استقبال رمضان في مراكش بين التجديد العصريّ والتقاليد الخالدة
آخر تحديث GMT 16:52:03
المغرب اليوم -

استقبال رمضان في مراكش بين التجديد العصريّ والتقاليد الخالدة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - استقبال رمضان في مراكش بين التجديد العصريّ والتقاليد الخالدة

استقبال رمضان في مراكش
مراكش - ثورية ايشرم

يُعَد شهر رمضان من أكثر الأشهر التي يعشقها المسلمون، فهو ليس شهر عبادة وحسب بل يُعتبَر أيضًا مناسبة مهمة لإحياء العادات والتقاليد والأعراف التي تتوارثها الشعوب جيلاً بعد آخر، وتُعتبر مدينة مراكش من بين المدن المغربية التي ما زالت تحافظ على تقاليدها وعاداتها الشعبية في استقبال شهر رمضان المبارك، خاصة وأنها تكتسي أهمية بالغة وكبرى لدى المراكشيين، إذ ترتبط بالشعائر الدينية، ورغم أنها لم تعد موجودة في جل الأحياء الراقية وتقتصر فقط على الأحياء العتيقة والشعبية، وذلك لأسباب عدّة منها مشاغل الحياة الكثيرة والعملية لبعض المراكشيين الذين استغنوا عنها وتغييرها بكل ما هو عصري وسريع.
إلا أن العادات والتقاليد لا تكاد تخلو من أي بيت مراكشي حتى وان اقتصرت على الاختصار، ومن بين التقاليد المراكشية التي ما زال معظم الأسر تتشبث بها، وهي تجمع بعض العائلات منذ بداية رمضان الى نهايته، على وجبة الإفطار، في منزل واحد، يطلق عليه اسم "دار العائلة"، لما لذلك من جو يطغى عليه الطابع العائلي المتميز وذلالات تهدف من خلالها الاسر الى خلق جو التآخي وضمان التماسك الأسري والمحافظة على التكافل الاجتماعي وتقوية صلة الرحم في شهر رمضان، علاوة على فتح المجال أمام أبناء العائلة لتقرب من بعضهم بعضًا، والتعرف على خصلهم وعاداتهم ومعتقداتهم، إضافة الى خلق جو عائلي يبعث على الحب والرحمة والتسامح والتعاون والمساعدة في اشغال البيت وإعداد الماكولات المتنوعة والمختلفة التي تخصص لهذا الشهر الفضيل منها الحلوى الشباكية والسفوف أوسلو وشوربة الحريرة وانواع الفطائر والمخمرات وغيرها من الماكولات، التي تُعتبر من أكثر الاشياء التي تشترك فيها المدن المغربية ككل، فضلا عن أداء الفرائض الدينية في تجمع عائلي مميز، مع حرصهم على تلاوة أجزاء من القرآن الكريم كل ليلة.
ومن بين العادت والتقاليد التي تميز مدينة مراكش وسكانها في استقبال شهر رمضان  والتي ما زالت تحتفظ بها الفئة الاكبر من السكان، والتي كانت تبرز مدى فرحة السكان والحفاوة بهذا الشهر، هي صعود سكان مراكش الى  سطوح المنازل لترقب رؤية هلال رمضان، الذي ما ان يتاكد من رؤيته حتى ترتفع الأصوات بالتهليل والتكبير المصحوبة بزغاريد النساء وأصوات آلات " النفار" و"الغيطة" هذا بالاضافة الى حفاظ المراكشيين على عادة مهمة ومميزة والتي تسمة بـ "شعبانة وهي عبارة عن قضاء اليوم 29 من شعبان في الطبيعة والحدائق المراكشية التي تتميز بوفرة اشجارها ونخيلها، ولا تنتهي إلا برؤية هلال شهر رمضان، مما يجعل مدة هذه النزاهة تدوم يومًا واحدًا أو يومين وسط الطبيعة احتفالاً بقدوم هذا الشهر المبارك.
بالإضافة الى اقامة معظم العائلات المراكشية لموائد الرحمن في منازلها ويكون من اهم المدعوين اليها امام المسجد تكريما لمكانته المرموقة في المجتمع، واناس من مختلف الشرائح المجتمعية خاصة المعوزين والمحتاجين، كما ترسل العائلات اطباقا متنوعة من الاطعمة الى المسجد والى الاسواق الشعبية، هذا بالاضافة الى حرص المراكشيين على الحفاظ على الزيارة للاهل والاحباب بعد صلاة التراويح يوميا واحياء صلة الرحم، وجعل رمضان مناسبة للفرجة والابتهاج والعبادة وفرصة لتغيير نمط العيش اليومي، كما ان السكان المراكشيين يحرصون دائما على خلق اجواء الاحتفال الدينية بايام رمضان من دون استثناء، وذلك باقامة حفلات الدينية التي يتخللها تجويد القران الكريم وقراءة ما تسير منه في بيت العائلة.
وتُشكِّل هذه العادات والتقاليد التي تنتشر في المدن المغربية وتُعتبر مراكش وفاس من أكثر المدن التي ما زالت تحتفظ بها وتتشبت بها جزءًا مهمًا في حياة الأسر المراكشية، والتي يبقى توثيقها ذا أهمية كبيرة في حياة المواطنين، كونها تُغيِّر نمط العيش من المعتاد إلى الجديد، إضافة إلى أنها تساعد الاجيال للتعرف على أهمّ الحقب التاريخية التي عايشتها مراكش، والتي ميّزتها بفترة مشرقة ما زال صيتها ذائعًا بين دروب وأزقّة المدينة الحمراء.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استقبال رمضان في مراكش بين التجديد العصريّ والتقاليد الخالدة استقبال رمضان في مراكش بين التجديد العصريّ والتقاليد الخالدة



GMT 10:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 09:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة الغذاء العالمي تكشف أن إسرائيل تقيد عمل المخابز في غزة

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 18:18 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib