حساب جديد للدخل العام يثير جدلًا في أوروبا
آخر تحديث GMT 03:18:52
المغرب اليوم -

حساب جديد للدخل العام يثير جدلًا في أوروبا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حساب جديد للدخل العام يثير جدلًا في أوروبا

بائعة هوى في احد شوارع تولوز في فرنسا
باريس - أ.ف.ب

يعمل الاتحاد الاوروبي هذه السنة على اعتماد قواعد محاسبية جديدة تثير تساؤلات احصائية واخلاقية كونها تأخذ في الاعتبار ما تدره الدعارة والمخدرات على اجمالي الناتج الداخلي في ما يطلق عليه تعبير "اجمالي الناتج الاجرامي".
واثارت ايطاليا عاصفة باعلانها في 22 ايار/مايو انها ادرجت في معايير المحاسبة التي تدخل في تحديد اجمالي الناتج الداخلي، العائدات التي تدرها كل سنة اموال المخدرات والدعارة وتهريب التبغ والكحول، وقيم بنك ايطاليا في 2012 حصة ما سماه "الاقتصاد الاجرامي" بنحو 10,9% من اجمالي الناتج الداخلي.
وبذلك قد يرتفع اجمالي الناتج الداخلي الايطالي وينخفض العجز العام المترتب عنه نسبيا، وذلك مصدر ثراء في ازمنة التقشف الحالية.
وواكبتها المملكة المتحدة معتبرة ان الموارد التي يدرها تهريب المخدرات والدعارة يمكن ان تزيد في اجمالي الناتج الداخلي ب12,3 مليار يورو، اي اقل بقليل من واحد في المئة.
واعلنت روما ولندن انهما اخذتا في الحسبان تعليمات معهد "يوروستات" الاوروبي للاحصاء يجب تطبيقها في ايلول/سبتمبر 2014 في دول الاتحاد الاوروبي الثماني والعشرين.
ويجب تمييز القواعد المحاسبية تلك عن المنهجية الدولية الجديدة لاعداد اجمالي الناتج الداخلي التي سيصادف دخولها ايضا حيز التطبيق في ايلول/سبتمبر على ابعد. وستزيدهذه المنهجية من مستوى الثروة بادراج نفقات الابحاث والتنمية.
واثارت تلك المعلومات ردودا: ففي بريطانيا اعلنت ناطقة باسم جمعية حماية حقوق النساء "ايفس" ان ذلك اثار لديها "المفاجأة والحزن".
وفي فرنسا تحدثت رئيسة الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) مارين لوبن عن "انعدام ادنى درجات الاخلاق".
واعربت وزيرة حقوق النساء الفرنسية نجاة فالو-بلقاسم ووزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكيه في خطاب الى المفوضية الاوروبية عن "الصدمة".
واوضح ناطق باسم يوروستات، تاركا جانبا كل الاعتبارات السياسية، ان الامر يتعلق بالتوصل الى افضل مقارنة بين بلدان تختلف قوانينها كثيرا.
ويحدد النص الصادر عن الهيئة الاوروبية في تموز/يوليو 2012، توصيات لتقييم النشاطات غير القانونية التي يصعب تقييمها اصلا، وكثرت فيه المعادلات والمختصرات والتوصيات حول "القيمة المضافة الخام" للدعارة و"الاستهلاكات المتوسطة" مثل استئجار مهنيي الجنس شقة، و"معدل نقاء" المواد المخدرة و"تكاليف النقل وتخزين" المخدرات.
واعتبر الناطق باسم يوروستات ان "اجمالي الناتج الداخلي ليس مؤشر اخلاقيات" موضحا ان فقط المبادلات التي تتم بموافقة الطرفين هي وحدها التي تؤخذ في الاعتبار.
في المقابل اعتبرت نجاة فالو-بلقاسم ان الدعارة ليست نشاطا تجاريا يمارس بحرية، والاعتقاد بانها قد تكون كذلك انحياز ايديولوجي، انه سراب واهانة للملايين من ضحايا الاستغلال الجنسي عبر العالم".
من جانبه قال رونان ماهيو مسؤول دائرة المحاسبات الوطنية في معهد "اينسي" الذي يحدد اجمالي الناتج الداخلي "لا يمكن ان نعتبر بشكل بديهي بان في الدعارة موافقة الطرفين تحصيل حاصل، ان المسألة تطرح ايضا بالنسبة للمخدرات وخصوصا القوية منها، واشكالية الادمان".
واعتبر اريك فرنييه الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية وكاتب "تقنيات التبييض ووسائل مكافحته" ان "المشكلة تتمثل في وضع هذه الطريقة الاحصائية الجديدة على الطاولة في مرحلة يعاني فيها الجميع من مشاكل في الميزانية".
واضاف الباحث ان "هناك تعميما لهذا النهج في المحاسبة منذ الازمة، والامر الذي يكتسي اهمية قبل كل شيء هو ما يدخل في صناديق الدولة، حتى بلغ الامر حد حساب اجمالي الناتج الاجرامي (...)  بوقاحة شديدة"، معتبرا انه "لا يمكن التحدث عن الدعارة كما نتحدث عن علب البازيلا".
ويرى فريدريش شنايدر الاستاذ في جامعة يوهانس كيبلر في لينز (النمسا) ان "الدعارة من نشاطات الخدمات وتساهم في انشاء القيمة" لكن تهريب المخدرات والنشاطات "الاجرامية الصريحة" لا علاقة لها بتقييم الاقتصاد الموازي الذي حدده بانه حصة غير معلنة من مبادلات هي اصلا غير قانونية: كل ما ينتج ويباع في "السوق السوداء".
ويرى الجامعي ان "اقتصاد الظل" (الدعارة اضافة الى العمل غير القانوني) يمثل خلال 2014، حوالى 18,6% من اجمالي الناتج الداخلي في الاتحاد الاوروبي بفوارق شديدة: اكثر من 23% في اليونان وحوالى ثمانية في المئة في لوكسمبورغ وحوالى عشرة بالمئة في فرنسا.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حساب جديد للدخل العام يثير جدلًا في أوروبا حساب جديد للدخل العام يثير جدلًا في أوروبا



GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الطرق تواصل حصد أرواح المغاربة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

" Chablé" يمثل أجمل المنتجعات لجذب السياح

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 20:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شجار بالأسلحة البيضاء ينتهي بجريمة قتل بشعة في مدينة فاس

GMT 22:28 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

ولي عهد بريطانيا يقدم خطة لإنقاذ كوكب الأرض

GMT 05:06 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

"Hublot" الخزفية تتصدر عالم الساعات بلونها المثير

GMT 09:11 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

فتاة منتقبة بطلة فيلم "ما تعلاش عن الحاجب"

GMT 07:11 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

فولكس" بولو جي تي آي" تتفوق على "Mk1 Golf GTI"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib