بيروت - رياض شومان
بدأت موجة الاعتراضات على سياسات "حزب الله" في الظهور والاتساع داخل بيئته الحاضنة في الجنوب والبقاع في تعبير ينم عن تنامي التململ الشعبي ضد سياسات الحزب ورفض استمرار استدراج الشباب للبقاء داخل أتون الحرب السورية. فقد أبدى كثيرون ممن كانوا يمشون وراءه وينفذون سياساته دون اعتراض، تذمرهم من الخسائر الكبيرة التي مني بها الحزب، والأعداد الكبيرة للقتلى الذين سقطوا جراء دخوله في القتال إلى جانب نظام الأسد، مشيرين إلى أن استمرار هذا الوضع من شأنه أن يأخذ معه الطائفة الشيعية ولبنان إلى الجحيم المطلق.
ويؤكد أحد مقاتلي "حزب الله" في سورية في تصريحات إلى صحيفة "الوطن" السعودية، أن قوات الحزب فقدت الكثير من قياداتها في ميدان القتال، لافتاً إلى أن الحزب اضطر حالياً إلى تجنيد فتيان صغار تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 16 سنة، وقال "هؤلاء لا يتلقون تدريبات كافية، إذ تجري لهم دورات سريعة لمدة شهر واحد في البقاع أو الضاحية ويذهبون للقتال، كما يتبع الحزب أسلوب آخر في التجنيد وهو أسلوب التعاقد مع شبان شيعة ينتمون إلى أحزاب أخرى مثل "حركة أمل" أو غيرها من الأحزاب التي تدين بالولاء للنظام السوري، ويدفعون لهم رواتب شهرية، حسب الخدمة التي يقدمونها، حتى إن بعض الشباب صاروا يذهبون إلى مراكز الحزب طالبين الذهاب للقتال في سورية مقابل المال لهم وليس لأنهم مقتنعون بالذهاب إلى هناك".
وكشف عن أن "حزب الله" يجمع يومياً حوالي 50 أو 60 شاباً من أحياء بيروت ويرسلهم إلى سورية دون أن تكون لهم معرفة كافية بأصول القتال وقواعده، لذلك فإن معظم هؤلاء يقتل هناك بسبب عدم خبرتهم القتالية.
كما كشف المقاتل الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، عن أن الشبان يتلقون تدريبات في الجوامع والحسينيات، وأضاف "كثير من المقاتلين يؤكدون أنهم صاروا كبش فداء لبشار الاسد، لاسيما بعد التفجيرات التي وقعت في مناطق الحزب. ويرى هؤلاء أن بشار ظالم، لم ينسوا أنه ارتكب مجازر بحق مواطنيه من الشيعة عندما قتلوا العشرات منهم إبان الاحتلال السوري للبنان، ونعرف ما فعله الأسد الأب بأهل الجنوب، حيث كان يتم إيقاف نساء الجنوب والتعرض لهن على الحواجز، ولا زلنا نتذكر اغتصاب النساء في كليمنصو، ونحن ندرك فساد عائلة الأسد جيداً، لذلك نقول لحزب الله إنه لا يجب علينا الذهاب إلى ما لا نهاية في هذه الحرب".
وختم المقاتل بالقول "لم يعد أحد في لبنان أحد يطيق الشيعة، نحن منذ العام 2008 لا نعرف إلى أين نذهب، ونخشى من تزايد الكراهية ضدنا التي وصلت حد دخول الانتحاريين إلى مناطقنا وتنفيذ عمليات تستهدف وجودنا بالأساس".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر