الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
وزارة الثقافة المغربية

الرباط - المغرب اليوم

بعيون مبدعين من فلسطين والجزائر والسودان وكوت ديفوار وفرنسا والمغرب، نوقش، بفاس، سؤال التعدد الثقافي، والتلاقح بين الثقافات، في الدورة الرابعة من مهرجان “الآداب المرتحلة”، الذي يجمع 40 قلما عالميا بمدينة من مدن المملكة.بندوتين، أولاهما بالعربية والتالية بالفرنسية، اُفتتح معرض للكتاب يحضر فيه الكاتب مع كتبه، بفضاء “جنان السبيل”، في الدورة الجديدة التي اختارت عنوانا لها شعار “من ثقافة إلى أخرى”.

عبد العزيز بركة ساكن، روائي من السودان، تحدث عن “التعقيد الكبير جدا لموضوع التنوع عند الكاتب السوداني”، وعمقه المختلف عنده، نظرا لأن كتابته باللغة العربية “لا تتماشى مع جذوره”.وتحدث بركة عن هجرة عائلته إلى الحجاز قبل العودة منها أثناء الحرب العالمية الثانية، وإقامتها في إثيوبيا، مع حملها ثقافتها بلغات مختلفة من شرق وغرب إفريقيا، وتابع: “لما أتوا إلى السودان وجدنا لغات مختلفة، وكان لهذا التكوين أثرٌ في كتابتي بصورة واضحة (…) وأهمية فنية في تكويني الشخصيات الروائية التي تتحدث لغاتها المحلية؛ فالشخصية تحكمها اللغة، وأنا غنيمة لغات”.

ومع وجود 120 لغة في السودان و100 قبيلة، يحول هذا المعطى، بالنسبة للمتحدث، دون نسبة الكتابة إلى لغة أو ثقافة، فالكتابات “تنتمي للكاتب”.وفي تفاعل مع القاعة، تساءل بركة: “هل الكُتاب بالفرنسية في المغرب العربي فرنسيون؟ وهل الكتاب بالإنجليزية إنجليز؟ وهل أنا عربي؟”، واسترسل: “هوية الشخص تنبع من اللغة ومن مكانه وأصدقائه ومدارسه والكتب التي قرضها، وهو ما يكوّن هويته.. أنا مجموعة من الهويات المتداخلة المتصالحة المتطاحنة.. العربية جزء من هويتي لا هويتي”.

يوسف زيدان، روائي من مصر، اختلف مع هذه الفكرة، وصعد إلى المنصة معقبا بالقول: “الأدب نتاج القديم، نتيجة لغة، ولا يوجد أدب دولة ولكن يوجد أدب عربي”، واستشهد في هذا السياق بـ”الشاعر” محمود درويش، كما وصفه، وقصيدته التي قال فيها “أنا لغتي”، وأضاف: “اللغة ليست أداة تواصل، بل أداة تفكير، ونفكر من خلال المفردات. كل أديب هو لغته، وربط الأديب بدولته وصف ساذج”.

وحول موضوع الندوتين، رأى زيدان أن الاعتلاء بالذات “خبل إنساني لا ينتهي”، وتابع: “التعدد ليس في اللغات والثقافات فقط، بل فينا، في الفرد الواحد، ويحاسب المرء على مجمل أعماله (أخرويا)؛ والشخص في العشرين يختلف تماما عن الأربعين والسبعين: فعن أي شيء يحاسب؟ (في مرحلة من مراحل عمره). ويقال إن إنسانا متقلبٌ وكأن الأصل في الإنسان الثبات، ولم أر إنسانا ثابتا، والتعدد صفة فعلية في الوعي الإنساني، وغيره مرض نفسي ينبغي أن نقاومه”.وبقصيدة من قصائده، تجول الشاعر الفلسطيني نجوان درويش بالجمهور في تركيب الهوية، ثم اختصاراتها التي نتواطأ على اعتبارها “نحن”.زينب لعوج، شاعرة جزائرية، استهلت حديثها بتذكر “بلدها الثاني المغرب”، نظرا لنشأتها بوجدة، قرب الحدود بين البلدين.

وقالت المتدخلة: “إن الإنسان تراكم ثقافي وسياسي وحضاري… وبدونه لا يمكن أن نبدأ شيئا جديدا؛ فالمخزون الإنساني الذي يرجع إلى عصور نجهلها يسري في دمنا بطريقة أو أخرى، وبعد لغة الإشارات والأصوات الأثرُ الأول للشعر، منذ التنويمات أو التهويدات التي هي شعر أمهاتنا وجداتنا”.وواصلت المتحدثة: “نصبو إلى تقاسم هذا التراكم مع الآخر (…) وينبغي تعليم أطفالنا تقبل الآخر، والابتعاد عن الأفكار المسبقة القاتلة. ولا يمكن تجريم ثقافة من الثقافات واللغات والأديان، بل أن نجرم الخطاب حولها الذي يستغلها ليدعو إلى العنف”، واستمرت قائلة: “في مدارسنا نخلق طفلا ليقوم بدوره بعد سنوات، وليغير الذهنيات، وذلك عبر تدريس القيم الإنسانية، وتعليمه خلق مجتمع جديد يمكنه تغيير ما لم نتمكن من تغييره”.

وللدلالة على إلحاح مقصد تغيير الذهنيات استحضرت الشاعرة مآسي وقعت في الجزائر، “من قبيل منع بعض الكتب خلال تصاعد التيار الإسلاموي، من طرف أشخاصٍ لا من طرف السلطة، فمنعت كتب من طرف مدرسين وأئمة لا علاقة لهم بالأدب، وكانت هناك قائمة من الكتب التي لا يمكن أن تدرّس، كما منعت الفلسفة في بعض المعاهد”.

قد يهمك ايضاً

فرقة سوهاج للفنون الشعبية تشارك في معرض للكتاب المستعمل

افتتاح معرض للكتاب في الجهة الشرقية تحت شعار "جهة تقرأ جهة تتطور"

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الساحة الرضوانية في ضيافة وزارة الثقافة المصرية بقبة الغوري
أولويات ميزانية الثقافة والتواصل تثمين سجلماسة ومعرضان للألعاب والإعلام
ماستر كلاس للمخرج أشرف فايق بمركز الثقافة السينمائية الأربعاء…
24 مدينة مغربية تتدارس عطاء الأديب والناقد برادة
ندوة تناقش أداء نخب العرب في الغرب

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يُهنئ رئيس رومانيا بمناسبة احتفال بلاده…
مجلس التعاون الخليجي يًُؤكد على مواقفه الثابتة الداعمة لمغربية…
رياض المالكي يُشيد بالدعم الذي يُقدمه الملك محمد السادس…
الأونروا تؤكد محاولة إدخال مساعدات إلى غزة لكنها سرقت…

فن وموسيقى

منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…
سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…

أخبار النجوم

إلهام شاهين تكشف عن سعادتها بحصولها على تكريم خاص…
كريم عبد العزيز يتمنى أحدث أفلامه السينمائية "الأرض السوداء"…
شيرين عبد الوهاب تُعبر عن سعادتها بسبب الحفاوة الكبيرة…
المغربية ابتسام تسكت تكشف عن جديدها الفني المُرتقب عرضه

رياضة

محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…
"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل…

الأخبار الأكثر قراءة

أولويات ميزانية الثقافة والتواصل تثمين سجلماسة ومعرضان للألعاب والإعلام
ماستر كلاس للمخرج أشرف فايق بمركز الثقافة السينمائية الأربعاء…
24 مدينة مغربية تتدارس عطاء الأديب والناقد برادة
ندوة تناقش أداء نخب العرب في الغرب