مبرزا التصور الحاضر بالمغرب لدى جميع المؤسسات الرسمية لأجل “خلق بيئة داعمة للاستعمال الرقمي”، قائلا: “مازلنا نحتاج إطارا قانونيا ناظما لحماية مصالح مختلف المتدخلين”، مؤكدا ضرورة أن تتوفر الأجهزة المكلفة بإنفاذ القانون على وحدات خاصة بالجريمة الإلكترونية، لافتا إلى توفر هذه الوحدات اليوم داخل مختلف المؤسسات، كالمديرية العامة للأمن الوطني والدرك الملكي والنيابة العامة والمجلس الأعلى للسلطة القضائية.

وسجل الريسوني ضمن كلمته أهمية إعداد قضاة متخصصين في الجريمة الإلكترونية قادرين على الفصل في هذه الجرائم الطارئة على مختلف المجتمعات، وكذا عاملين متخصصين في الأمن السيبراني، مستحضرا جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في هذا السياق، و”الحملات التحسيسية المطلوبة لفائدة الطبقات الهشة المستهدفة من الهجمات الإلكترونية: الأطفال، الأشخاص المسنين، الشركات الصغرى والمتوسطة”، موردا أن “المغرب تمكن عموما من إرساء بيئة آمنة”.

وبخصوص جهود المديرية، أوضح المتحدث أن الأخيرة “انخرطت في هذه الدينامية من أجل تعزيز نظم المعلومات الوطنية من خلال إحداث اللجنة الاستراتيجية للأمن السيبراني، ولجنة تابعة لها مكلفة بتدبير الحوادث السبرانية الجسيمة والأزمات السيبرانية”، مذكرا بالقانون رقم 20-05 المتعلق بالأمن السيبراني.

محمد الساسي، رئيس مرصد محاربة الجريمة السيبرانية الذي مثّل المديرية العامة للأمن الوطني في هذا اللقاء، كشف أن الأخيرة أعدت منذ سنوات عدة استراتيجية شاملة لتعزيز قدراتها في ميدان مكافحة الجريمة المعلوماتية، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، بحيث إنها واكبت تطور الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة عبر وضع استراتيجية متكاملة على مستوى الهيكلة وعلى المستوى البشري وعلى المستوى اللوجيستيكي، فضلا عن المستوى التحسيسي.

وتطرق الساسي، ضمن عرضه، للجهود المؤسساتية المبذولة لتعزيز البنية المؤسساتية من خلال توفر المديرية العامة للأمن الوطني على 6 مختبرات لتحليل الآثار الرقمية، موزعة جغرافيا على أهم المدن، مهمتها جمع وتحليل الأدلة الرقمية الخاصة بجهاز الحاسوب والهاتف المحمول واللوحة الرقمية، وغيرها، وأشار إلى ضرورة الحفاظ على الأدلة بخصوص الجرائم السبرانية، لكونها جرائم من خصائصها سهولة إخفاء معالم الجريمة، وصعوبة تتبع مرتكبيها وصعوبة حتى تحديد حجم الضرر الناجم عنها.

وتابع شارحا: “تتميز هذه الجريمة بكونها عابرة للحدود، وهو ما استدعى من المديرية عقد تعاون دولي من خلال مكتب إنتربول ومكتب الاتصال العربي، إلخ”، مسجلا في سياق متصل أن هذه الأبحاث السيبرانية تعرف جملة من التحديات، منها ما هو ذو طابع قانوني، وما هو ذو طابع تقني، وحتى تحديات ذات طابع اقتصادي واجتماعي وسياسي.

قد يهمك ايضاً

اختصاصي روسي في الأمن السيبراني يتحدث عن تهديد الذكاء الاصطناعي للمجتمع

 

 

ندوة توصي بتعزيز الأمن السيبراني بالمغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجلس الأعلى للقضاء يستعرض مسار تكييف أنظمة العدالة مع التحولات الرقمية المجلس الأعلى للقضاء يستعرض مسار تكييف أنظمة العدالة مع التحولات الرقمية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
المغرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 08:39 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

GMT 02:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تسعى لشراء قمح في ممارسة دولية

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 00:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تعلن عن أكبر صفقة عقارية هذا العام بأكثر من 137 مليون دولار

GMT 15:58 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يسدد ديون الضمان الاجتماعي

GMT 06:55 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل بروتين لشعرك من "المواد الطبيعة"

GMT 01:31 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

آرون رامسديل يتعرض للانتقادات في آرسنال

GMT 20:41 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

غرف نوم باللون التركواز

GMT 03:47 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ثعلب وسنجاب بطلا أفضل صورة للحياة البرية لعام 2019

GMT 11:48 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

شخصيات في حياة أحمد زكي والعندليب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib