واشنطن - المغرب اليوم
أن تجعل من منزل لا تتعدى مساحته 40 مترا مربعا جوهرة معمارية وفضاء لجذب السياح من مختلف بقاع العالم هو أمر يبدو أبعد من الخيال لكن ( بونتاغراندي ) هذا المبنى الصغير القابع بين الصخور على المحيط الأطلسي نجح في تحقيق هذه المعادلة فهو فندق موجود ومصنف منذ عام 1992 ضمن كتاب ( غينيس ) للأرقام القياسية باعتباره أصغر فندق في العالم .
ويوجد هذا الفندق الصغير الذي يتكون من أربع غرف صغيرة فقط تضم جميعها شرفات تطل على البحر بجزيرة هييرو وهي إحدى أصغر الجزر المشكلة لأرخبيل الكناري حيث لا تتعدى مساحتها 7 ر 268 متر مربع وساكنة لا تتجاوز 10 آلاف نسمة .
وبني فندق ( بونتاغراندي ) على جرف صخري ناتئ نحتته أمواج المحيط الأطلسي والرياح المدارية الشمالية منذ عام 1830 وأعيد ترميمه في عام 1975 في محاولة من ملاكه للتقليل من التأثيرات البيئية وضمان أمن وسلامة المبنى ورواده في حالة اجتياح العواصف للمنطقة .
ويشكل الفضاء الداخلي لهذا الفندق الصغير ترنيمة حقيقية للبحر لأنه يضم العديد من المواد والمنتجات والأغراض التقليدية التي تؤرخ للتاريخ البحري لجزيرة ( هييرو ) الصغيرة كما يعتبره السكان المحليون متحفا وفضاء له أهمية ثقافية كبرى باعتباره بنية متفردة وذات خصوصية في العالم بفضل ميزاته الخاصة لاسيما تموقعه كواحة تطل على المحيط الأطلسي ولبساطة وتواضع مرافقه ولديكوراته وزخرفته التقليدية العريقة .
وإضافة إلى الغرف توجد رهن إشارة الزوار والضيوف في هذا الفندق الصغير قاعة للقراءة والمطالعة ومطعم ومتحف بحري كما أن مختلف بنياته وواجهاته لها إطلالة على المحيط .
يقول دافيد ناهمياس مالك فندق ( بونتاغراندي ) إن هذا الفضاء ليس فندقا بالمعنى الحقيقي " لأننا هنا نشكل عائلة واحدة حيث نتقاسم مع الضيوف والزوار حميمية ممتعة ونحاول أن نوفر لهم الظروف المناسبة من الراحة والهدوء وإبعادهم عن الإجهاد اليومي " .
وأوضح دافيد ناهمياس في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه لهذه الأسباب فإن الفندق " يكون ممتلئا طوال السنة مع حجوزات تمتد في الأغلب الأعم على أربعة أشهر " مشيرا إلى أنه إضافة إلى رواد الفندق من الضيوف يستقبل هذا الفضاء الساحر 50 شخصا كمعدل يومي يزورون المتحف البحري الصغير الذي يوجد به من أجل استكشاف والاطلاع على ذخائره وما يضمه من مواد ومعدات وأغراض تقليدية وتاريخية عريقة .
وحسب مالك الفندق فإن هذا المبنى الذي تم تصنيفه خلال هذه السنة كفضاء ذي أهمية ثقافية من قبل مجلس الحكومة المحلية لجزر الكناري سيفتتح في الأيام القليلة المقبلة جناحا في الطابق الثاني من شأنه أن يضفي ثراء خاصا على البناية ويعزز عرضها السياحي .
وأضاف أن الهدف من إضافة هذا الجناح الجديد هو تنويع العرض السياحي وبالتالي تلبية احتياجات جميع فئات نزلاء الفندق مؤكدا أن مرتادي وضيوف هذا الفندق يفدون من مختلف أنحاء العالم ويسهر على خدمتهم طاقم يتكون من ستة أشخاص .
ويقول صاحب فندق ( بونتاغراندي ) إن مرتادي هذا الفضاء وزواره منهم بعض الأشخاص الذين يرغبون في استكشاف أصغر فندق في العالم وخوض تجربة الإقامة فيه ومنهم أيضا شخصيات وازنة وبعض المسؤولين الذين يرغبون في الاختلاء بالنفس ونشدان الهدوء والتماهي مع الطبيعة والبحر وبالتالي خوض تجربة فريدة في هذا المكان المشرع على البحر مشيرا إلى أن أسعار الإقامة والخدمة تتراوح ما بين 250 أورو للغرفة و 1000 أورو للجناح .
قد يهمك ايضا :
" جزر الكناري" المنطقة المثالية لقضاء شهر عسل رومانسي
استمتع بالمناظر الطبيعية الرائعة في دول البلطيق