بنك السودان المركزي فئات نقدية جديدة تضع ثلثي السكان في ورطة
آخر تحديث GMT 09:55:17
المغرب اليوم -

بنك السودان المركزي فئات نقدية جديدة تضع ثلثي السكان في ورطة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بنك السودان المركزي فئات نقدية جديدة تضع ثلثي السكان في ورطة

بنك السودان المركزي
الخرطوم ـ المغرب اليوم

مع بدء بنك السودان المركزي تسليم المصارف الفئة الجديدة من العملات التي أعلن عن طباعتها مؤخرا، يتزايد الجدل حول التأثيرات الاقتصادية والسياسية المحتملة لهذه الخطوة، خصوصا في ظل توقف شبه كامل للنظام المصرفي في نحو 70 بالمئة من مناطق البلاد، مما سيجعل أكثر من ثلثي السكان غير قادرين على تغيير ما يملكون من عملات قديمة.

وكان البنك المركزي السوداني قد أعلن مطلع الأسبوع طرح فئتين جديدتين هما 500 جنيه وألف جنيه للتداول قريبا، وهي أكبر ورقة مالية متداولة، مع تغيير شكلها وزيادة تأمينها لتصعيب تزويرها، مع نية لتغيير باقي الفئات قريبا.

ويقول البنك المركزي إن غالب الأموال التي نهبت من المصارف والشركات ومنازل المواطنين من الفئات الكبيرة بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، وبعض فئات العملة تقل قيمتها عن تكلفة طباعتها وسيتم تغييرها لاحقاً.

وفي ظل الشكوك في إمكانية نجاح الخطوة في امتصاص الكتلة النقدية السائبة بسبب فقدان البنك المركزي السيطرة على أكثر من 70 بالمئة من الخارطة الجغرافية للمصارف، يتخوف اقتصاديون من أن تؤدي الخطوة إلى إغراق الأسواق بسيولة زائدة قد تؤدي إلى المزيد الانفلات في أسعار الصرف، ورفع مستويات التضخم بشكل أكبر.

كما يحذر الاقتصاديون من خطورة التقسيم الاقتصادي الذي قد تقود إليه الخطوة، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق واسعة من البلاد، وغياب الجهاز المصرفي في تلك المناطق، مما قد يزيد من احتمالية لجوء هذه القوات لأساليب بديلة، وينشأ بالتالي نظامان ماليان في البلاد.

قال بنك السودان المركزي إن الهدف من قراره هو "حماية العملة الوطنية، وتحقيق استقرار سعر صرفها، والمساعدة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، ومعالجة الآثار السالبة للحرب الدائرة بالبلاد لا سيما عمليات النهب الواسعة لمقار البنك وشركة مطابع السودان للعملة في الخرطوم، وما نتج عن ذلك من انتشار كميات كبيرة من العملات مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات الفنية من فئتي الألف جنيه والخمسمائة جنيه، الأمر الذي أدى إلى زيادة مستوى السيولة النقدية بشكل واضح، وكان له الأثر السالب على استقرار المستوى العام للأسعار".

لكن بالنسبة للخبير المالي والمصرفي عمر سيد أحمد، فإن العملية برمتها لم تراعِ الالتزام بالعديد من القواعد الواجب اتباعها في حالات تغيير العملة، التي تتطلب تحضيرات مسبقة.

وقال سيد أحمد: "أتوقع نتائج كارثية للخطوة في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد المنقسمة من حيث السيطرة الجغرافية بين الجيش وقوات الدعم السريع".

وفقا للبنك المركزي، فإن المصارف التجارية وفروعها ستستمر باستلام العملات من فئتي الألف والخمسمائة جنيه من السكان وتوريدها وحفظها في حساباتهم، وتمكينهم من استخدام أرصدتهم عبر وسائل الدفع المختلفة، لكن مراقبين شككوا في إمكانية نجاح الخطوة في ظل توقف أكثر من 300 فرع من أفرع البنوك المقدر عددها بنحو 430 فرعا في مختلف أنحاء البلاد.

وفي هذا السياق، يرى المحلل الاقتصادي وائل فهمي أن "واحدة من السلبيات المصاحبة لقرار البنك المركزي عدم تحديد مدى زمني بعينه لعملية الإحلال"، معتبرا أن ذلك "سيساعد على عمليات غسيل الأموال التي تصاحب مثل هذه الحالات".

وفي حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، يشير فهمي إلى صعوبة أخرى تكمن في حالة "اللا استقرار" التي يعيشها السودانيون حاليا في ظل اتساع رقعة الحرب وتزايد حالات النزوح، ويوضح: "غياب فروع المصارف في الولايات المتضررة بالحرب والمناطق النائية والقرى سيجعل من الصعب تجميع كل الأوراق النقدية القديمة".

كما يحذر فهمي من أن تؤدي الخطوة إلى تقسيم إداري واقتصادي في البلاد.

تزايدت الشكوك حول المغزى الرئيسي من عملية التغيير الأخيرة التي جاءت بشكل مفاجئ، وسط اتهامات بمحاولة اتخاذ الخطوة غطاء لطباعة أوراق نقدية بلا تغطية مصرفية في ظل الشح الشديد في الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية في البنك المركزي، ووسط تقارير تشير إلى صعوبات كبيرة في تمويل العمليات القتالية والمجهود الحربي.

كما عزتها بعض الأطراف لأسباب سياسية، واعتبرت قوات الدعم السريع في بيان الأسبوع الماضي قرار تغيير العملة "خطوة تمهيدية في سياق مخطط تقسيم السودان وفصل أقاليمه".

ورغم المطالب المتكررة بتغيير العملة لضبط الكتلة النقدية السائبة المتداولة خارج النظام المصرفي والمقدرة بنحو 90 بالمئة من إجمالي الكتلة النقدية في البلاد، البالغة نحو 900 تريليون جنيه، فإن البنك المركزي ظل طوال السنوات الماضية يرفض تلك المطالب بدعوى ارتفاع تكاليف الطباعة التي قدرتها تقارير سابقة بنحو 600 مليون دولار.

لكن في الجانب الآخر، يبدو أن هنالك عوامل منطقية تدعم خطوة تغيير العملة، رغم الشكوك الكبيرة المثارة حول توقيتها والظروف والأوضاع التي تمت فيها.

وبعد اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، تدهور سعر صرف الجنيه السوداني بشكل كبير، حيث يجري تداول الدولار الواحد حاليا عند نحو 2300 جنيه مقارنة مع 600 جنيها قبل اندلاع الحرب، كما ارتفعت معدلات التضخم بشكل غير مسبوق، حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية بنسب وصلت إلى 400 في المئة.

قد يهمك أيضا:

إجراءات حازمة من بنك السودان المركزي لزيادة الاحتياطي الأجنبي

حازم عبد القادر يعلن انتعاش المناخ المصرفي في السودان

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنك السودان المركزي فئات نقدية جديدة تضع ثلثي السكان في ورطة بنك السودان المركزي فئات نقدية جديدة تضع ثلثي السكان في ورطة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib