الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
صورة تعبيريه

الرباط - كمال العلمي

إسهاماتٌ مغربية في صنوف متعددة من العلوم والمعارف يحققها ويدرسها كتاب جماعي جديد، صادر عن دار بصمة لصناعة الكتاب، نسقه الباحثان إبراهيم الهرام والخياطي الريفاعي وراجعه الباحث الحسن طالبي.ويضم مؤلف “نصوص مغربية محققة في تاريخ العلوم” دراساتِ وتحقيقات نصوصٍ تعود إلى القرون الثالث عشر والخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر للميلاد.ومن الرياضيات إلى الفلك فالأغذية والنباتات والطب، شارك في الكتاب باحثون ومحققون، هم: إبراهيم بحيات، لبنى العماري، نوال لشهب، ياسين زواكي، الخياطي الريفاعي، محمد أجردي، إبراهيم الهرام، وشاح محمد.

ويجد القارئ في المؤلف اهتماما بأرجوزة في الجَبر والمقابلة، ومنظومة في الكُسور، واهتماما بطرائق التعليم والتأليف الرياضي بالمغرب خلال القرن الخامس عشر الميلادي. ومن بين المحقق من النصوص رسالة في العمل بالأسطرلاب، وأخرى حول آلة الربع المجيب الفلكية. كما تضمن الكتاب رسالة محققة مدروسة في منافع “الأتاي” (الشاي) وبيان طبخه وطريقِ استعماله وسبب ظهوره، وأخرى تضم منظومة تذم القهوة وتحرمها وتوبخ شاربيها.

ويفصح هذا العمل الجماعي عن مشروع من المرتقب أن يستمر لـ”الكشف عن قيمة العلوم التي أنتجت في الغرب الإسلامي، ومعرفة مسارات امتدادها، وتاريخها في مختلف بلاد العالم”.أما المقصد المباشر للمؤلف فهو “إغناء المكتبة المغربية خاصة والعربية عامة بالنصوص العلمية وتقريبها للباحثين من أجل توظيفها في دراسة تراثهم العلمي وتحديد قيمته التاريخية ضمن التراث العلمي العالمي”.

وذكر الكتاب الجماعي في مقدمته بأن التراث العلمي العربي الإسلامي قد شكل “مادة غنية للدراسات التي تُعنى بتتبع نمو التقاليد العلمية وتكونها”، مضيفا أن الدراسات الغربية كان لها “قصب السبق في تحقيق النصوص العلمية العربية التي تنتمي إلى المرحلة الكلاسيكية من تاريخ الحضارة الإسلامية”.ونبه العمل إلى أن “الكثير من الدراسات الاستشراقية للتراث العلمي العربي، التي أنجزت في وقت مبكر، لم تكن منصفة لأسباب كثيرة؛ من بينها التسرع في الحكم على أصالة الإنتاج العلمي لعلماء الحضارة الإسلامية بالاعتماد على نصوص علمية قليلة أو غير تامة، مما جعل معظم أحكام المستشرقين أحكاما متسرعة، بالإضافة إلى الطابع الإيديولوجي الهادف إلى الانتقاص من مساهمة الحضارة العربية الإسلامية في التاريخ العام لتطور العلوم”.

هنا، تبرز، وفق المصدر نفسه، مسؤولية الباحث في الزمن الراهن؛ فهو “مطالب أكثر من أي وقت مضى بمضاعفة المجهودات من أجل التعامل مع النصوص المنشورة نظرا ونقدا وتعليقا، بُغية تحليل محتوياتها واستخراج مكنوناتها ووضعها في إطارها المناسب من تاريخ العلوم العام”، خاصة مع ما توفر اليوم من “قاعدة معطيات مهمة، قوامها النصوص العلمية النقدية” التي بات بإمكان الباحث معها “إعادة دراسة تاريخ الأفكار والنظريات العلمية وتقييمها تقييما موضوعيا”.

وينطلق الكتاب من واقع الغنى الكمي والكيفي للتراث العلمي العربي الذي أُنتج في الحضارة الإسلامية خلال العصرين الوسيط والحديث “استنادا إلى الإحصاءات المتضمنة في الفهارس والدراسات العلمية”، فضلا عن امتداده الزمني والمكاني؛ “فمن حيث الزمان صُنفت النصوص العلمية الأولى منذ أواخر القرن الـ2هـ/ الـ8م إلى حدود الـ8هـ/ الـ14م، ومن حيث المكان انتشرت النصوص العلمية والتراجم من دمشق وبغداد إلى أقصى المراكز العلمية بمرو وخراسان والري والقاهرة والقيروان وفاس وقرطبة وغيرها من المراكز العلمية الإسلامية”.

هنا، أبرز الكتاب ضرورة “استكمال تحقيق ما يمكن تحقيقه من نصوص علمية، مع إعطاء أولوية للنصوص العلمية التي أنتجها علماء الغرب الإسلامي أو النصوص التي كانت تعتبر مدخلا أساسيا لتدريس العلوم وتلقينها للطلاب بالمغرب”؛ وهو ما يفسر اهتمام المنشور الجديد برسائل محققة “تغطي المجالات الأساسية التي كانت تدرس بالمغرب، كالفلك بفروعه (التوقيت، عمل الأسطرلاب)، والرياضيات بفروعها (الحساب والهندسة)، والأغذية والأدوية المفردة”.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

المغربي جمال بوطيّب يقتفي "الكتابة والتأليف" في النص العربي

وكالة الصحافة الفرنسية تتقدم بشكوى ضد شركة "غوغل" وتتهمها بعدم احترام حقوق التأليف

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مصر تضع اللمسات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير أحد…
معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024

اخر الاخبار

عائلات مغربية تأمل تدخلاً ملكياً لإنهاء معاناة أبنائهم العالقين…
انتخاب سويسرا لرئاسة مجلس حقوق الإنسان خلفاً للمملكة المغربية
رئيس الحكومة المغربية يترأس اجتماعاً حول إنعاش التشغيل
الإضراب المفتوح الذي يخوضه مستخدمو الصندوق المغربي للتقاعد يطرق…

فن وموسيقى

المغربية بسمة بوسيل تتحدث عن جوانب من حياتها الشخصية…
الفنانة هند صبري ضمن قائمة أكثر النساء تأثيراً في…
منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال

أخبار النجوم

إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the…
يسرا تُعبر عن إعجابها الكبير بالأعمال التي يقدمها المخرج…
عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم
منة فضالي تُعرب عن سعادتها بتكريمها في مهرجان the…

رياضة

المغربي أيوب الكعبي يُتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري…
الركراكي يطمح للتتويج ب"كان" 2025 ويؤكد أن المغرب لديه…
المغربي أشرف حكيمي يُتوج بجائزة الأسد الذهبي لسنة 2024
ليفربول يحسم تجديد عقد محمد صلاح لمدة موسمين

صحة وتغذية

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعاً
بعد إقتحام مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة القوات…
التحفيز العميق للدماغ يعيد القدرة على المشي لمريضين مصابين…
إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى

الأخبار الأكثر قراءة

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر…
مؤلفون غربيّون يدعون إلى مقاطعة المراكز الثقافية الإسرائيلية إحتجاجا…
وزير الثقافة يُوجيه بدعم الناشرين لجعل أسعار الكتب في…
جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية
مصر تضع اللمسات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير أحد…