بقلم : جهاد الخازن
قال شاعر:
أكلف نفسي كل يوم وليلة / هموم هوى من لا أفوز بخيره
كما سوّد القصار في الشمس وجهه / حريصاً على تبييض أثواب غيره
وقال آخر:
أيها المدعي سليمى سفاها / لست منها ولا قلامة ظفر
إنما أنت من سليمى كواوٍ / ألحقت في الهجاء ظلما بعمرو
وقال بن عنين:
كأني في الزمان اسم صحيح / جرى فتحكمت فيه العوامل
مزيد في بنيه كواوِ عمرو / وملغى الحظ فيه كراء واصل
وقال الرستمي:
أفي الحق أن يعطى ثلاثون شاعرا / ويحرم ما دون الرضا شاعر مثلي
كما ألحقت واو بعمرو زيادة / وضويق بسم الله في ألف الوصل
وقال العباس بن الأحنف:
صرت كأني ذبالة نصبت / تضيء للناس وهي تحترق
وقال غيره:
يفني الحريص بجمع المال مدته / وللحوادث ما يبقي وما يدع
كدودة القز ما تحويه يهلكها / وغيرها بالذي تحويه ينتفع
وقال آخر:
وما مثله إلا كفارغ حمص / خليّ من المعنى ولكن يفرقع
وقال أحدهم:
ولله مني جانب لا أضيعه / وللهو مني والبطالة جانب
وقال اسماعيل الناشئ:
ولا تجزعنّ على أيكةٍ / أبت أن تظلك أغصانها
وقال غيره:
إذا لم يكن فيكنّ ظل ولا جنى / فأبعدكنّ الله من شجرات
وقال آخر:
ما زينة المرء بأثوابه / السر في السكان لا الدار
وقال شاعر:
لعمر أبيك ما نسب المعلى / الى كرم وفي الدنيا كريم
وقال جعفر شمس الخلافة:
هي شدة يأتي الرخاء عقيبها / وأسى يبشر بالسرور العاجل
وإذا نظرت فإن بؤساً زائلاً / للمرء خير من نعيم زائل
وقال شاعر:
وإذا بليت بعسرة فاصبر لها / صبر الكريم فإن ذلك أحزم
لا تشكون الى العباد فإنما / تشكو الرحيم الى الذي لا يرحم
وقال جحظة البرمكي:
إذا الشهر حلّ ولا رزق لي / فعدّي لأيامه باطل