إدمان التواصل الاجتماعي يغتال الروابط الأسرية ويهدم العلاقات الزوجية
آخر تحديث GMT 05:03:22
المغرب اليوم -

إدمان "التواصل الاجتماعي" يغتال الروابط الأسرية ويهدم العلاقات الزوجية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إدمان

التواصل الاجتماعي
الرباط -المغرب اليوم

أحكمت وسائل التواصل الاجتماعي قبضتها على الروابط الاجتماعية والعلاقات الأسرية والحياة العامة، وبات إدمان هذه المنصات الافتراضية أقصر طريق إلى تفكك الأسرة و طلاق الأزواج وخفوت الدفء العائلي.شكلت الأسرة على مر عقود مشتلا للتربية، بوصفها مجتمعا مصغرا ونظرا لارتباط هذه البنية المجتمعية بحياة أغلب الأفراد والأجيال السابقة؛ فإلى جانب الوظيفة الأساسية التي كانت تؤديها في التربية والتواصل وتشديد أواصر المحبة، شكلت الأسرة قطعة فريدة من الفسيفساء المنيرة للحياة، والتصقت أدوارها في ذاكرة الأجيال بالمناسبات الدينية وباقي الاحتفالات الأخرى، وما كان يتخلل ذلك من لقاءات واجتماع حول مائدة الطعام وتبادل الزيارات بين الأهل والأحباب. 

أما اليوم، فإن كثيرين لا ينظرون بعين الرضا إلى واقع الأسرة المغربية، وقد اتسعت هوة التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة داخل البيت نفسه، ولم تعد تخفى على أحد العلل التي أصابت هذه البنية المجتمعية التي أضحت تتحول من سيء إلى أسوأ، ولعل أبرز عوامل هذا التحول يرتبط بظهور وسائط الاتصال الجديدة.

يرى الدكتور أحمد درداري، أستاذ جامعي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية عبد المالك السعدي بتطوان، أن التطور التكنولوجي غير من النظم الثقافية للمجتمعات واستلب الأفراد الكثير من القيم الإنسانية والاجتماعية، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي فضاءات ثقافية واجتماعية بديلة وخالية من الحدود المألوفة في الثقافة الدينية وحدود العادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت صمام أمان الروابط العائلية، فاستبدل الممنوع بالمباح وتوجه الأفراد نحو الحرية المبالغ فيها.

وقال الأستاذ الجامعي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “الخطير في الأمر هو سهولة ولوج اليافعين إلى المعلومات المهددة للأجيال، وافتقاد التواصل المباشر، وتباعدت العلاقات وتكون مناطق نفوذ افتراضية وملكية خاصة ومعلومات شخصية بين أفراد الأسرة الواحدة وسعت فجوة التباعد المبني على شخصنة الحياة الافتراضية”.وأوضح الأكاديمي المغربي أن بروز هذه المنصات أسهم في طغيان العلاقات الثنائية على حساب العلاقات الجماعية الأسرية، “ومات بذلك دور الأبوين، ولم يعد التحكم في التربية والتأطير الأسري ممكنا، بل بقي فقط دورهما الغائب عن المواجهة وضعيف التأثير في الأذواق والاختيارات الثقافية والاجتماعية”. 

وشدد الباحث ذاته على أن إدمان هذه الوسائل إلى حد الهوس “أفضى إلى تصدع مكنون البشرية، وهذا ما يتطلب إعادة تقنين استعمال الإنترنت والولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي والتحكم في المخاطر المهددة للثقافات والمعتقدات والروابط الأسرية والاجتماعية”.

وأضاف الأستاذ درداري أن الإنترنت خرب البيوت وساهم في تفكيك الأسر، ودمر البيئة الطبيعية للإنسان وأفرز ظواهر دخيلة من قبيل الطلاق والتحرش وسرقة المعلومات والتشهير ونشر صور وفيديوهات إباحية تمس وتخدش الحياء العام.وأكد المتحدث أن “مستقبل العلاقات الأسرية في ظل سوء استعمال الإنترنيت صار مهددا بالزوال وحلول الفرد الافتراضي محل الأسرة الواقعية، وسيكون مظهرا للبشرية المنحطة الفاقدة للقيم والترابط الأسري والاجتماعي”.

قد يهمك أيضا:

 الأمم المتحدة تستعين بالروبوت المغربية "شامة" لمناهضة العنف والتمييز ضد النساء

النساء المغربيات تغزو المؤسسات بعد انتخابات 2021

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدمان التواصل الاجتماعي يغتال الروابط الأسرية ويهدم العلاقات الزوجية إدمان التواصل الاجتماعي يغتال الروابط الأسرية ويهدم العلاقات الزوجية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
المغرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib