واشنطن - المغرب اليوم
يعتبر النياسين، والمعروف أيضاً باسم فيتامين "بي 3"، عنصراً غذائياً مهماً إذ يحتاجه كل جزء من جسمنا ليعمل بشكل صحيح إلا أن دراسة جديدة كشفت أن الإكثار من هذا الفيتامين قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق التسبب في الالتهابات وإتلاف الأوعية الدموية.
فقد كشف تقرير نشر في مجلة Nature Medicine، عن خطر لم يكن معروفاً من قبل عن تناول كميات مفرطة من الفيتامين، الموجود في العديد من الأطعمة، بما في ذلك اللحوم والأسماك، والمكسرات، والحبوب المدعمة والخبز.
وللبحث عن عوامل خطر غير معروفة لأمراض القلب والأوعية الدموية، صمم القائمون على الدراسة تحليل عينات دم لأكثر من 1162 مريضاً حيث كان الباحثون يبحثون عن علامات أو علامات مشتركة في دم المرضى قد تكشف عن عوامل خطر جديدة.
وأسفر البحث عن اكتشاف مادة في بعض عينات الدم لا تتكون إلا عند وجود فائض من النياسين.
نوبات قلبية وسكتات دماغية
أدت هذه النتيجة إلى دراستين إضافيتين للتحقق من النتائج، والتي تضمنت بيانات من إجمالي 3163 شخصاً بالغاً يعانون من أمراض القلب أو يشتبه في إصابتهم بها.
كذلك أظهر التحقيقان، أحدهما في الولايات المتحدة والآخر في أوروبا، أن منتج تحلل النياسين، 4PY، تنبأ بخطر إصابة المشاركين بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة في المستقبل.
والجزء الأخير من الدراسة تضمن تجارب على الفئران وعندما تم حقن القوارض بـ 4PY، زاد الالتهاب في الأوعية الدموية.
يشار إلى أن الجرعة اليومية الموصى بها من النياسين للرجال هو 16 ملليغرام يومياً وللنساء غير الحوامل 14 ملليغرام يومياً.
فيما لا يعرف الباحثون حالياً أين يمكن رسم الخط الفاصل بين الكميات الصحية وغير الصحية من النياسين، على الرغم من أنه يمكن تحديد ذلك من خلال الأبحاث المستقبلية.
بدوره قال الدكتور ستانلي هازن، رئيس قسم علوم القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي في معهد ليرنر للأبحاث التابع لكليفلاند كلينك والرئيس المشارك لقسم أمراض القلب الوقائية في معهد القلب والأوعية الدموية والصدر. إنه "يجب على الشخص العادي تجنب مكملات النياسين الآن بعد أن أصبح لدينا سبب للاعتقاد بأن تناول الكثير من النياسين يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".
من جانبها قالت الدكتورة أماندا دوران، الأستاذة المساعدة في الطب في قسم طب القلب والأوعية الدموية في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، إن العلماء عرفوا منذ عقود أن مستوى الكوليسترول لدى الشخص يمكن أن يكون محركا رئيسيا لأمراض القلب.
وأضافت أنه حتى عندما انخفضت مستويات الكوليسترول لدى المرضى، ظل البعض معرضاً لخطر كبير للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، مضيفة أن تجربة أجريت عام 2017 تشير إلى أن الخطر المتزايد قد يكون مرتبطاً بالتهاب الأوعية الدموية.
قــــــــد يهمك أيضأ
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر