العمراوي تناقش أطروحة حول الخطاب الصوفي
آخر تحديث GMT 12:25:53
المغرب اليوم -

العمراوي تناقش أطروحة حول الخطاب الصوفي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - العمراوي تناقش أطروحة حول الخطاب الصوفي

الباحثة راندا العمراوي
الرباط -المغرب اليوم

بعنوان “نحو منظورات بينثقافية وتربوية للخطاب الصوفي”، نوقشت، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة ل جامعة محمد الأول بوجدة، أطروحة أعدّتها الباحثة راندا العمراوي، بشعبة اللغة الفرنسية.وتدور إشكالية الأطروحة حول الخاصية البين-ثقافية والتربوية والإنسانية للخطاب الروحي عامة، وللخطاب الصوفي خاصة؛ وهو موضوع، وفق تقرير الطالبة الباحثة الذي ترجمه أحمد العمراوي، “يثيرها لأن هناك نظرة انحيازية مُهيكلة (…) حول الإسلام حالياً. والصوفية، التي هي وليدة الإسلام، بالنسبة للكثيرين مهمة جدًّا كموضوع للبحث في هذه الإشكالية، لكونها تحمل رسالة سلم تحتاجه الإنسانية بشكل كبير ومُلح في زمننا هذا.” ويأتي هذا البحث بعدما حصلت راندا العمراوي على شهادة الماستر في “الإسلامولوجيا” من المدرسة التطبيقية للدراسات العليا بباريس، وعلى شهادة الإجازة في مجال المثاقفة والبين ثقافي من باريس.

وترأّست لجنة المناقشة زايد عفاف، أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة. وتكوّنت اللجنة من الأكاديميين: شكيب التازي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، جواد سرغيني، كلية الآداب والعلوم الإنسانية  مدينة وجدة، ومصطفى تيجيني، أستاذ مؤهل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وجدة، وسعاد مصمودي ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية وجدة، بشرى شاكر، أستاذة بدار الحديث الحسنية الرباط.

وتسجّل الباحثة أنه “إذا كان البعض يعتقد أن بإمكان التصوف إنقاذ الإسلام الحالي مما هو فيه، فإن البعض الآخر يرى أن خطاب التصوف هو أساس الدين الإسلامي، لكون تعاليمه تستمد أسسها من القرآن دون أن تناقضه”، علما أن التصوف “ممارسة وعلم له تقاطعات كبرى مع باقي الروحيات العالمية”، و”طريق تقود نحو معرفة ذروة الواقع بعمق.”وتطرقت الباحثة في بداية أطروحتها للجانب النظري للتصوف، مستعرضة بعض المحطات الكبرى لتاريخه ومؤسسيه، وما رافق ذلك من سجال. ثم عالجت في جزئه الثاني مسألة “اختبار الهوية بالغير”.في هذا الشق، تناولت الباحثة حسب تقرير المناقشة، مسألة “الخَلوة” وأهمية العيش مع الآخر لدى المتصوفة، وكذا أهمية الغيرية الإلهية. مركزة على “التربية الصوفية”، قبل أن تناقش في الأخير “سؤالا جوهريا مفاده: لماذا يُعطي التصوف الإسلامي الأهمية للإنسانيات الروحية والكونية؟”.

ومن بين أوجه جدّة مقاربة البحث، وفق المصدر ذاته، محاولته مقاربة التصوف في مختلف التقاليد الإبراهيمية: الإسلام، المسيحية واليهودية، ولدى البوذية وعند الهندوس للبرهنة على “كونية عدة ظواهر صوفية”، لبيان أن “هناك تمظهرات مشتركة عديدة في المعتقدات الصوفية”، حاول تفسيرها، علما أن التقاليد الصوفية تتّفق على فكرة “القدرة الخارقة” التي تسميها: الإله، الروح، الأب، الله، الأبدي، بوذا، شيفا، أو براهما… وهدف توجّهها هذا هو ‘الانقياد والذوبان التام في الأبدي، الذي هو مركز كل التعليمات. وهو التوجه المذكور، بالتأكيد، في مختلف الديانات بشكل مختلف، تبعاً لاختلاف طرق التفكير واللغة، ولكن يبقى الأساسي هو دائماً وباستمرار صعوبة الولوج إليه لأنه غير مرئي.

وساندت الأطروحة الفكرة التي ترى أنه “رغم التنوع على مستوى المذاهب، فإن هناك في الجانب التواصلي للمعرفة الإلهية تصورات تساهم في التنوع الثقافي بسبب دلالتها الكونية”، مضيفة: “في قلب هذا نرى أن الكائن البشري يمكنه أن يدخل مع الكائن الإلهي، وهذا طيلة وجوده على الأرض. وبفضل المتصوفة يقام الحوار بين الديانات، لكونه يتجاوز التشعبات على مستوى النظريات والمذاهب، ليؤكد وجود إله شخصي داخل كل واحد، وفي الوقت نفسه هو موحِّد بين الكل.”

وسلّط القسم الثاني من الأطروحة الضوء على “غيريات متعددة” يمكن نعتها بـ”الداخلية والخارجية”، من خلال التعليم الذي يهيكلها، لأن “الطرق الصوفية تضم مرجعيات للغيرية ولمكانة الآخر”.

وتزيد شارحة في هذا الإطار: “الآخر (الغير) هو إما ضرورة مثل الأشكال النبوية المقدسة التي تساعد المريدين، أو على العكس من ذلك عائق في الغيرية الروحية التي تشعر بأنه يجب أن تنعزل وتهرب من مصاحبة الآخر مقيمة مسافة بينها وبينه”، و”تعتمد مختلف الروحيات على الخلوة، إلا أن الآخر قد يكون مرآة للذات، والوسيلة التي بواسطتها تتجلى رؤية الله”.

وتبيّن الأطروحة أن الغيرية تفترض الاعتراف بالآخر واحترامه داخل اختلافه، مضيفة: “لعب رجال الروحيات دور الوسيط المنفتح على تلاقي حوار الديانات”. الأمر الذي يستمدّ منه هذا البحث راهنيّته. كما تتجلى هذه الراهنية أيضا في “التربية التي هي “أهم ما في العلاقة بالآخر”، مع محاولة اقتراح الحديث عن “عقلنة الروحيات التي هي في قلب التربية الصوفية”. و”هل من بالإمكان إقامة أسس للتفكير الصوفي على المستوى العملي؟”.

ومن بين ما تطرّق له هذا العمل “الغيرية الإلهية، وخروج الأنا الصوفية نحوها؛ لأنها بالأخص تجربة الحال التي تسمح بالربط بين عالم القدس والعالم العادي”.

ويذكر القسم الثالث والأخير من الأطروحة أن كل الناس، بالتأكيد، متساوون؛ لكن المفضلين منهم “يمتازون برؤية واضحة يكونون بواسطتها في صلب الخلق”، وهي “الروحيات الكونية في الإسلام، وغاية الإنسان هي الوصول إلى حالة من الإتقان ليست سوى اعترافاً بأن إنسانيته يمكنها أن تتجاوز العالم السفلي لتصل إلى الإله. ومن هنا فالغاية من الخروج من “الجنة” ليست سوى تعلم “العودة” إلى الخالق.”

وتقول الأطروحة إنه لا يمكن التطرق لفكرة الإنسانية دون التطرق لمفهوم “الخلاَّق”، لأن “الناس مختارون ومميزون عن باقي الكائنات، وشبه كاملين لكونهم، وهم يمارسون تجريب “التوحيد”، يتقمصون الصفات الإلهية.”؛ فـ”الله واحد في ذاته ولكنه يتجلى بأشكال مختلفة ومتعددة. وفهم دينامية ” القشرة والنواة (الظاهر والباطن) هي أهم ما في الخطاب الصوفي، نظرا لكون الإلهي حاضرا في كل شيء، ومُختفيا عن الأنظار في الوقت نفسه”.

ويزيد المصدر ذاته: “العالم كما هو كبير مضمّن في شخصية الولي المصغر، لهذا نتحدث عن الإنسان الكامل (الإنسان الكوني).”، وهي الفكرة التي تُطرَح في أغلب الروحيات الشرقية أو الغربية، “وفي الواقع فالكائن البشري يحمل داخله سراًّ لكونه يمكن أن يتلقى الحقيقة الإلهية”.

وتكتب الباحثة راندا العمراوي أن هدفها مستقبلا وآفاق بحث هذه الأطروحة الذي ناقشته هو: “التوسع في البحث في هذا الحقل من الدراسة، حول تقاليد روحية أخرى ثقافية ودينية، علما أن من المؤكد أن هذا البحث لن يتوقف عند هذا الحد، ونحن نأمل مواصلته من أجل بناء طريقة جديدة لتناول الظواهر الخاصة بالروحيات وكذا بالبين-ثقافية”.

قد يهمك ايضا:

وزارة الثقافة الفلسطينية تنعي الشاعر محمود دسوقي

الوزير أبو عمرو يتسلّم وزارة الثقافة الفلسطينية

       
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمراوي تناقش أطروحة حول الخطاب الصوفي العمراوي تناقش أطروحة حول الخطاب الصوفي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib