إحتفالات عاشوراء تحرِّك سوق المفرقعات في المغرب رغم مضارها
آخر تحديث GMT 11:23:43
المغرب اليوم -

إحتفالات عاشوراء تحرِّك سوق المفرقعات في المغرب رغم مضارها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إحتفالات عاشوراء تحرِّك سوق المفرقعات في المغرب رغم مضارها

الدارالبيضاء - جميلة عمر

مع اقتراب مناسبة عاشوراء، يتنافس  باعة الألعاب النارية على عرض آخر ما أنتجته مصانع المفرقعات الصينية والأسيوية ، وفي ذات الوقت يزداد تلهف المراهقين والأطفال لاقتناء وتخزين المفرقعات والألعاب النارية انتظارا ليوم المعركة وهي  ليلة عاشوراء، في نفس الوقت تشن مصالح الأمن حربا ضروسا ضد مهربي وتجار المفرقعات لما تحدثه هذه التجارة من مخاطر على المواطنين. في كل سنة ومع اقتراب السنة الهجرية الجديدة، تنتشر المفرقعات الصينية في الأسواق العشوائية بالمغرب، خاصة بمدينة الدار البيضاء لتأخذ طريقها إلى الدكاكين والمحلات المختصة لبيع لعب الأطفال. داخل هذه الأسواق تجد شباباً يتحركون بكل حذر وسرية، يحملون حقائب رياضية مملوءة ببضاعة ممنوعة يقتنونها من تجار الجملة والمهربين، ليعاد بيعها للأطفال الذين لا يعرفون مدى خطورتها، والتي قد تصيبهم بأذى كبير، وتصيب أحد المارة بعاهة مستديمة. فإلى جانب صواريخ " بشار الأسد "  التي تربعت على عرش المفرقعات  خلال السنة الماضي، عرفت هذه السنة منافسة لصواريخ  ميسي وزيدان ورولاندو، التي  تروج على نطاق واسع، بالإضافة إلى  عشرات من  أنواع الالعاب النارية الأخرى والمفرقعات والقنابل الصوتية التي دخلت المغرب بطرق سرية . وأهم هذه المفرقعات وأشدها خطورة قنبلة صوتية حارقة على شكل كرات صغيرة الحجم ثمنها لا يتعدى درهما واحدا، لها قوة تفجيرية كبيرة تسمع على بعد عشرات الأمتار وتحدث فزعا كبيرا. المكونات الكيماوية لهذه القنابل  غير معروف.  أما مصدرها وحسب تجار بالتقسيط فهي المناطق الشرقية، لكن استيرادها يتم  بطريقة غير قانونية، مصدرها الصين الشعبية البلد الرئيسي المنتج لهذه المفرقعات، تم هناك مفرقعات و ألعاب نارية أقل خطورة منها تأتي  من بلدان أسيوية أخرى . وللأسف فإن مهربي وتجار هذه التجارة الممنوعة لا يهمهم إلا الربح ولو على حساب أرواح أبرياء، أما الأطفال فيشترونها دون معرفة بمدى خطورتها، علماً أن الكثير منهم يصاب بحروق بليغة ، وعاهات مستديمة. منتوجات خطيرة يتدرب عليها مشاغبون في طريقة لتخويف المارة من المواطنين، وهناك من يستعملها لأغراض إجرامية خاصة السرقة. فعدد من النساء الموظفات يتعرضن للسرقة خلال أيام عاشوراء بعد استعمال المفرقعات، حيت تلوذ الضحية بالفرار تاركة ما تحمله في يدها خلفها. سيقول البعض أن هذا ناتج عن غياب الأمن، لا فالمسؤولية الجنائية تقع على عاتق رجال الجمارك الذين هم عاجزون  عن شل منافذ عبور هذه المواد الخطيرة سواء بالموانئ أو بالحدود، فهذه النقاط الجمركية لا تعرف تفتيشا محكما للأسف، فيتسرب إلى المغرب كل المحظورات ليظل أبناؤه ضحية تهاونهم و استهتارهم في العمل، لتأتي المسؤولية الثانية على الأمن فهو من ترك في الأول هذه الألعاب تباع في الأسواق العشوائية ، تاركين المجال للمخربين استغلال هذه المناسبة لبيع منتوجاتهم المحظورة . مدرسة الإرهاب في كل مرة نسمع عن اعتقال جماعة إرهابية، وبحوزتها متفجرات يدوية، ويظل السؤال مطروحا لدى السلطات أين تعلم اعضاء هذه المجموعة صناعة هذه المتفجرات، متناسين أن مناسبة عاشوراء هي المدرسة الأم ، حيث يتفننون خلالها في صناعة القنابل خاصة اليدوية، بواسطة الديناميت وأنواع أخرى من المتفجرات التي  يستعملها حفارو الآبار وعمال المناجم في عملهم، فيتعلم مشاغبون منها صنع القنابل. بالإضافة إلى صنع قنابل يدوية رخيصة السعر ، وأقوى تأثيرا إذ يعمل هؤلاء المشاغبين تحويل قنينة بلاستيكية إلى قنبلة ، وذلك بوضع   داخل القارورة البلاستيكية  رقائق مقصوصة من ورق الألمنيوم ويضاف إليها الماء الناري، ثم يغلقون القارورة بإحكام يتعذر معه ترك متنفس لها، يضعونها في مكان وسط الحي، يبتعدون وأعينهم مسمرة عليها. تفاعل كيميائي بين المكونين ينتج عنه غاز، يولد ضغطا هائلا داخل القارورة، التي تنتفخ لتنفجر في نهاية الأمر مسببة انفجارا قويا ، تكاد تثقب له الأذن، كما ينجم عنه تطاير الماء القاطع في سماء موقع الانفجار، مما يهدد سلامة كل قريب منه، والغافل حتما عن ماهية المكونات المعتمدة لإحداثه، وهناك من الشياطين صناع المتفجرات اليدوية ممن يعمدون إلى نوع آخر وهو أخد الكاربون، الذي يخلط مع الماء في قنينة بلاستيكية، يتم إحداث ثقب فيها ثم يضعون قربها النار لتنفجر بعد ذلك. القنابل والصواريخ تغزو الأحياء الشعبية دخان يتصاعد بين الفينة والأخرى، وأصوات تفجيرات متتالية يسمع صداها بين أحياء وأزقة مختلف المدن المغربية، الأمر لا يتعلق بأعمال تدميرية مدبرة ولا خدع سينمائية لتصوير فيلم أجنبي، بقدر ما يترجم شغف أطفال ومراهقين بتفجير الألعاب النارية.   ضجيج وفوضى عارمة تشهدها الأحياء جراء اللعب بالمفرقعات، احتفالات قبلية يقيمها الأطفال على بعد أيام من حلول عاشوراء بالمغرب، قنابل تعددت أسماؤها ولكن مخاطرها واحدة ، تختلف أثمانها حسب نوعها وفعاليتها، و تعد "الزيدانية"  نسبة للاعب الدولي الفرنسي زيدان من أخطر الألعاب النارية التي تعرض للبيع بشكل علني، بالنظر للدوي الهائل الذي تحدثه، وكأن الأمر يتعلق بتفجير حقيقي، يهز أركان الحي ويسمع على بعد مسافة 150 من مكان التفجير، بعد ذلك " ميسي" وهو عبارة عن متفجر يسمع على بعد 120 متر. وتعد النجوم الأقل خطورة، تباع بدرهم ونصف للواحدة، تصدر نجيمات صغيرة بعد إشعالها كما يدل على ذلك اسمها. لعب يتحول إلى عاهة مستديمة تعد الصين المورد الأكبر للألعاب النارية التي يتم ترويجها من لدن مهربين يقومون ببيعها لتجار مغاربة اعتادوا كسب المال من الممنوعات،  تجارة خطيرة مشبوهة يعرضونها  على مراهقين وشباب يعتبرونها فرصة موسمية لجني بعض الأرباح ،أرباح قد تحول حياة المقبلين عليها إلى جحيم، بفعل الخطر الذي تسببه والذي قد يقلل من شأنه البعض، مغفلين الأمراض والعاهات التي تسببها، حروق تستدعي تدخلا طبيا عاجلا، تتفاوت طريقة معالجتها حسب العضو المصاب ودرجة الإصابة التي تفرض في بعض الحالات إجراء جراحة فورية.قنابل عاشوراء في كل سنة تخلف ضحايا تختلف درجات خطورة ما تعرضوا إليه مخاطرالمفرقعات، و أغلبها تصيب  الوجه فتؤدي الفقدان الكلي للعين. اعتقالات في صفوف تجار مفرقعات عاشوراء في مثل هذه الأيام بالمغرب، وخاصة بالعاصمة الاقتصادية تشن مصالح الأمن حربا ضروسا ضد باعة مفرقعات عاشوراء نظرا لخطورتها على الأطفال والمارة، خاصة وأن هناك أخباراً تشير  إلى وصول صواريخ مستوردة من الصين، يصل مداها بعد الانفجار إلى  150 متر. ومن أجل هذا تعمل الفرق الأمنية بمختلف أجهزتها من أجل تجفيف الأسواق من هذه الألعاب المحظورة. وكان أول اعتقال لتجار المفرقعات في بداية هذا الأسبوع حين تم تمكنت مصالح الأمن التابعة لأمن درب السلطان الفداء بالدار البيضاء من حجز كميات كبيرة من المفرقعات داخل مخزن بدرب السلطان ، والتي تقدر بــ 140 ألف مفرقعة ، والتي يطلق اسما النجمين ميسي ورونالدو عليها. كما تم اعتقال ثلاثة أشخاص والمزود الرئيسي لأغلب الأسواق المغربية بالمفرقعات والتي تعرف رواجا كبيرا مع اقتراب عاشوراء. وحسب مصادر أمنية يقدر ثمن المحجوزات ب 25 مليون سنتيم. وبعد الاستماع لرئيس العصابة كشف عن مكان آخر توجد فيه كمية من صواريخ عاشوراء وشهب اصطناعية ومفرقعات تستعمل في عمليات الشغب داخل ملاعب كرة القدم. لم تكن هذه هي الاعتقالات الوحيدة، فقد تمكنت عناصر الأمن بالدار البيضاء من اعتقال ستة شخاص توبعوا بتهمة  شراء وبيع بضاعة أجنبية دون سند قانوني، وهي عبارة عن ألعاب نارية (مفرقعات)،كما تم اعتقال بطريق مديونة شخص ضبط بحوزته كمية كبيرة من المفرقعات والشهب الاصطناعية معبأة في عدد كبير من صناديق من الحجم الكبير والمتوسط تحتوي على أصناف عديدة من الألعاب النارية والشهب الاصطناعية الذاتية الاشتعال والاحتراق، وقنابل صوتية مدوية وغيرها . إجهاض إمرأة بسبب قنبلة صوتية صغيرة إيمان سيدة عشرينية حديثة الزواج كانت حاملاً في شهرها الثالث، لم  تكن تعلم أنها ستفقد جنينها بسبب المفرقعات. فخلال ليلة عاشوراء الماضية، واستعدادا للمناسبة خرجت للتسوق، وفجأة سمعت انفجارا مدوياً شبيها بانفجارات أحداث 16 مايو/أيار التي شهدته مدينة الدار البيضاء في سنة 2003 .لم تمتلك نفسها من كثرة الخوف خاصة و أن الكل لاذ بالفرار من موقع الانفجار، حاولت هي الأخرى لكن رجلاها التصقتا بالأرض ، و أحست ببرودة تتسرب في كل أنحاء جسدها. ووقعت في الأخير أرضا غارقة في الدماء، تم نقلها إلى المستشفى ، وهناك علمت أنها فقدت جنينها. إحدى جاراتها التي تواجدت في عين المكان حكت لها أنه بعد نقلها إلى المستشفى ، الكل رغب في معرفة الانفجار، تجمع حشد من الفضوليين  الباحثين عن تفسير لما جرى.  الخبر اليقين لم يفك طلاسمه إلا أحد الصبية الصغار. الأخير تطوع وأماط اللثام ،أن ما وقع لم يكن إلا صدى لتفجير قنبلة صوتية صغيرة لا تزن أكثر من بضعة غرامات ولايتعدي ثمنها درهما واحدا. الصبي وبشجاعته أثار فضول والتفاف المتجمهرين حوله وهو يقدم شروحاته عن القنبلة الجديدة التي نزلت السوق وثمنها وقوة صوتها  ومدى اندفاعها وكأنه خبير متفجرات قادم لتوه من ساحة المعارك  في سورية أو افغانستان.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحتفالات عاشوراء تحرِّك سوق المفرقعات في المغرب رغم مضارها إحتفالات عاشوراء تحرِّك سوق المفرقعات في المغرب رغم مضارها



GMT 10:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 09:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة الغذاء العالمي تكشف أن إسرائيل تقيد عمل المخابز في غزة

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 18:18 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib