فلسطينية تصنع الأفران الطينية وتطهو الأطعمة المختلفة من أجل تعليم أبنائها
آخر تحديث GMT 11:19:09
المغرب اليوم -

زادت الحاجة إليها عندما بدأت أزمة الكهرباء بعد تدمير محطة التوليد

فلسطينية تصنع الأفران الطينية وتطهو الأطعمة المختلفة من أجل تعليم أبنائها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فلسطينية تصنع الأفران الطينية وتطهو الأطعمة المختلفة من أجل تعليم أبنائها

فلسطينية تصنع الأفران الطينية وتطهو الأطعمة المختلفة من أجل تعليم أبنائها
غزة - المغرب اليوم

أقصى المنطقة الشرقية في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، تنشغل نورس أبو جامع تحت أشعة الشمس الحارقة، في تجهيز خلطة البناء التي تستخدمها في تشكيل الأفران الطينية التي يُعدّ فيها الخبز البلدي العربي وطهو الأطعمة المختلفة.

بخفة شديدة تتنقل السيدة الخمسينية في فناء منزلها تتفقد الأفران الجاهزة لترى إن كان أي منها بحاجة لأي تعديل أو إكمال، قبل توريدها للزبائن في السوق.

نحو 17 سنة قضتها نورس أبو جامع في هذه المهنة الشاقة، التي لا يغيب الكدّ والتعب عن تفاصيلها، تقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لو لم أعمل بهذا المجال، لكان صعباً على عائلتي تأمين قوت يومها من طعامٍ وشراب، فنحن نعيش في منطقة نائية، وزوجي يعاني من عجزٍ في عيونه، وكذلك أبنائي يحيون، كغيرهم من أبناء جيلهم في غزة، حالة البطالة التي تسبب بها الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 12 عاماً».

وتمرّ عملية صناعة الأفران الطينية بعدد من المراحل، وفقاً لحديث أبو جامع، فأولها يبدأ بتجهيز خليط البناء المكون من الإسمنت والرمل، من ثم يُخلط الطين بالقش على انفراد، ويُترَك الاثنان مدّة قصيرة، لتشرع بعد ذلك، بتشكيلهما بيديها، وفور الانتهاء تكون جاهزة لقص أسياخ حديدية باستخدام مقصٍ كبير، لاستعمالها في بناء أرضية الفرن.

تتابع أبو جامع كلامها: «بعد أن تنقضي عملية التصنيع الأولية التي تأخذ من الوقت نحو أربع ساعات للفرن الواحد، أترك الأخير في مكانٍ مفتوح يدخله الهواء والشمس لمدة لا تقل عن أسبوعين، حتّى أتأكد من تمام جفافه وقوته»، موضحة أنها تنقل الأفران الجاهزة للسوق بمساعدة أبنائها عبر «عربة صغيرة» وتبيعها هناك بثمنٍ لا يتجاوز الـ50 دولاراً للواحد.

عيون المارة التي لا تنفك عن متابعة أبو جامع وهي تعمل في فناء منزلها المكشوف للناس لم تكن سوى حافز لها يشجعها على الاستمرار في دربها، وتشير إلى أنّ وعيها الجيد بعدم وجود فرق بين رجلٍ ومرأة في العمل: «والكلّ يجب أن يمارس أي عمل يرغب فيه دون الالتفات لآراء الناس التي قد تكون محبطة أحياناً»، منوهة بأنّ سكان محيطها صاروا مع الوقت من أشدّ الداعمين لها، عن طريق ثنائهم على عملها، وحرصهم على الشراء منها مباشرة دون الاضطرار للذهاب إلى السوق.

أجمل لحظات الفرح التي عاشتها أبو جامع خلال السنوات الماضية التي هوّنت عليها شقاء الأيام، هي المرتبطة بنجاحات عدد من أبنائها وتخرجهم في الجامعات الفلسطينية بتخصصاتٍ مختلفة، وترى أنّها تتويج لكلّ دقيقة عمل عانت فيها لأجلهم، كما أنّها ردّ للجميل: «وأي ردّ أجمل من النجاح والفرح»، تردف أبو جامع.

«أسعى إلى جانب كسب الرزق من هذه المهنة، لصون التراث الفلسطيني والحفاظ عليه، كون الفرن الطيني يُعتبر من أبرز الأدوات التي وصلت إلينا من الأجداد والبلاد»، تكمل لـ«الشرق الأوسط»، شارحة أنّ «الفرن إرث عربي بشكلٍ عام، يُستخدم في إنتاج الخبز والمعجنات والأطعمة بمختلف أنواعها، وما يميزه هو النكهة اللذيذة التي يمنحها لكل طعامٍ يلج لداخله، كما أنّ له أشكالاً متعددة، منها الصغير والكبير، وتستخدم حسب احتياج العائلات وعدد أفرادها».

وزادت الحاجة لاستخدام الأفران الطينية في غزة، بعدما بدأت أزمة الكهرباء التي نتجت عن تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لمحطة التوليد عام 2006. الأمر الذي تسبب في فصل التيار عن المنازل مدّة طويلة تصل في بعض الأيام إلى 20 ساعة من القطع مقابل أربع ساعات من الوصل، وحسب حديث أبو جامع، فإنّ الأفران صارت الحل الأفضل بالنسبة للناس، كونها لا تحتاج للكهرباء، وتكلفتها المادية قليلة، لأنّها تعتمد على الخشب والأوراق في عملية توليد النار والطاقة.

ويجدر التنويه بأنّ قطاع غزة يعاني من مشكلات معيشية أخرى تدفع الناس للبحث عن حلول تساعدهم في تأمين قوت يومهم بمبالغ بسيطة ومتواضعة، فقد بلغ معدل الفقر وفقاً لآخر البيانات الصادرة عن وزارة التنمية الاجتماعية إلى نحو 75 في المائة، ووصلت نسبة البطالة حسب الإحصاءات الأخيرة الصادرة مركز الإحصاء الفلسطيني إلى 53 في المائة، وبلغت في صفوف الشباب نحو 67 في المائة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطينية تصنع الأفران الطينية وتطهو الأطعمة المختلفة من أجل تعليم أبنائها فلسطينية تصنع الأفران الطينية وتطهو الأطعمة المختلفة من أجل تعليم أبنائها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib