مسرح مكناس وسينما سلا في مهب الريح
آخر تحديث GMT 19:35:27
المغرب اليوم -

مسرح مكناس وسينما سلا "في مهب الريح"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مسرح مكناس وسينما سلا

سينما
الرباط - المغرب اليوم

تتسم علاقة بعض المجالس الجماعية في المغرب مع الثقافة بمفارقة صارخة، ففيما تتعالى الأصوات المنادية بإيلاء الفعل الثقافي مزيدا من الاهتمام، لما له من دور رئيسي في التنشئة الاجتماعية، وحتى على الصعيد الاقتصادي، لما تدرّه الأنشطة الثقافية والسياحية الثقافة من عائدات مادية مهمة، تكرّس الإجهاز على المؤسسات الثقافية بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة.وفي هذا الصدد جرى هدم سينما أوبرا بسلا، التي ظلت مُغلقة منذ سنوات، وهُدم جزء كبير من مسرح الهواء الطلق الحبول بمدينة مكناس، وبدأت أشغال تشييد أكشاك أمام قصر عين أسردون ببني ملال، قبل أن يتم إيقافها بعد احتجاج فعاليات من المدينة.

ويأتي هدم مسرح الحبول بمكناس وسينما أوبرا بسلا بعد أسابيع قليلة فقط من صدور التقرير الختامي للجنة الملكية المكلفة بالنموذج التنموي الجديد، التي أوْلت أهمية بارزة للثقافة، إذ شددت على أنها شرط ضروري لبناء مجتمع ديمقراطي، علاوة على كونها رافعة أساسية للتنمية.وغداة عملية التدمير التي طالت أجزاء مهمة من مسرح الحبول بمكناس، أصدرت فعاليات ثقافية بالمدينة نداء طالبت فيه بفتح تحقيق لتحديد المسؤولية “في ارتكاب هذه الجريمة في حق مكناس ومؤسساتها الثقافية”.وجاء في “نداء مكناس من أجل الحفاظ على معالمنا التاريخية” أن مسرح الهواء الطلق الحبول له قيمة تاريخية جد كبيرة بحكم موقعه في قلب العاصمة الإسماعيلية، فضلا عن قيمته المعمارية، وارتباطه الوجداني بتاريخ مكناس المعاصر.

وفي وقت يروج حديث عن تجهيز المسرح المذكور، الذي احتضن العديد من التظاهرات الثقافية والفنية والمسرحية، آخرها العروض الموسيقية لمهرجان وليلي الدولي، بأجهزة الصوت والصورة، فوجئت الفعاليات الثقافية في مكناس بتدميره.وذكر “نداء مكناس من أجل الحفاظ على معالمنا التاريخية” أنّ المسرح ذا التصميم الشبيه بالمسارح الرومانية، الواقع داخل حديقة الحبول في قلب مكناس، تعرّضت جلّ مدرّجاته للهدم، بينما زُرعت في المدرجات الخلفية بعض النباتات، كما اختفت غرفة التحكّم التقني (régie).

وطالبت الجهة ذاتها جماعة مكناس بإعادة مسرح الحبول إلى الوضعية التي كان عليها قبل عملية التدمير، مع الحفاظ على شكله الأصلي كبناية لها قيمة تاريخية ومعمارية وتقوم بأدوار جد مهمة في التنشيط الثقافي والفني.المصير نفسه الذي لقيَه مسرح الهواء الطلق الحبول بمكناس طال أيضا سينما “أوبرا” الواقعة في حي تبريكت بسلا، التي سُوّيت بالأرض، بعد أن ظلت عُرضة للنسيان ومأوى للمشردين طيلة سنين. وحُجبت الأنقاض التي خلفتها عملية الهدم بغطاء أسود يعكس واقع الإهمال الذي يطال عددا من المؤسسات الثقافية في البلاد.

ويرجع إقبار المجالس الجماعية للمؤسسات الثقافية، حسب رأي المخرج المسرحي بوسلهام الضعيف، إلى عامل أساسي، وهو أن “المضاربة العقارية أصبحت لها سلطة أقوى على المجال الثقافي، إذ يَميل المنتخبون إلى فسح المجال أمام المنعشين العقاريين لإنشاء مشاريع خاصة على أنقاض مؤسسات ثقافية، دون إيلاء اعتبار لرمزيتها”.وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “مسيّري الشأن المحلي قد لا يحتاجون في حالاتٍ إلى تشييد مؤسسات ثقافية جديدة، بل إلى استغلال فضاءات ثقافية مُتاحة، لكنها غير مستغلّة، من أجل تنشيط ثقافة القرب، مثل عرض مسرحيات، وأمسيات شعرية، ولقاءات مع الكتاب، وغيرها…”.

قد يهمك أيضَا :

مهرجان السينما المتوسطية "سينيميد" يُسلّط الضوء على أزمات لبنان في دورة الثالثة والأربعون

انطلاق مهرجان الجونة السينمائي بمشاركة مغربية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرح مكناس وسينما سلا في مهب الريح مسرح مكناس وسينما سلا في مهب الريح



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 08:39 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

GMT 02:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تسعى لشراء قمح في ممارسة دولية

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 00:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تعلن عن أكبر صفقة عقارية هذا العام بأكثر من 137 مليون دولار

GMT 15:58 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يسدد ديون الضمان الاجتماعي

GMT 06:55 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل بروتين لشعرك من "المواد الطبيعة"

GMT 01:31 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

آرون رامسديل يتعرض للانتقادات في آرسنال

GMT 20:41 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

غرف نوم باللون التركواز

GMT 03:47 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ثعلب وسنجاب بطلا أفضل صورة للحياة البرية لعام 2019

GMT 11:48 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

شخصيات في حياة أحمد زكي والعندليب

GMT 00:01 2013 الأحد ,09 حزيران / يونيو

فقمة القيثارة مخلوق غريب لايتوقف عن الأبتسام

GMT 12:14 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السعادة المؤجلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib