الذكاء الاصطناعي سيُحدث تحولات جذّرية في التعليم
آخر تحديث GMT 19:10:11
المغرب اليوم -

الذكاء الاصطناعي سيُحدث تحولات جذّرية في التعليم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الذكاء الاصطناعي سيُحدث تحولات جذّرية في التعليم

التعليم
لندن ـ المغرب اليوم

«الذكاء الاصطناعي ليس بطلاً... بل المعلمون والطلاب هم أبطال التعليم» تحت هذا العنوان كتب أربعة من كبار العلماء وخبراء التعليم الأميركيين مقالة نشرتها مجلة «ساينتفيك أميركان» حول إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين التعليم وليس تهديده، إذا تعلمنا بعض الدروس من اعتماد الآلة الحاسبة في الفصل الدراسي.

وقال الباحثون إن التوسع السريع في استخدام «تشات جي بي تي» وأدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى أدى إلى إثارة نقاش حاد في الأوساط الأكاديمية. فمن جهة يشعر الأساتذة والمعلمون بالقلق بشأن مستقبل التعلم بعد المرحلة الثانوية والتهديدات التي تواجه التخصصات التقليدية، خصوصاً في العلوم الإنسانية، حيث تحذّر العناوين الرئيسية من «نهاية تخصص اللغة الإنجليزية». ومن جهة أخرى فإن الذكاء الاصطناعي موجود، وأفاد نحو ثلث المعلمين من رياض الأطفال إلى المدارس الثانوية، بأنهم يستخدمونه في الفصول الدراسية، وفقاً لدراسة حديثة. إلا أن الكثير من الخبراء في سياسة التعليم العالي، وسياسة العلوم، وتصميم الجامعات ينتقدون أو يرفضون الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأضاف الباحثون: «إننا بدلاً من ذلك متفائلون بالتأكيد بأنه (الذكاء الاصطناعي) سيتبع نمطاً شوهد في التقنيات الأخرى التي عززت الوصول إلى التعليم والنجاح».

والباحثون الأربعة هم: مايكل إم كرو، رئيس جامعة ولاية أريزونا وأستاذ مؤسسة لسياسة العلوم والتكنولوجيا، ونيكول ك. مايبيري الأستاذة المساعدة في كلية الشؤون العامة بجامعة ولاية أريزونا، وتيد ميتشل رئيس المجلس الأميركي للتعليم ووكيل وزارة التعليم الأميركي الأسبق، وديريك أندرسون نائب الرئيس الأول لمستقبل التعليم في المجلس الأميركي للتعليم وأستاذ مشارك في سياسة العلوم والتكنولوجيا في جامعة ولاية أريزونا.

وتابع الباحثون: «نؤمن بأنه عندما يتم تبني التقنيات الجديدة، يمكن إحداث ثورة في الجوانب الأساسية للتعلم، بما في ذلك المناهج والتدريس والتقييم... نحن متفائلون بشأن الذكاء الاصطناعي، لكننا لا نراه بطلاً... لا يزال الطلاب والمعلمون هم أبطال التعلم البشري، حتى عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي».

والتاريخ يدعم هذا الرأي. فمن مطبعة غوتنبرغ إلى دروس الرياضيات عبر الإنترنت، كانت التقنيات التي تعمل على تحسين الوصول إلى فرص التعلم الجيدة بشكل روتيني يرفضها النقاد والمتشككون، خصوصاً أولئك الذين يمسكون بزمام الأمور في الفصول الدراسية.

خذْ بعين الاعتبار الآلة الحاسبة. وجدت دراسة استقصائية أجرتها مجلة «Mathematics Teacher» في منتصف السبعينات من القرن الماضي أن 72 في المائة من المشاركين -معظمهم من المعلمين وعلماء الرياضيات- يعارضون تزويد طلاب الصف السابع بالآلات الحاسبة. وقد عكس هذا الاستطلاع، الذي سُلّط الضوء عليه في مجلة «ساينس نيوز» عام 1975، الوضع العام في وقت كانت التكاليف تقترب من النقطة التي تستطيع فيها بعض المدارس توفير ما يصل إلى آلة حاسبة واحدة لكل طالب.

واجهت الآلات الحاسبة مقاومة من المعلمين الذين كانوا يخشون أن يؤدي الاعتماد المفرط على التكنولوجيا إلى تآكل مهارات الطلاب في الرياضيات. وكما لاحظ أحد الأساتذة عن الطلاب والآلات الحاسبة، «لم أقتنع بعد بأن تسليمهم آلة وتعليمهم كيفية الضغط على الزر هو النهج الصحيح. ماذا يفعلون عندما تنفد البطارية؟».

ومن السهل أن نرى كيف تعكس حالة الآلة الحاسبة المخاوف الحالية بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي. يقول منتقدو الذكاء الاصطناعي في الفصل الدراسي إن الطلاب قد لا يتعلمون أبداً الكتابة أو الاستجابة للمطالبات المكتوبة بشكل مستقل إذا كان بإمكانهم ببساطة أن يطلبوا من الذكاء الاصطناعي فعل ذلك نيابةً عنهم.

ويثير السيناريو الافتراضي، حيث يكون الإنترنت أو الخوادم معطَّلة، مخاوف من أن الطلاب لن يتمكنوا من كتابة جملة بسيطة أو كتابة مقال أساسي من خمس فقرات.

إن الحجج الضيقة حول سلامة المقال والانخفاض المحتمل في جودة التعلم لا تتطلع إلى المنظور الأوسع حول أن استخدام هذه التكنولوجيا يمكن أن يعيد تشكيل المناهج والتعليم والتقييم بشكل إيجابي.

في الفصول الدراسية، تتطور التكنولوجيا والمناهج والتعليم والتقييم معاً لإعادة تشكيل التعليم. لقد رأينا هذا تاريخياً باستخدام الآلات الحاسبة، ونشهد الآن ظهوره في الوقت الفعلي مع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية.

لم يؤدِّ إدخال الآلات الحاسبة الفصول الدراسية إلى زوال تعليم الرياضيات؛ وبدلاً من ذلك، وسعّت نطاقها بشكل كبير في حين ألهمت المعلمين والأكاديميين لإعادة التفكير في الحدود التعليمية للرياضيات. وقد أدى هذا التحول إلى تعزيز المناخ المناسب للابتكار.

وفي سياق موازٍ، يَعِد الذكاء الاصطناعي التوليدي بتوسيع هذا النوع من الابتكار في التفكير النقدي والعلوم الإنسانية، مما يسهّل على الطلاب فهم المفاهيم الأساسية واستكشاف الموضوعات المتقدمة بثقة. يمكن أن يسمح الذكاء الاصطناعي بتقديم دعم مخصص للمتعلم، أي التكيف مع الوتيرة الفردية وأسلوب التعلم لكل طالب، مما يساعد على جعل التعليم أكثر شمولاً ومصمماً خصيصاً لتلبية الاحتياجات المحددة.

يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي تحسين العلوم الإنسانية من خلال جعل القراءة والكتابة في متناول الطلاب المتنوعين، بمن في ذلك أولئك الذين يعانون صعوبات التعلم أو الذين يواجهون تحديات في أساليب الكتابة التقليدية.

وكما قادتنا الآلات الحاسبة إلى إعادة تقييم أساليب التدريس القديمة وتبني أساليب تربوية أكثر فاعلية، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يدعو إلى تحول مماثل في كيفية تعاملنا مع المهام وإدارة الفصول الدراسية وتقييم عملية التعلم.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

إيلون ماسك يتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان في 2025

 

الحكومة تقرر منح "صفر" لطلبة الطب المقاطعين للامتحانات وتتوعد بتدابير حازمة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكاء الاصطناعي سيُحدث تحولات جذّرية في التعليم الذكاء الاصطناعي سيُحدث تحولات جذّرية في التعليم



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:34 1970 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
المغرب اليوم -

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib