على السلفيّين إثراء المشهد السياسيّ المغربيّ عبر تكّوين الأحزاب
آخر تحديث GMT 11:33:56
المغرب اليوم -

رئيس "التوحيد والإصلاح" محمد الحمداوي لـ"المغرب اليوم":

على السلفيّين إثراء المشهد السياسيّ المغربيّ عبر تكّوين الأحزاب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - على السلفيّين إثراء المشهد السياسيّ المغربيّ عبر تكّوين الأحزاب

رئيس حركة "التوحيد والإصلاح" محمد الحمداوي
الدار البيضاء - حاتم قسيمي

دعا رئيس حركة "التوحيد والإصلاح" محمد الحمداوي السلفيّين المغاربة إلى التكتل، والعمل على تأسيس حزب سياسي، بغية أن يكونوا أكثر واقعية، رافضًا أن يكون المشهد الحزبي حكرًا على تكتل واحد، معتبرًا أنَّ التعدديّة في الأحزاب ذات المرجعية الإسلاميّة إغناءً للمشهد السياسي، فضلاً عن أنّها ستوفر فرصة للمنافسة في البرامج.
ونفى الحمداوي، في حديث إلى "المغرب اليوم"، مزاعم تتحدث عن اتصال جرى بين حركته وشيوخ سلفيّين، بغيّة احتضانهم داخل حركته، مشيرًا إلى أنَّ "حركة 20 فبراير المغربيّة انتهت"، ومعتبرًا أنَّ "رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لازال أمل المغاربة في الإصلاح".
وبشأن التقارب بين حركته وجماعة "الإخوان المسلمين" المصريّة، أوضح أنَّ "حركة التوحيد والإصلاح حركة منفتحة على جميع الحركات الإسلامية في العالم، ولها علاقات مع الكثير منها"، معتبرًا أنَّ "الذي يؤهلها لذلك هو أنها حركة إسلاميّة مغربيّة لا تمثل امتدادًا لأي تنظيم إسلامي خارج المغرب، وأهّلها ذلك على أن تنفتح على اتجاهات إخوانيّة خارجيّة، لاسيما في تركيا، وغيرها من البلدان".
وأشار إلى أنَّ "الحرة غير مرتبطة بأيّة علاقة مع حزب الحريّة والعدالة المصري (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين)"، مشدّدًا على أنَّ "حركة التوحيد والإصلاح حركة دعوية، ومع ذلك فقد بعثنا برسالة تهنئة إلى المرشد العام للجماعة بمناسبة فوز حزب الحرية والعدالة بالانتخابات الرئاسيّة المصريّة في عام 2012".
وبيّن الحمداوي، بشأن سبل تحقيق أهداف الحركة، المتمثلة في إقامة الدين وإصلاح المجتمع، أنَّ "رسالة الحركة هي إعداد وتأهيل الإنسان الصالح المُصلح في محيطه وبيئته، ويتم ذلك عبر وسائل عدّة، منها ماهو تربوي، متمثل في لقاءات وأنشطة أسبوعيّة، تصب فيها عناصر معرفية ومهاراتية، ونقيم فصول تخييمية لتأهيل الأجيال المقبلة، وذلك بهدف خدمة قضاياه، وإقامة الدين والإصلاح، ونلتقي في ذلك مع كل أخيار هذا البلد، من علماء ومفكرين وشخصيات وحركات"، مضيفًا أنّه "في  الشق الإعلامي، الحركة تصدر جريدة يوميّة، ومجلة دورية، فضلاً عن الموقع الإلكتروني، الذي يتجدّد باستمرار".
وفي سياق منفصل، أكّد الحمداوي أنَّ "التجربة الحكومية الراهنة تتمتع بخصوصيات جديدة، لم تتوفر في الحكومات السابقة، ونتمنى صادقين أن تنتقل بالمغرب إلى مرحلة أخرى أكثر تقدمًا، ونحن متحمسون لأنّها حكومة منبثقة من صناديق الاقتراع، ونتيجة طبيعية للإصلاحات الكبرى التي شهدها المغرب، عقب الحراك العربي، لكن عليها أن تستفيد أكثر من هذا المناخ الجديد في مواجهة الفساد، وإعطاء انطلاقة تنموية جديدة للمغرب والمغاربة".
ولفت الحمداوي، بشأن ملف "بليرج"، إلى أنَّ "الحركة طالبت بالمحاكمة العادلة، وقد أثبتت معطيات كثيرة أن لا صلة لبليرج بالأعمال الإرهابية، وبنكيران، قبل أن يكون رئيسًا للحكومة، تدخّل في البرلمان، وأوضح أنَّ ليست لمعتقلي هذا الملف علاقة بما نسب إليهم، وعمومًا فنحن لم ولن نساند أية جهة تستهدف استقرار المغرب وأمنه".
ويرى الناشط الدعوي السلفي أنَّ "المغاربة بعد مرحلة الحراك الاجتماعي يعتقدون أنَّ فرصتهم كبيرة في المطالبة بحقوقهم، ويسعون إلى تحقيقها، ولذلك فالاحتجاجات التي تشهدها بعض المدن يمكن أن نفهمها في إطار الرغبة في التعريف بقضاياهم إلى الحكومة الجديدة، وهذه شيمة من شيم التجارب الديمقراطية".
وتابع، بشأن سعي بعض رموز السلفيّة إلى التوحّد في إطار حزبي، "لسي لنا حزب لاحتضانهم، وكحركة، هم يرغبون في تأسيس حزب سياسي، ونحن من الناحية المبدئية لا يمكننا إلا أن نتفاءل بالخطوات التي يخطوها الاتجاه السلفي، للانخراط في العمل السياسي، عبر تأسيس أحزاب سياسية".
وأشار إلى أنّه "لست مع أن يظل المشهد الحزبي يحتكره حزب إسلامي واحد، فإذا تعددت الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية والتي تدافع عن المشروع الإسلامي، سيكون هناك إغناء للمشهد والحركة الإسلاميين، وستفتح شهية المنافسة في البرامج، وفي رأيي من مصلحة السلفيين تأسيس حزب سياسي، ليكونوا أكثر واقعية".
وأوضح الحمداوي أنَّ "هناك من يقول أن حزب العدالة والتنمية هو نسخة من حركة التوحيد والإصلاح، والعكس، إلا أنَّ حزب العدالة والتنمية ليس جناحًا سياسيًا للتوحيد والإصلاح، والحركة ليست ذراعًا دعويًا لحزب العدالة والتنمية، بيننا شراكة استراتيجية لا تخفى على أحد، نلتقي على المشروع المجتمعي الذي ننشده جميعًا، ولكن لكل منا طريقة اشتغاله ومؤتمراته وبرامجه، وقد تستغرب أنه لا علم لي بموعد مؤتمر حزب العدالة والتنمية، ولا استعدادات لجانه وجدول أعماله، وكذلك، فحركة التوحيد والإصلاح عندما تكون في صدد التهيئة لمؤتمراتها فإنها لا تستأذن حزب العدالة والتنمية، لكل منا استقلاليته".
واستطرد "نحن نساند المواقف التي تواجه الفساد، وتدافع عن النزاهة وقيم الشفافية، وتجتهد للدفع بالعناوين الكبرى لمحاربة الريع والمفسدين، وطبيعي أن نساند كحركة حزبًا يسعى إلى تخليق الحياة العامة، ومواجهة الفساد، ومن يريد إفشال هذه التجربة، وهذه القيم نجدها في مبادئ حركة الإصلاح والتوحيد".
واعتبر الحمداوي أنّه "من الطبيعي أن وزراء العدالة والتنمية سيجدون ممانعة ومعارضين لمشروعهم، مثلما كانوا هم كذلك معارضين خلال التجارب الحكومية السابقة، لكن يبقى أنه حزب صوّت عليه المغاربة، لكي يتغلب على كل الصعوبات".
وبيّن أنَّ "انسحاب جماعة الشيخ ياسين (العدل والإحسان) من حركة 20 فبراير،  التي كانت تمثل زخمًا عدديًا، كان ضربة موجعة للحركة"، مشيرًا إلى أنّع "بات من الصعب على 20 فبراير أن تعود إلى سابق عهدها، لقد انتهى زمنها، وكما لاحظ المتتبعين، فالدول التي جاءت ثوراتها متأخرة عن تونس ومصر وليبيا، وجدت نفسها في الباب المسدود، وكأن الأمر يشبه مباراة كرة قدم، لعب شوطها الأول والتحق اللاعبون إلى مستودع الملابس، وتأخر آخرون عن الالتحاق بالملعب قبل نهايته".
وبشأن تعيّين فؤاد عالي الهمة مستشارًا للملك محمد السادس، لفت الحمداوي إلى أنّه "حينما أسّس حزبًا باسم الأصالة والمعاصرة، طالبنا ألا تكون له أفضلية أو امتيازات سياسية عن باقي الأحزاب الأخرى، وعندما انسحب من العمل الحزبي، وعيّنه الملك محمد السادس، صارت له وضعية أخرى عليه أن يتعامل بمنطقها"، مشيرًا إلى أنَّ "الهمّة كثيرًا ما ردّد أنَّ وجوده يهدف إلى مواجهة الوزراء الإسلاميين، وقد صرح أكثر من مرة أن هدفه هو مواجهة الحزب الإسلامي، والتيارات الإسلامية في المغرب، منذ تأسيس حزب الأصالة والتنمية، والآن وبعد أن صار مستشارًا للملك، فالمطلوب أن يقوم بتقييم موضوعي لمواقفه وقناعاته".
وفي ختام حديثه إلى "المغرب اليوم"، شدّد الحمداوي على أنَّ "العدو الأول لحركته هو الفساد والمفسدين"، مشيرًا إلى أنَّ "حكومة بنكيران تتمتع بالقدرة على مواجهة هذا الملف، لكنها تحتاج إلى الوقت، والدعم الشعبي فيه".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على السلفيّين إثراء المشهد السياسيّ المغربيّ عبر تكّوين الأحزاب على السلفيّين إثراء المشهد السياسيّ المغربيّ عبر تكّوين الأحزاب



GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib