لأول مرة بإفريقيا والعالم العربي دولاكروا يحط الرحال في متحف محمد السادس
آخر تحديث GMT 11:19:09
المغرب اليوم -

لأول مرة بإفريقيا والعالم العربي "دولاكروا" يحط الرحال في متحف محمد السادس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - لأول مرة بإفريقيا والعالم العربي

الفنان البارز دولاكروا
الرباط- المغرب اليوم

يعود عمل الفنان البارز دولاكروا إلى المكان الذي استلهم منه، في معرض هو الأول من نوعه بالمملكة والقارة الإفريقية والعالم العربي لفنان تخلد لوحاته مغربا ولى (مطلع القرن 19)، بعدما كانت نموذجا قاد العديدين بعده إلى شمال القارة الإفريقية وساهم في تغيير النظر العجائبي لـ “شرقٍ” متخيّل اعتُبِر “الغرب الإسلامي” جزءا منه أيضا.

وبعد تأجيل بسبب الظرف الصحي الذي شل العالم في سنة 2020، افتتح هذا المعرض الذي احتضنه متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر الثلاثاء 6 يوليوز الجاري، بتعاون بين المؤسسة الوطنية للمتاحف والمتحف الوطني أوجين دولاكروا التابع لإدارة المؤسسة العامة لمتحف اللوفر.

وسبقت هذا المعرض ندوة نظمت لثلاثة أيام سنة 2019 بأكاديمية المملكة المغربية حول “اللوحة المغربية لأوجين دولاكروا”، شارك فيها أكاديميون ونقاد مغاربة وأجانب، وشخصيات ثقافية مثل محافظة متحف اللوفر بباريس، الذين تحدّثوا عن رحلة دولاكروا إلى مغرب القرن التاسع عشر واستكشافه أنواره وألوانه، وما خطّه ورسمه في مذكراته ليتذكر ما عاشه، والتذكارات التي جاء بها من المغرب، ومن تبعوا خطاه رسما ومن كتبوها أدبا.ويقدم هذا المعرض مجموعة من رسومات دولاكروا قبل زيارته إلى المغرب وبعدها، وتعود معه إلى البلاد مجموعة من مقتنياته التراثية (ألبسة، وصندوق، وخزف، وحليّ، وآلات موسيقية…) بعدما غادرت المغرب في القرن التاسع عشر ليستعين بها في الحفاظ على اتّقاد ذكرى زيارته، وعلى قربه من المغرب الذي رافقه في خياله قبل أن تلمسه قدماه.

كما تحضر في معرض “دولاكروا: ذكريات رحلة إلى المغرب”، لوحات عن الجزائر كما تذكرها الفنان، ونماذج من دراساته الفنية ورسائله، وأعمال بعض الفنانين الذين أثرت فيهم زيارته إلى المغرب كما خلدتها لوحاته، من بينهم هنري ماتيس، الذي تجدد لقاء عمله الفني بمتحف محمد السادس.

ويتتبع هذا المعرض، وفق رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي: “رحلة أوجين دولاكروا في بلدنا وتأثير هذا الأخير (المغرب) على عمله الفني، ومن ثم على الحداثة الفنية عامة”.وأضاف قطبي أن المعرض يسمح باكتشاف العلاقة الوجدانية التي عاشها أوجين دولاكروا مع المغرب؛ “فقد كان واحدا من أول سفراء الضوء والألوان المغربية، والأول الذي سيعبّر من خلال أعماله عن مدى افتتانه بثراء وتنوّع التراث المغربي”.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قالت كلير بيسيد، مديرة متحف دولاكروا، إن هذا المعرض “عمليا عودة لدولاكروا إلى المغرب بعد قرنين من زيارته”.

ورغم كون لوحات دولاكروا لم ترسم بالمغرب، تضيف بيسيد، إلا أنها تدور حول “مغرب أعاد بناءه عبر ذكرياته، ولتنشيط ذاكرته وذكرياته أخرج الأشياء التي اشتراها منه من الصندوق الذي نراه في مدخل المعرض”، موردة: “يمكن أن نتسلى بأن نجد بعض هذه الأشياء في لوحاته”وذكرت مديرة متحف دولاكروا بفرنسا أن المعرض ينتهي بـ”نظرة على فناني الجيل الذي بعده؛ فالرحلة إلى المغرب كانت مهمة جدا، ودولاكروا رسم لوحات طبعت كثيرا تاريخ الرسم، وهو ما أعطى رغبة لكثير من الفنانين للقدوم إلى المغرب”.

وتابعت بأنه قبل زيارة المغرب، كانت لدولاكروا رؤية عجائبية جدا حول “الشرق”، انطلاقا من الأدب الذي قرأه خاصة، لكن “في المغرب، وجد نفسه أمام واقع بلد شرقي، مع ألبسة وأشياء حقيقية (…) هو لقاء مهم، ولو أنه بعد ذلك سيرسم مغربا خياليا، بإعادة بنائه من ذكرياته، وأشيائه”، قبل أن تستدرك قائلة إن زيارته “غيرت رؤيته للمغرب، ورؤية فنانين آخرين له”.

وتحدث عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، عن “العودة الملموسة والرمزية” لعمل أوجين دولاكروا الفني بعد 200 سنة تقريبا من إنجازه حول المغرب وقال الإدريسي في تصريح لهسبريس: “هي عودة إلى منابع التأثير، والأصول، وعودة إلى المصادر التي أثرت في المخيال الجماعي للفنانين الغربيين انطلاقا من مطلع القرن التاسع عشر حتى الآن.”

وتؤرخ الأعمال المعروضة حاليا بمتحف محمد السادس، وفق مديره، لـ”مسار فنان تأثر بالمغرب، وأعجب به، وأعجب أيضا بثقافة التعايش التي كانت سائدة به وسمحت له بالولوج إلى بيوت مغربية وقضاء مدة جميلة بطنجة، ثم بعد ذلك بمكناس”.

وذكر الإدريسي أن الأشهر الستة التي قضاها دولاكروا بالمغرب، “مكنته من أن يتعرف على جزئيات من الثقافة المغربية لا يمكن أن يدركها إلا متفحص أو متمكن، ولا نتحدث فقط عن اللون والضوء، بل أيضا عن بعض الخصوصيات الثقافية في طريقة ركوب الخيل، واللباس، وبعض العناصر من مشاهد الحياة اليومية، وعثوره على عناصر عتيقة قديمة في الثقافة المغربية كان يبحث عنها الفنانون قبله بالذهاب إلى إيطاليا أو إلى اليونان، وهو وجدها في المغرب.”

وأجمل الإدريسي بالقول إن هذا المعرض يمكن من اكتشاف عمل دولاكروا الذي رسمه بعد رحلته إلى المغرب، التي “غيرت من وجهة الفنانين الذين سيبدؤون في المجيء إلى شمال إفريقيا، والمغرب خاصة، للاطلاع على هذه العناصر التي غذت مخيال دولاكروا وألوانه، وجعلته سباقا إلى اكتشاف مجموعة من عناصره الحضارية.

قد يهمك ايضًا:

خزنة آمنة في شمال فرنسا لربع مليون قطعة من كنوز متحف اللوفر

 

ممثل اسرائيل في المغرب يزور متحف محمد السادس لحضارة الماء في مراكش

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لأول مرة بإفريقيا والعالم العربي دولاكروا يحط الرحال في متحف محمد السادس لأول مرة بإفريقيا والعالم العربي دولاكروا يحط الرحال في متحف محمد السادس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib