عمرو موسى يروي ذكريات غزو العراق  ويتوقع حرباً باردة قادمة
آخر تحديث GMT 19:57:42
المغرب اليوم -

عمرو موسى يروي ذكريات غزو العراق ويتوقع حرباً باردة قادمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عمرو موسى يروي ذكريات غزو العراق  ويتوقع حرباً باردة قادمة

الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى
القاهرة ـ سليم إمام

بعد عقدين على الغزو الأميركي للعراق (2003)، تبقى أمور عديدة مازالت تحتاج لتوضيحات وتفسيرات، وقد قدم بعضها الدبلوماسي المصري المخضرم عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية الأسبق، في حوار خاص مع صحيفة "الشرق الأوسط"، حيث وصف الحدث بأن "جراحه لم تلتئم بعد".

وانطلق عمرو موسى في استعادته الغزو الأميركي للعراق من غزو أسبق، يراه لازماً لقراءة صحيحة لتطورات الأحداث، وهو الغزو العراقي للكويت (1990 – 1991)، الذي يشير إلى أنه "كشف عن حقيقة مشروع صدام حسين التوسعي، وأصاب النظام العربي باختلال واضح، وأشاع حالة من التشكك حتى لدى الدول التي سعى صدام إلى استقطابها لتكوين غطاء عربي لطموحاته التوسعية، وفي مقدمها مصر".

يذكر أن موسى ظل لعقود صانعاً وشاهداً على مجريات السياسة العربية، سواء خلال عقد على رأس الدبلوماسية المصرية (1991 - 2001) أو لعقد آخر (2001 - 2011) كان حافلاً بالأنواء، قضاه أميناً عاماً للجامعة العربية.

ورأى الدبلوماسي المصري المخضرم أن التحالف العربي والدولي الذي تكوّن لتحرير الكويت "أرسى واقعاً جديداً بشأن أمن المنطقة، ووضع حداً لطموحات صدام"، مؤكداً أن تلك الطموحات "لم تكن لتتوقف عند الكويت، وأن سوريا كانت المحطة التالية على أجندة خطة التوسع، لأسباب تتعلق بالهيمنة على تيار البعث، كما كانت هناك افتراضات شائعة لدى سياسيين ودبلوماسيين بأنه سيتحرك لاحقاً باتجاه جميع دول الخليج".
موسى قال "إن أحداث 11 سبتمبر 2001 كانت في صدارة التحولات التي لم يُجِد النظام العراقي آنذاك قراءتها"، مؤكداً أنها "غيّرت مسار السياسة الأميركية، وأدت إلى جنوح الولايات المتحدة إلى استخدام القوة، مؤكداً أن "صدام حسين في تلك الآونة صار متواكلاً، وكان يعتقد أن واشنطن لن تنفذ تدخلها العسكري، وهذه مسألة غريبة، ومخاطرة بمصير شعب ودولة عريقة".

وحول الدور الذي لعبه كأمين عام للجامعة العربية في "سباق الزمن" لمحاولة تجنب الغزو الأميركي الذي رأى أن "القرار بشأنه قد اتخذ بالفعل في واشنطن"، قال موسى إنه "تحرك في تلك الأجواء المشحونة بالتوتر وفق اعتبارات تنطلق من دور الجامعة العربية ورسالتها في الدفاع عن المصلحة العربية الشاملة، وكان أولها التحذير العلني من خطورة الموقف"، مضيفاً: "قلت في تصريح شهير تناقلته وسائل إعلام دولية عدة: إن غزو العراق سيفتح أبواب جهنم".

وحول الأجواء داخل الجامعة العربية، عند انطلاق الغزو ليلة 19-20 مارس 2003، قال موسى: "كان مجلس الجامعة العربية في حالة انعقاد دائم بناء على طلبي، وفي يوم الغزو، كنا نتابع الأخبار التي ترد إلينا بمشاعر متباينة، فبينما أخبار المقاومة تثير حماس الحاضرين، كانت تعليقات وزير الإعلام العراقي، محمد سعيد الصحاف، تضحكهم، لكننا جميعاً كنا نستشعر أن ما يجري سيقود إلى مصير واحد، وهو ما حدث بعد نحو أسبوعين بسقوط بغداد".

وتطرق الأمين العام الأسبق للجامعة العربية إلى "حالة الفوضى العارمة" التي دخلها العراق عقب الغزو، وتحدث عن يقينه بـ"وجود مخطط لاختطاف العراق وانتزاع هويته العربية جرت بقوة وقسوة من داخل العراق على يد بعض مكوناته السياسية، ومن جيرة العراق، وأعني هنا إيران، ليصبح عراقاً آخر غير الذي نعرفه، وقد كان تمكين إيران من العراق خطأً استراتيجياً كبيراً".

وحول ما إذا كانت "جراح الغزو الأميركي" للعراق قد التأمت بعد 20 عاماً، أجاب عمرو موسى بحسم "بالتأكيد... لا". وأضاف أن العراق تعرّض لهدم مؤسساته وتمزيق مكوناته، وإعادة البناء تتطلب وقتاً. وأضاف أن "العراق يسير اليوم في طريق واضحة، وهناك رغبة جادة في إصلاحه، وأحد الأعمدة الرئيسية في هذا الإصلاح يكمن في أن يعتبر نفسه جزءاً من العالم العربي".

وحول ما إذا كان غزو العراق يمكن أن يتكرر إقليمياً، في ظل سياقات التوتر الحالية بين الغرب وإيران، قال الأمين العام الأسبق للجامعة العربية: "إن سوء التقدير السياسي يؤدي إلى نفس النتائج، فمن غير المتصور أن يرتكب أحد نفس الأخطاء، ويتوقع نتائج إيجابية".
وحول المشهدين الإقليمي والدولي بعد 20 عاماً من الغزو الأميركي للعراق، قال موسى إن هناك "حرباً باردة قادمة. حربا غربية - روسية، وأخرى أميركية - صينية، وحروبا مختلفة".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

عمرو موسى يؤكد أن الجامعة العربية لم تطالب حلف الناتو بدخول ليبيا

عمرو موسى يؤكد أن الغزو الروسي لأوكرانيا هزّ صورة الأمم المتحدة أمام العالم

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمرو موسى يروي ذكريات غزو العراق  ويتوقع حرباً باردة قادمة عمرو موسى يروي ذكريات غزو العراق  ويتوقع حرباً باردة قادمة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 19:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح
المغرب اليوم - الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ياسمين خطاب تطلق مجموعة جديدة من الأزياء القديمة

GMT 16:53 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الرجاء البيضاوي" يهدد بالاستقالة من منصبه

GMT 00:35 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

أسعار ومواصفات هاتف أسوس الجديد ZenFone AR

GMT 01:34 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

باي الشوكولاطة الشهي

GMT 07:04 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

القطب الشمالي يعدّ من أروع الأماكن لزيارتها في الشتاء

GMT 22:53 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المغربي ينجح في اختراق جرائم العصابات المنظمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib