الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
قوات اليونيفيل

بيروت - فادي سماحة

التوجه العلني الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومطالبته بإخلاء جنود حفظ السلام (اليونيفيل) من الجنوب اللبناني، يؤكد إصرار حكومته على التخلص من هذه القوات لغرض احتلال المواقع الاستراتيجية التي تضع فيها مقراتها. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن الإدارة الأميركية تدعم هذا المطلب، لكنها تتحفظ على طرد «اليونيفيل» من مواقعها بالقوة.
وأفادت المصادر بأن الجيش الإسرائيلي الذي يمهد لاجتياح بري جارف في الجنوب اللبناني، يرى في وجود قوات «اليونيفيل» عقبةً أمام تقدمه، وهو لا يكتفي بأن تدخل هذه القوات ثكناتها وتمتنع عن مواجهته، وإنما يريد أن يسيطر على هذه المواقع القائمة على رؤوس الجبال والتلال، ويجعلها مواقع له ليطل من خلالها على جانبي الحدود. كما يريد أن يقيم حزام أمن إسرائيلياً داخل الأراضي اللبناني، على بعد من الحدود، يكون منطقة حرام يُقتل من يدخلها.
وأكدت المصادر أن إسرائيل توجهت إلى قوات «اليونيفيل» في بداية الهجوم الإسرائيلي على لبنان، من خلال العملية التي أطلقت عليها اسم «سهام الشمال»، قبل ثلاثة أسابيع، وطلبت منها إخلاء مواقعها فرفضت. فتوجهت إلى غوتيريش، وهو أيضاً رفض. وقد لجأت إسرائيل عندها إلى استخدام القوة، فدمرت البوابة الرئيسية لموقع «اليونيفيل» في بلدة رامية. وأوقف جنود إسرائيليون حركة لوجيستية تابعة للقوة قرب بلدة ميس الجبل، وأصابت خمسة جنود لـ«اليونيفيل» بجروح واختناقات إثر قصف موقع قريب منهم.
وقد أثار هذا التصرف موجة استنكار في الغرب، وعدَّها غوتيريش «جريمة حرب». واستنكرتها فرنسا والاتحاد الأوروبي. كما أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن «قلق عميق» من نار قوات الجيش الإسرائيلي على مواقع حفظ السلام التابع للأمم المتحدة في لبنان، ولموت جنديين لبنانيين.
وحسب البنتاغون، قال أوستن، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، إن بلاده «ترى أهمية ضمان أمن قوات اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية، وحاجة للانتقال من أعمال عسكرية في لبنان إلى مسار دبلوماسي في أقرب وقت ممكن».
وقد رد عليه غالانت، فقال إن إسرائيل «ستواصل اتخاذ كل الخطوات اللازمة لحماية قوات حفظ السلام المرابطة في جنوب لبنان، رغم التحدي العملياتي بسبب وجود (حزب الله) قرب مواقع اليونيفيل».

وقالت إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك، الاثنين، إن الهجمات الإسرائيلية على بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) تتعارض مع القانون الدولي الإنساني، ويجب أن تتوقف فوراً.
وأكدت الدول الأربع في بيان مشترك على "الدور الأساسي الداعم للاستقرار" الذي تلعبه قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان، مضيفة أن "إسرائيل وأطرافاً أخرى يتعين عليها الحفاظ على سلامة القوات في جميع الأوقات".
وجاءت دعوة الدول الأربع، عقب دعوات مشابهة أطلقتنا العديد من الدول للمطالبة بحماية القوات الأممية في جنوب لبنان، فيما تصر إسرائيل على إخراجهم من مواقعهم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن أفضل طريقة لضمان سلامة قوات اليونيفيل هي "ابتعادهم مؤقتاً عن طريق الأذى"، وذلك بعدما دعاهم في وقت سابق، الأحد، إلى مغادرة المنطقة.
واعتبر نتنياهو أن "اتهام إسرائيل بأنها تعمدت استهداف أفراد من اليونيفيل، هو زائف تماماً"، كما زعم أن "حزب الله استخدم مواقع لليونيفيل غطاء"، في هجماته على إسرائيل، "بما في ذلك هجوماً بمسيرة" استهدفت قاعدة للواء جولاني، وقتلت 4 جنود إسرائيليين.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، طالبت إسرائيل من قوات اليونيفيل الابتعاد لمسافة 5 كيلومترات شمال الخط الأزرق، الذي رسمته الأمم المتحدة ويفصل لبنان عن إسرائيل ومرتفعات الجولان المحتلة.

وأعرب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الاثنين، عن قلقه الشديد بعد تعرض العديد من مواقع اليونيفيل في جنوب لبنان لإطلاق نار.
وفي بيان تبنّته الدول الـ15 بالإجماع، حث مجلس الأمن جميع الأطراف، دون تسميتها، على احترام سلامة وأمن أفراد ومباني اليونيفيل.
وقال المجلس: "يجب ألا تكون قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومباني الأمم المتحدة هدفاً للهجمات"، مؤكداً دعمه لليونيفيل وأهمية العملية للاستقرار الإقليمي.
كما دعا مجلس الأمن إلى التنفيذ الكامل لقراره 1701، الذي تم تبنيه في عام 2006 بهدف الحفاظ على السلام على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وأقر المجلس "بالحاجة إلى مزيد من التدابير العملية لتحقيق هذه النتيجة"، لكنه لم يقدم تفاصيل.
ومنذ أن أطلقت إسرائيل هجومها البري على لبنان في الأول من أكتوبر الجاري، تأثرت مواقع اليونيفيل 20 مرة، بما في ذلك إطلاق النار المباشر، واقتحام دبابتين إسرائيليتين بوابات قاعدة لليونيفيل، الأحد.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحافيين، الاثنين: "أصيب 5 من قوات حفظ السلام خلال هذه الحوادث، بما في ذلك جندي حفظ سلام أصيب برصاصة".

وفي رده على التصريحات الإسرائيلية، قال المتحدث باسم بعثة اليونيفيل أندريا تيننتي، في مقطع مصور على منصة "إكس": "نحن باقون، إننا في جنوب لبنان بموجب تفويض من مجلس الأمن، لذا فإن من المهم الحفاظ على وجود دولي وإبقاء علم الأمم المتحدة في المنطقة".
وأضاف تيننتي: "كانت هناك بعض الهجمات المتعمدة على قواتنا.. الأطراف ملزمة بحماية قوات حفظ السلام وضمان سلامة وأمن قواتنا".
وكانت اليونيفيل، قد ذكرت في بيانات سابقة، أن مقراتها ومواقع تابعة لها في جنوب لبنان على طول "الخط الأزرق"، تعرضت إلى إطلاق نار واقتحامات من قبل الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن عدداً من أفرادها أصيبوا في هذه الهجمات.
وحذّرت اليونيفيل، من أن التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق، سيخلف "دماراً واسع النطاق على المدن والقرى في جنوب لبنان"، لافتةً إلى أن الصواريخ الإسرائيلية لم تتوقف على مدار الأيام الماضية.
كما ذكرت أنه خلال الأيام الماضية شهدت توغلات من الجيش الإسرائيلي في الناقورة ومناطق أخرى، مشيرة إلى أن "المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة تعرض إلى جانب مواقع مجاورة للقصف بشكل متكرر".

وكانت أكثر من 40 دولة حول  العالم، أدانت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، فيما دعت الدول المساهمة في البعثة، إلى إجراء تحقيق مستقل جراء ذلك.
وقالت الدول الـ34 المشاركة في بعثة "اليونيفيل"، في بيان مشترك، الأحد الماضي، إنها "تدين بشدة الهجمات على قوات اليونيفيل، ويجب أن تتوقف مثل هذه الأعمال على الفور، ويجب التحقيق فيها بشكل مناسب".
وذكر البيان الذي نشرته البعثة البولندية لدى الأمم المتحدة: "نعتبر دور اليونيفيل حاسماً بشكل خاص في ضوء الوضع المتصاعد في المنطقة"، كما حث البيان "أطراف النزاع" على ضمان أمن وسلامة أفراد حفظ السلام، ليتمكنوا من مواصلة عملهم في الوساطة ودعم السلام والاستقرار.

كما عبّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، السبت، لنظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، عن قلقه العميق، بشأن إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على مواقع "اليونيفيل".
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية، في بيان، إن أوستن دعا في اتصاله مع جالانت إلى "ضمان سلامة وأمن بعثة قوة حفظ السلام في لبنان والقوات المسلحة اللبنانية".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الأمم المتحدة تؤكد أن قوة اليونيفيل في لبنان تواصل مهامها بكفاءة واقتدار

 

بنيامين نتنياهو يُطالب غوتيريش بإجلاء قوات اليونيفيل من جنوب لبنان فورًا

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

واشنطن للتوصل لإتفاق في غزة وعرقلة وصول المساعدات إلى…
بعد إحتلال المعارضة حلب وحماة موسكو تتصدّى و إيران…
إنطلاق أعمال القمة الخليجية الـ45 وسط تطلعات لتعزيز التعاون…
100 شهيد في القطاع والمقاومة تستهدف الاحتلال في رفح…
اجتماعات القاهرة تبحث مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار في…

اخر الاخبار

رئيس الحكومة المغربية يُمثل الملك محمد السادس في أشغال…
ناصر بوريطة يُجري مباحثات مع نظيرته الإكوادورية حول الارتقاء…
عزيز أخنوش يترأس أول اجتماع لمجلس التوجيه الاستراتيجي لوكالة…
مباحثات بين المفتش العام للقوات المسلحة الملكية ونظيره الفرنسي…

فن وموسيقى

منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…
سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…

أخبار النجوم

سوسن بدر تشارك في عمل درامي ضخم يضم عدداً…
منة فضالي تشوّق الجمهور لمسلسلها الرمضاني"سيد الناس"
وفاء عامر تترك مسلسل "سيد الناس" بسبب الإصابة وتستعد…
بشرى تتألق بين الدراما والجوائز مع عودتها في رمضان…

رياضة

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس…
محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…

صحة وتغذية

إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

الأخبار الأكثر قراءة

G7 تقدم قرضاً بـ50 مليار دولار لأوكرانيا من أموال…
ترمب يتقدم في استطلاعات الرأي وهاريس تصفه بـ"الفاشي" وتدعو…
مدفعية الاحتلال تقصف رفح وغزة وجباليا وصفارات الإنذار تدوي…
ضاحية بيروت الجنوبية تنفث الدخان عقب تعرضها لغارات عنيفة…
غارة على مبنى في كفرسوسة ومقتل عسكري وإصابة 7…