باحثون مغاربة يناقشون مستقبل الشعر بعد الجائحة في تطوان
آخر تحديث GMT 07:32:49
المغرب اليوم -

باحثون مغاربة يناقشون مستقبل الشعر بعد الجائحة في تطوان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - باحثون مغاربة يناقشون مستقبل الشعر بعد الجائحة في تطوان

باحثون مغاربة يناقشون مستقبل الشعر بعد الجائحة في تطوان
تطوان - المغرب اليوم

أجمع باحثون مغاربة في ندوة "الشعر ومستقبل الثقافة بعد فيروس كورونا" على أهمية هذا الموضوع وراهنيته، وعلى عمقه وإنسانيته في تأمل مستقبل العالم بعد الجائحة.واعتبر المتدخلون أن للشعر قدرة على إبداع المستقبل، وأن فترة الحجر التي نعيشها اليوم فرصة سانحة تدعونا إلى التأمل أكثر، وإلى إمعان النظر في مصيرنا الإنساني المشترك.وذهب المشاركون في ندوة أقامتها دار الشعر في تطوان، وجرى بثّها على منصات التواصل الاجتماعي، إلى أن الشعر يسعفنا في النظر إلى المستقبل، ما دام "الفن يستطيع أن يتطلع إلى ما لا يوجد، أو ما لم يوجد بعد"، كما يقول الباحث واللساني المغربي مصطفى الحداد، في مستهل هذه الندوة. وعلى أساس أن الشعر هو "التجربة الإنسانية الأعمق والأفسح، والتي في إمكانها أن تَسَعَ هيمنة الحاضر، وأن تتوجه نحو المستقبل، وفق وعي جماعي"، ينشد التغيير، كما جاء في ورقة الشاعر والجامعي المغربي جمال الدين بنحيون. وتكشف لنا دروس التاريخ أن "الجوائح والأوبئة، بحكم عمق وامتداد تأثيرها في الفرد والمؤسسات والمجتمع، أدت دائماً إلى تغييرات جذرية على كل المستويات"، كما جاء هذه المرة في مداخلة الباحث في الذكاءات المتعددة والجامعي المغربي عبد الواحد أولاد الفقيهي.

أكد نائب عميد كلية الآداب بتطوان الشاعر والباحث في الآداب الإنجليزية جمال الدين بنحيون أن مبادرة من قبيل ندوة "الشعر ومستقبل الثقافة" تبعث كثيرا من الأمل، وتبعثر ما تراكم من ضجر في زمن فيروس كورونا الصعب. واعتبر المتحدث أن الموضوع إنما يطرق قضية من قضايا الساعة الملحة، ونحن "نقَدر أن دار الشعر بتطوان كان لها السبق على المستوى الوطني في إدراج الشعر بوجه خاص والثقافة بشكل عام ضمن النقاش السائد اليوم عالميا حول مستقبل العالم على جميع الأصعدة وفي مختَلِف المجالات بعد زمن كورونا".

وأوضح بنحيون أنه "لم تعد ثمة اليوم في زمن كورونا وما بعده مسافة بين تجربة شاعر في الصين وآخر في دمشق أو في المغرب. فكل هؤلاء الشعراء يحملون قلقا محددا بظرفية الراهن ووطأة الوباء والمعاناة".من جانبه، ذهب الباحث والمفكر المغربي مصطفى الحداد إلى أن وباء كورونا إنما "يبقى حدثا غير مسبوق في تاريخ العالم. إذ لم يسبق للعالم أن عاش بأسره وضعا كهذا، أي لم يسبق أن واجه كل من يعيش على الكوكب خطرا واحدا مشتركا". من هنا، فالوباء بهذا المعنى "حدث استثنائي يستعصي على الفكر أن يمسك به وبأبعاده المختلفة". ويرى المتدخل أن التحولات الجذرية في تاريخ الإنسانية لم تقع إلا في أعقاب الأحداث الاستثنائية الخارجة عن العادة. وإذا كان العالم بعد كورونا مختلفا يقينا عن عالم ما قبلها، فلا أحد يستطيع أن يرسم معالم العالم بعد الجائحة. ذلك أن "عالم ما بعد الجائحة لم يدخل حيز الوجود بعد، إذ هو لا يزال في طور الغيب، وإن كان الصراع على التحكم فيه وتوجيهه جاريا منذ الآن، يضيف الحداد. وفي نظر المتدخل، فإن "الفن وحده يستطيع أن يتطلع إلى ما لا يوجد أو إلى ما لم يوجد بعد، لأن وظيفة الفن الرئيسة هي أن يُبدع ما لا يوجد فيُصيره موجودا فيما يُبدعه بطرقه الخاصة ويجعله مرئيا/ محسوسا". والشاعر، كما يرى مصطفى الحداد، هو القادر على إبداع المستقبل، "لأنه لا يكتب على منوال سابق، ولا يكتفي بالتعبير، بطرق مُفتعلة، عما هو موجود سلفا، أي عما سبق العلم به أو الإحساس به آنفا".

أما الباحث والأكاديمي المغربي عبد الواحد أولاد الفقيهي، فينطلق في مداخلته من أن "ما ظهر ونتج اليوم عن جائحة كورونا ليس سوى مؤشرات ومقدمات لما سوف يكون عليه العالم في السنوات القادمة". وتحدث الفقيهي عن مستقبل الثقافة ما بعد جائحة كورونا من منظورين لمفهوم الثقافة، عام وخاص، يتداخلان بشكل جدلي في ما بينهما.وبحسب المتدخل، فقد وضع فيروس كورونا نسق القيم والمثل الذي كانت تنادي به منظومة الدول على محك النقد والسؤال، حيث برزت على السطح مظاهر الانكفاء والتجاهل واللامبالاة، عوضاً عن قيم التعاون والتضامن. كما فتحت الجائحة نقاشاً بين الفلاسفة حول ثنائية السلطة والمجتمع، أو الدولة المركزية والنموذج الثقافي. وقد انصب هذا النقاش حول فاعلية نموذجين ثقافيين: نموذج قوامه توحيد شعب على مبادئ وقيم ونمط حياة (ثقافة الوحدة)، ونموذج أساسه صهر المجتمع من خلال التحكم في تناقضاته (ثقافة التعدد).ويختم المتدخل معتبراً أن جائحة كورونا إذا كانت قد عطلت جميع الأنشطة العامة، حيث أصابت العالم بشلل تام، فإن ثمة أملاً كبيراً في نهاية قريبة لهذا الوباء، "من أجل العودة مجدداً إلى قاعاتنا وساحاتنا العامة وملتقياتنا الثقافية وديارنا الشعرية".

وقد يهمك ايضا:

دار الصنائع تحتضن افتتاح الموسم الشعري الرابع لدار الشعر في تطوان

العرائش تحتضن الدورة الثالثة من "بحور الشعر" أيام 2 و 3 و 4 آب الحالي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحثون مغاربة يناقشون مستقبل الشعر بعد الجائحة في تطوان باحثون مغاربة يناقشون مستقبل الشعر بعد الجائحة في تطوان



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib