أكاديمية المملكة المغربية تحتفي بالشعر والحداثة عبر تكريم محمد بنيس
آخر تحديث GMT 02:55:49
المغرب اليوم -

أكاديمية المملكة المغربية تحتفي بالشعر والحداثة عبر تكريم محمد بنيس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أكاديمية المملكة المغربية تحتفي بالشعر والحداثة عبر تكريم محمد بنيس

أكادمية المملكة المغربية
الرباط-المغرب اليوم

تكريم للشعر المغربي، في شخص رائد من رواد الحداثة الشعرية في العالم العربي، احتضنته أكاديمية المملكة المغربية مساء الأربعاء بمقرها في العاصمة الرباط، في سياق احتفالها باليوم العالمي للشعر، بعد تأجيل لمدة سنة أملته الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا.في مستهل حفل تكريم صاحب ديوان "ما قبل الكلام"، قال عبد الحق الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، إن الشعر لدى محمد بنيس معرفةٌ جعلها مدارَ ممارسة وتفكير، وقد تجاوز نصف قرن باختيارات جابت مختلف الجغرافيات الشعرية العربية والعالمية، وأخلص لمشروع شعري وإبداع متواصل أغناه بتأملات نظرية وفكرية لا تكشف في العمق إلا عن جدوى القصيدة وضرورتها في عالمنا المعاصر.

وتوقف الحجمري عند العلاقة الوطيدة بين الشعر والحداثة، قائلا: "إن الحديث عن الشعر حتى لو كان قديما هو حديث عن الحداثة، لأن جوهره وكينونته زمنيةٌ، لا تستقر في مناطق العادة والمألوف، ومن أجل ذلك ينشغل الشعر بما هو كوني وإنساني وإن ارتبط وارتهن في الظاهر بالهويات والوطنيات، لأن سؤاله الأساس كامن في المعنى، أي في ما تنتجه القصيدة من قيَم للمجتمع لا تكتسب أهميتها إلا من حوارها مع اليومي".وأضاف: "أجدني مقتنعا أشد الاقتناع بأن للشعر فكره الخاص في مجتمع أضحى فاقدا لكل القيم النبيلة التي تستدعيها الحياة البسيطة وقد غدت معقّدة ومليئة بالتوتر والقلق، لذلك يدعونا الشعر للتفكير ومن داخل الشعر لنكتشف فضاء مشتركا ننتسب إليه".ولفت إلى أن هذا المنحى هو واحد من السياقات الثقافية التي ميزت العديد من التجارب الشعرية المغربية والعربية لدى كل من أحمد المجاطي ومحمد الخمار الكنوني وأدونيس ومحمود درويش ومحمد الماغوط، وغيرهم من الشعراء الذين أسهموا في أن يكون الشعر العربي المعاصر منفتحا على إرثه الثقافي الخصب والممتد في التاريخ، ومنفتحا في الآن ذاته على ثقافات العالم.

ويأتي احتفاء أكاديمية المملكة المغربية بالشاعر المغربي محمد بنيس، الذي يملك رصيدا مهما بأكثر من خمسة وثلاثين كتابا، منها 16 ديوانا شعريا ودراسات عن الشعر المغربي والعربي الحديث، انطلاقا من قناعة الأكاديمية بأن تنظيم الاحتفال باليوم العالمي للشعر "هو مناسبة سانحة للاحتفال باللغة العربية وأدبها وفضائلها التي مكنت مبدعينا من تجديد موقعها بين اللغات الحية اليوم"، كما قال أمين سرها الدائم، مبرزا أن الشعر العربي أسهم وما مازال في تطوير اللغة العربية وأساليب التعبير.وأكد الحجمري أن أكاديمية المملكة المغربية، وعيا منها بما للشعر من أدوار ووظائف لغوية وقيمية في السمو بالمشاعر الإنسانية والقيم الكونية، تعتزم مواصلة الاحتفال بالأصوات الشعرية المميزة في المغرب وخارجه، مبرزا أن البحث في الأدب المغربي والعربي يحتل موقعا متميزا ضمن مشاريع أكاديمية المملكة، دليلا على العناية التي توليها للغة الضاد، لتعميق النظر في حاضرها ومستقبلها.


محمد بنيس، اعتبر الاحتفاء به في مقر أكاديمية المملكة المغربية "مناسبة مضيئة تلتقي فيها أمم وثقافات ولغات، مثلما يلتقي شعراء ومبدعون وقراء للاحتفال بالشعر فرحا بالحياة"، موردا أنه "بمثل هذا الفرح يكون الشعر مقاوما للتعصب والكراهية، ويكون تضامنا مع ضحايا المآسي في العالمي".ولم يفت بنيس الإشارة إلى أزمة جائحة كورونا التي ما زالت مخيمة على العالم، بقوله: "منذ بداية تسعينات القرن الماضي، أخذ صوت الدمار يصرخ في وجه الحياة وينهشها، ثم ها هي الإنسانية قد أصبحت موحدة في مأساة الجائحة التي اعتقلتنا طيلة سنة كاملة في بيوتنا ولا تزال، وهي علامة من علامات ما أصبح ينذر البشرية خلال بداية القرن الواحد والعشرين بقتامة مصيرها".وأكد بنيس ضرورة الشعر كأداة لتصريف قلق الإنسان عند الأزمات والشدائد، قائلا: "لذلك، فإن الشعر في زمن الشدة التي نعيشها كما في أزمنة الشدة عبر العصور، هو نُصب الحياة والحيوية التي تقترب منه نفوس العارفين، من الفلاسفة والمفكرين والعلماء والمتصوفة والفنانين الذين كانوا دائما قريبين من الشعر كلما ضاقت حقيقتهم".

وأضاف أن الشعر "تجربة يخترق بها الإنسان في أعماقه التخوم، حيث تصبح الحدود هي اللاحدود، والنهاية هي اللانهاية، سؤال يمضي ويعود عن الحياة والموت، عن الجميل والحر. الشعر يستمر في الحضور بقدر ما يستمر في التحدي بأن يبقى سيدا، كلاما يُديم الكلام الذي به نحيا، طريقةً متفردة في إحساسنا بالذات والعالم".ولئن كان للشعر يوم عالمي يحتفل به العالم، فإن بنيس اعترف بأنه، كغيره من الشعراء، يدرك بأن حضور الشعر في حياة الناس يتقلص شيئا فشيئا، منبها إلى أن "تغييب الشعر عن حياتنا يؤدي ليس فقط إلى فقدان الكلام الذي يُنعش الحواس، ويهجج نارها الخلاقة وينقلنا إلى حيث اللانهاية في الرؤية والمعرفة، بل يؤدي إلى هجران اللغة ذاتها".وأضاف أن أي لغة، كيفما كانت، "تحتاج إلى الشعر حتى تكون وتبقى لغة طبيعية، ذلك أن الشعر ليس مجرد حلْية تزين الكلام، بل إنه إيقاع ذاتٍ في أقصى عنفوانها تتموج في مائها اللغة، وهكذا يحافظ الشعر على حيوية اللغة وهو ينقلها من المعلوم إلى المجهول".

قد يهمك أيضا:

  تتويج أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بجائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكاديمية المملكة المغربية تحتفي بالشعر والحداثة عبر تكريم محمد بنيس أكاديمية المملكة المغربية تحتفي بالشعر والحداثة عبر تكريم محمد بنيس



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ياسمين خطاب تطلق مجموعة جديدة من الأزياء القديمة

GMT 16:53 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الرجاء البيضاوي" يهدد بالاستقالة من منصبه

GMT 00:35 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

أسعار ومواصفات هاتف أسوس الجديد ZenFone AR

GMT 01:34 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

باي الشوكولاطة الشهي

GMT 07:04 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

القطب الشمالي يعدّ من أروع الأماكن لزيارتها في الشتاء

GMT 22:53 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المغربي ينجح في اختراق جرائم العصابات المنظمة

GMT 23:47 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى علوي تستعيد ذكرياتها في الطفولة في "صالون أنوشكا"

GMT 06:26 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

عبود قردحجي يُؤكِّد أنّ 2017 ستكون مختلفة لمواليد "الجدي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib