الرئيسية » صحة عاجل
الفيروس المخلوي التنفسي

لندن - ماريا طبرني

انتشر اسم الفيروس المخلوي التنفسي respiratory syncytial virus أو اختصاراً RSV بشكل كبير نهاية العام الماضي نظراً لكثرة الإصابات بالمرض وسط مخاوف من إمكانية أن تتحول هذه الإصابات إلى حالة وبائية عامة تعيد إلى الأذهان جائحة «كورونا» التي كانت قاربت على الانتهاء تماماً على وجه التقريب.

التهاب القصبات
ورغم أن المرض يعتبر من الأمراض البسيطة التي تصيب الجهاز التنفسي (التهاب القصيبات الهوائية) فإنه يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة في بعض الأحيان خاصة في الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة لسبب أو لآخر مثل الأمراض المزمنة أو الأورام وكذلك كبار العمر. وتقريباً يتسبب المرض في وفاة حوالي 300 طفل كل عام في الولايات المتحدة ولم يكن هناك تطعيم واق من المرض حتى نهاية العام الماضي.

وفى منتصف شهر مايو (أيار) من العام الجاري اجتمعت لجنة من خبراء الصحة في إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA وصوتت بالأغلبية (10 أصوات موافقة ضد 4 أصوات رافضة) على إجازة اللقاح المقدم من شركة فايزر ضد المرض الذي يحمل الاسم التجاري Abrysvoويعتبر الأول من نوعه الذي يتم استخدامه في الرضع لحمايتهم من المرض ويتم التطعيم به أثناء فترة الحمل من خلال إعطاء اللقاح للأمهات عن طريق الحقن في الفترة من الأسبوع 24 إلى الأسبوع 36، وبعد ذلك يقوم اللقاح بتحفيز إنتاج الأجسام المضادة للفيروس في جسم الأم التي تمر بعد ذلك عبر المشيمة إلى الجنين وتعمل على حمايته بعد الولادة.

فكرة اللقاح
تعتمد فكرة اللقاح الجديد على منح الجسم المناعة عن طريق الحقن بالبروتين الموجود على سطح الفيروس الذي يسمى بروتين F، بعد أن تم تصنيعه مختبريا والذي يقوم بالاتحاد بخلايا المريض ومن ثم غزوها وهو الأمر الذي يسبب أعراض المرض ولكن بشكل مخفف. وبعد ذلك يكتسب الجسم المناعة من خلال الإصابة بالبروتين المخلق وعند إصابة الطفل لاحقاً بالفيروس الحقيقي يكون الجسم قد قام بالفعل بتكوين الجيش المناعي اللازم لمقاومته عن طريق الأجسام المناعية المكتسبة من الأم بجانب الآليات المناعية الأخرى في جسم الرضيع مما يخفف من الأعراض ويمنع المضاعفات بشكل كبير.

تبعاً للتجارب التي تم إجراؤها على سلامة اللقاح كان هناك ارتفاع طفيف في معدل حدوث الولادات المبكرة مقارنة بالمجموعة الضابطة control group ومع ذلك كان هذا المعدل لا يزال أقل من مثيله لدى عموم السكان حيث كان معدل نسبة الولادات المبكرة بين 7400 أم مشاركة في التجربة 5.7 في المائة للنساء اللاتي تناولن اللقاح مقارنة بـ4.7 في المائة ممن تلقوا علاجاً وهمياً o و10 في المائة في عموم الولادات. ويحمل العقار الوهمي المستخدم في التجارب الدوائية نفس شكل العلاج أو اللقاح ولكن من دون أي فاعلية طبية لمجرد التأثير النفسي على المريض. والجدير بالذكر أن الشركة المصنعة للقاح البالغين (غلاكسو) كانت أوقفت تجربة لقاح للرضع العام الماضي بسبب ارتفاع معدل المواليد المبتسرين (الخدج) أي المولودين مبكرا.

في التجارب الإكلينيكية التي تم إجراؤها على اللقاح وتم نشرها في شهر أبريل (نيسان) الماضي في مجلة نيو إنغلاند الطبية New England Journal of Medicine انخفض خطر إصابة الأطفال بمضاعفات خطيرة بنسبة 82 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة ثم انخفضت النسبة إلى 69 في المائة فقط خلال ستة أشهر كما انخفض خطر إصابة الأطفال الرضع بأمراض الجهاز التنفسي الشديدة التي تتطلب زيارة الطبيب بشكل عام بنسبة بلغت 51 في المائة وهو الأمر الذي يشير إلى أن تطعيم الأمهات يعتبر جزءا أساسيا في الوقاية من المرض خاصة أن المناعة تنتقل إلى الأطفال في أول 6 شهور من حياتهم وهي الفترة التي تكون فيها معدلات الخطورة للمضاعفات كبيرة جداً. وعلى سبيل المثال فإن معدلات حجز الأطفال في المستشفيات جراء الفيروس المخلوي في الفترة العمرية من شهر وحتى 5 شهور ضعف الفترة العمرية من 6 وحتى 11 شهراً.

أوضحت إدارة الغذاء والدواء أن التطعيم يعتبر آمنا بشكل كبير والأعراض الجانبية الناتجة من الحقن طفيفة ولا تتعدى نفس الأعراض الناتجة عن التطعيم بأي لقاح آخر وأهمها الإرهاق والصداع وآلام العضلات وألم في موضع الحقن. ومخاطر الولادة المبكرة لا تعتبر كبيرة حيث كانت هناك 200 حالة فقط في 18 دولة حول العالم من أصل 7400 حالة تم إجراء التجارب عليهن وفي المقابل كانت هناك 169 من اللاتي تناولن العقار الوهمي.

كما وضحت شركة فايزر أن الموافقة النهائية على العقار سوف تصدر في شهر أغسطس (آب) المقبل، والاستخدام الفعلي للقاح الجديد ربما يستغرق بضعة شهور أخرى حتى نهاية العام ثم يتم طرحه في الأسواق بعد التأكد التام من فاعليته ومدى الأمان الذي يتمتع به خاصة أنه تمت الموافقة خلال هذا العام أيضاً على لقاح آخر لنفس المرض ولكن يتم استخدامه في البالغين فوق عمر 60 عاماً. ويعتبر الأطفال وكبار العمر من الفئات ذات الخطورة العالية لحدوث مضاعفات المرض ولذلك يجب تطعيمهم. والحرص على أن يتمتع اللقاح بأعلى قدر من الأمان وأقل نسبة مضاعفات خاصة مضاعفات الجهاز العصبي في الأطفال. ومن أهم المخاوف التي تجعل الآباء يحجمون عن تطعيم أطفالهم إصابتهم بمرض التوحد وهي مخاوف لا أساس لها من الصحة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الصحة العالمية تعلن إجلاء 11 طفلا مصابا بالسرطان من…
الاعتداء على مدير مستشفى سانية الرمل في مدينة تطوان…
كندا تعلن أول حالة إصابة مؤكدة لسلالة جدري القرود
وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير…
إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي…

اخر الاخبار

عائلات مغربية تأمل تدخلاً ملكياً لإنهاء معاناة أبنائهم العالقين…
انتخاب سويسرا لرئاسة مجلس حقوق الإنسان خلفاً للمملكة المغربية
رئيس الحكومة المغربية يترأس اجتماعاً حول إنعاش التشغيل
الإضراب المفتوح الذي يخوضه مستخدمو الصندوق المغربي للتقاعد يطرق…

فن وموسيقى

إليسا تفوز بجائزة "الأيقونة" في حفل "بيلبورد" لعام 2024
المغربية بسمة بوسيل تتحدث عن جوانب من حياتها الشخصية…
الفنانة هند صبري ضمن قائمة أكثر النساء تأثيراً في…
منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…

أخبار النجوم

إلهام شاهين تحصل على جائزة إنجاز العمر من مهرجان…
جمال سليمان يعلن رغبته في الترشح لرئاسة سوريا
سوسن بدر تشارك في دراما رمضان 2025 بـ 3…
إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the…

رياضة

الاحتفالات تعُم السعودية عقب منحها حق استضافة مونديال 2034…
المغربي أيوب الكعبي يُتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري…
الركراكي يطمح للتتويج ب"كان" 2025 ويؤكد أن المغرب لديه…
المغربي أشرف حكيمي يُتوج بجائزة الأسد الذهبي لسنة 2024

صحة وتغذية

عادات بسيطة يمكن إجراؤها لتقوية جهاز المناعة ودرء نزلات…
تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعاً
بعد إقتحام مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة القوات…
التحفيز العميق للدماغ يعيد القدرة على المشي لمريضين مصابين…

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الصحة الفلسطيني يُعلن استئناف حملة التطعيم ضد شلل…
مدير منظمة الصحة العالمية يُؤكد أن الوضع الصحي في…
وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى…
الاحتلال الإسرائيلي يعتقل جميع الطواقم الطبية والجرحى في آخر…
منظمة الصحة العالمية تُؤجل حملة تطعيم شلل الأطفال في…