الجطاري يوضح مشكلات الدراسة الجامعية في المغرب
آخر تحديث GMT 01:06:35
المغرب اليوم -

أكد لـ"المغرب اليوم" وجود خلل في المنظومة التعليمية

الجطاري يوضح مشكلات الدراسة الجامعية في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الجطاري يوضح مشكلات الدراسة الجامعية في المغرب

بلقاسم الجطاري
وجدة - إدريس بن عيسى

تئن الجامعة المغربية على وقع مشكلات كثيرة، تشهد عليها العديد من المؤشرات، وتكاد أسطوانة الأزمة تتكرر مع كل دخول جامعي، ويرصد بلقاسم الجطاري، أستاذ التعليم العالي في كلية الآداب، في جامعة محمد الأول في وجدة، مكامن الخلل التي تعيق الدخول الجامعي الجديد2016 – 2017، ويتساءل: "هل نجحنا فعلاً في تشخيص مواطن الخلل التي تعيق الدراسة الجامعية المأمولة"؟، مؤكدًا أن تشخيص مظاهر الخلل في المنظومة الجامعية، ونظيرتها المدرسية ينبغي أن ينطلق من تصور شامل ومتكامل، للفرد والمجتمع، للمهام المسنودة للمؤسسات، ومنظومة القيم، وعلاقات السلطة، وقضايا المحيط والبيئة.

وأضاف "الجطاري"، في حديث مع "المغرب اليوم" أن عملية التشخيص تختلف باختلاف الخلفيات التي تحرك الفاعل السياسي أو المهني، ولا يمكن الخلوص إلى نتائج متقاربة في التشخيص إلا إذا تحدد تصور الدارس للمشروع المجتمعي الذي ينشده.

وأضاف أن الكل يتفق على وجود اختلالات كبرى تنخر الجسد الجامعي، كما أن الكل يتفق على حاجة الجامعة المغربية إلى مشروع إصلاحي كبير، لكن عندما يتعلق الأمر بتفاصيل الاختلالات ومظاهرها، وما يتصل بعملية فرز الأسباب عن النتائج، هنا تحديدًا ينكشف الخلاف، وتتباين الرؤى والتصورات.

واستعرض "الجطاري" بعض مظاهر الأزمة، المتجلية في البطالة بين الخريجين،  مؤكدًا أنها ليست قضية الجامعة وحدها، ولا قضية القطاع الوزاري وحده، بل هي قضية مجتمع، أي أنها معضلة مجتمعية تتوزع جذورها بين مؤسسات مختلفة. وأضاف: "تأمل معي مثلا هذه المفارقة، إن عددا كبيرا من الاستثمارات، التي لا تكف عن الحديث عن انعدام الكفاءة لدى الخريجين، هي نفسها التي لا توفر الأجور والضمانات الضرورية للعاملين، ولا تلتزم ببنود مدونة الشغل"، مشيرًا إلى أن أسباب البطالة ترجع إلى تقاسم المسؤولية بين المستثمرين والجامعة.

وأوضح أن البطالة لا تتصل بسبب معين، وأن حل هذه المشكلة موكول إلى مؤسسات مختلفة، ينبغي أن تكثف أعمالها، وتبلور مقترحاتها في إطار ورش عمل، يتم فيها توضيح المهام والصلاحيات، مشيرًا إلى أن الجامعات المغربية تكتفي بالتلقين، وتتعامل بمنطق المقرر والمحتويات الدراسية الجامدة، والتي لا يمكن أن تخلق طالبًا مبادرًا مبدعًا، مؤمنا بقدراته، واثقًا من نفسه، حيث ينبغي على الجامعة أن تعطي المثال والقدوة، ولذلك يجب عليها أن تتحول إلى مختبر حقيقي، يحتضن تجارب طلابية وأنشطة مهنية.

وأضاف بالقول: "لا بد أن نخرج من التصور التقليدي، الذي يجعل العروض الجامعية أنشطة نظرية مفصولة عن الواقع العملي والمهني، ولا بد من التفكير في طرق إعطاء العروض التدريبية  محتويات تجريبية في رحاب الجامعة، كما ينبغي تحويل الجامعة إلى ورشة مفتوحة، قادرة على احتضان المشاريع الطلابية في مختلف تجلياتها، ومثل هذا الأمر يحتاج إلى فرق بحث وطنية، تهيئ الأرضية العلمية والتقنية والتشريعية اللازمة.

وأشار "الجطاري" إلى أن مشكلات الدخول الجامعي الجديد مركبة ومتداخلة، ويتصل بعضها بتعقيدات القواعد التشريعية، وسوء التدبير الإداري، ويتصل البعض الآخر بوجود "مقاومة" من داخل المؤسسات الجامعية، ترفض التجديد والمبادرة، ومثل هذه المقاومات والعقليات منتشرة في معظم المؤسسات العمومية، وبعضها يركن إلى التقليد وتنفيذ القرارات بغير حماس، بسبب انعدام ثقافة التقدير والتحفيز، وبعضها يفعل ذلك خشية فقده مكتسبات رمزية أو اعتبارية، راكمها بفضل الجمود الذي تشهده الجامعة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجطاري يوضح مشكلات الدراسة الجامعية في المغرب الجطاري يوضح مشكلات الدراسة الجامعية في المغرب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib