اكتشاف أقدم أثر للثقافة الأشولية في شمال إفريقيا يعود إلى مليون و300 ألف سنة
آخر تحديث GMT 09:48:12
المغرب اليوم -

اكتشاف أقدم أثر "للثقافة الأشولية" في شمال إفريقيا يعود إلى مليون و300 ألف سنة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اكتشاف أقدم أثر

المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث
الرباط - المغرب اليوم

أعلن فريق بحث مغربي- فرنسي-إيطالي، اليوم الاربعاء، أنه تمكن من تأريخ بقايا الأطوار القديمة للثقافة الأشولية المكتشفة بموقع طوما 1 بالدار البيضاء بمليون و300 ألف سنة.
وحسب المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث أن هذه البقايا تشكل الآن أقدم شاهد بإفريقيا الشمالية على هذه الثقافة المادية المنتمية إلى ما يعرف بالعصر الحجري القديم الأدنى خلال عهود ما قبل التاريخ.وحسب نفس المصدر فإن هذا الطور القديم للثقافة المادية الآشولية، المتميز بصناعة الأدوات كبيرة الحجم، يشكل تطورا تكنولوجيا كبيرا خلال مراحل التطور البشري، مسجلا أن هذا الطور ظهر للمرة الأولى بإفريقيا الشرقية منذ مليون و800 ألف سنة، وبإفريقيا الجنوبية بين مليون و600 ألف ومليون سنة.وأشار المصدر إلى أنه بإفريقيا الشمالية، ورغم وجود عدة مواقع أركيولوجية أشولية، فهي لا توفر إلى حدود الآن إلا على مواقع معدودة تخص الفترات القديمة للثقافة الأشولية، كما أن التأريخات تطرح عدة إشكالات وتبقى غير مؤكدة. وهكذا، فإن الدراسة التي تم نشر نتائجها بمجلة التقارير العلمية، توفر أول إطار زمني عالي الدقة يمكن من تأريخ أقدم أطوار الثقافة الأشولية بشمال إفريقيا.وتم اكتشاف أقدم الشواهد المادية المتعلقة بالثقافة الآشولية في المغرب بمنطقة الدار البيضاء وبالضبط في الطبقات الأثرية المعروفة بالمستوى الأركيولوجي لموقع (ل) طوما 1 (طوما1- ل1) والتي تعرف حفريات وأبحاثا منتظمة منذ 1985 من طرف فريق بحث مغربي - فرنسي.

وقد مكن الموقع الذي كان يؤرخ سابقا بحوالي مليون سنة من العثور على مجموعة جد غنية من اللقى تضم أدوات منحوتة وحصى طبيعية وبقايا حيوانية متحجرة. وكان الهدف الأساسي خلال فترة الآشولي الأول بموقع طوما 1 موجها نحو صنع أدوات قطع وفؤوس يدوية كبيرة الحجم ذات وجهين أو ثلاثة على حصى طبيعية أو فوق شظايا كبيرة مستخلصة من صخور المرويت (الكوارزيت) والتي يتم اقتناؤها من المناطق المجاورة مباشرة.علاوة على هذا، يتابع المصدر ذاته، تتميز مجموعة الأدوات الحجرية، بإنتاج العديد من الشظايا صغيرة ومتوسطة الحجم انطلاقا من صخور المرويت والصوان. ولابد من الإشارة إلى أن دراسة الأدوات المعدلة من حصى الصوان، مكن من تحديد نظام تقني موجه نحو صناعة شظايا صغيرة شبيهة بالشفرات صغيرة الحجم عن طريق "تقنية الطرق ثنائية القطب على السندان".وبناء على الدراسات المغناطيسية/الاستراتيغرافية والجيوكميائية المنجزة مؤخرا في طبقات السلسلة الجيولوجية البلايستوسينية لموقع( طوما 1)، واعتمادا على المعطيات والدراسات الليثوستراتيغرافية والبيوستراتيغرافية، وكذا التأريخات التي توصل إليها البحث خلال السنوات السابقة، تمكن فريق علمي مغربي - دولي متعدد الاختصاصات ولأول مرة بشمال إفريقيا من اقتراح إطار كرونو-استراتيغرافي عالي الدقة وتأريخ الأشولي القديم (أي الطور الأول للثقافة المادية الأشولية) بمليون و300 ألف سنة.

وأكد المصدر ذاته أن المستوى الأثري "ل" بموقع (طوما 1 )، يعد اليوم أقدم موقع أشولي بشمال إفريقيا. وبفضل النتائج المحصل عليها، فهو يحتل اليوم ولأول مرة مكانة أساسية داخل النقاش الحالي حول بزوغ الثقافة الأشولية بالقارة الإفريقية.وتم إنجاز هذه الأبحاث من طرف فريق يضم باحثات وباحثين ينتمون إلى عدة مؤسسات ومختبرات، المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط التابع لوزارة الثقافة والشباب الرياضة - قطاع الثقافة (بالمغرب)، وبفرنسا ضم الفريق كل من جامعة بول فاليري لمونبوليي3، المعهد الوطني للبحث العلمي، وزارة الثقافة، جامعة بوردو، المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، جامعة السربون، جامعة أيكس مرسيليا، معهد الباليونتولوجيا البشرية، شركة باليوطايم.ومن إيطاليا شارك في فريق البحث كل من قسم علوم الأرض بجامعة ميلانو، وقسم الهندسة والجيولوجيا بجامعة شيتي بيسكارا.

وتندرج أشغال البحث في إطار برنامج البحث المغربي - الفرنسي "ما قبل التاريخ بالدار البيضاء" المنجز بموجب اتفاقية تعاون ثنائي بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة والشباب الرياضة - قطاع الثقافة (المغرب)، ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية وجامعة بول فاليري لمونبوليي (فرنسا).وتم إنجاز الدراسة المغناطيسية من طرف قسم علوم الأرض بجامعة ميلانو (إيطاليا). كما استفاد برنامج البحث من دعم مشروع لابيكس أرشيميد ANR-11-LABX-0032-01 (مونبوليي)، وجهة أكيتان وكوليج فرنسا ومتحف التاريخ الطبيعي بباريس، وجامعة بوردو وقسم التطور البشري بمعهد ماكس بلانك للأنتربولوجيا التطورية بلايبزيغ (ألمانيا).

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

المغرب يحتضن تصوير الجزء الخامس من مغامرات عالم الآثار الشهير إنديانا جونز

وزارة السياحة والآثار تتخذ إجراءات لاستصدار قرارات لغلق 9 منشآت سياحية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف أقدم أثر للثقافة الأشولية في شمال إفريقيا يعود إلى مليون و300 ألف سنة اكتشاف أقدم أثر للثقافة الأشولية في شمال إفريقيا يعود إلى مليون و300 ألف سنة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib