الرباط _ المغرب اليوم
إذا كانت مبيعات السيارات الجديدة في المغرب لا تزال جيدة، فإن شريحة كبيرة من المستهلكين تجذبهم سوق السيارات المستعملة، على الرغم من أن هذا السوق يعتبر "محفوفا بالمخاطر"، بسبب عدم وجود ضمانات كافية للمشترين.فمنذ أن استحوذت مواقع الإعلانات المبوبة على الانترنت، أصبح شراء أو بيع سيارة مستعملة أسهل من أي وقت مضى، خاصة وفي ظل ظروف الإغلاق العالمية.
لقد تغلب النشر الإلكتروني على الوساطة التقليدية للبائعين، مما سمح للعملاء بمشاهدة آلاف الإعلانات في جميع أنحاء المغرب وبالتالي إمكانية وجود مبتغاهم بشكل أفضل وأسرع دون التنقل إلى عين المكان.وقد شهد سوق السلع المستعملة في المغرب أيضا تغييرات عميقة مع وصول الشركات الناشئة الجديدة التي استثمرت في هذا المجال، بتقديم خدمات ذات قيمة عالية قادرة على إحداث ثورة في طبيعة شراء وبيع المنتجات المستعملة.
قام الشاب المغربي نزار عبد اللاوي بإنشاء شركة "كيفال أوتو" متخصصة في هيكلة سوق السيارات المستعملة سنة 2019، تقدم الحل الوحيد في المغرب للمرافقة في بيع وشراء السيارات المستعملة.يقول عبد اللاوي: "إن شركته تقدم الآن الدعم للعملاء، من خلال تقديم استشارات عن المركبات المتوفرة على منصتها مع تقديم كافة التفاصيل الفنية، وكذا تنظيم لقاء مع بائع السيارة، والتفاوض على السعر، والتحضير الإداري لمستندات شراء السيارة".
وأضاف: "لتقليل مخاطر عدم رضا العملاء، وضعت الشركة معايير صارمة للسيارات المؤهلة على منصتها، والتي لا يمكن أن تتجاوز 10 سنوات ويبلغ الحد الأقصى لعدد الأميال 200 ألف كيلومتر".وأوضح عبد اللاوي "أن وضع الشراء الإلكتروني شاع خلال الأزمة الصحية لانتشار وباء "كورونا"، حيث سيطرت التكنولوجيا الرقمية إلى حد كبير في تغيير نمط الشراء على كافة الأصعدة".
وقال: "منصتنا جعلت من الممكن تنظيم جولات افتراضية وإجراء معاملات عند بعد، وفقا للإجراءات الصحية المعمول بها".ووفقا لعبد اللاوي "فإن سوق السلع المستعملة نجا من الآثار السلبية التي تسببت فيها أزمة فيروس"كورونا"، حيث سمحت فترة الحجر وإغلاق أماكن الترفيه للعديد من الأشخاص بإدخار مبالغ استثمروها في شراء أو تغيير سياراتهم".
ومن ناحية أخرى، اضطر الأفراد الآخرون الذين انخفضت مداخيلهم بعد انتشار الوباء إلى خفض مستوى معيشتهم، وبالتالي بيع سياراتهم الفاخرة أو باهظة الثمن، الأمر الذي عزز السوق أكثر".ولفت عبد اللاوي إلى "أنه بالإضافة إلى تعطيل المواصلات العامة وزيادة مخاطر التلوث في التجمعات، مما يجعل الناس أكثر عرضة لشراء السيارات للتخفيف من هذه الظروف".ومن جهة أخرى، عبر السيد عبد اللاوي عن أسفه لمحدودية تمويل شراء السيارات المستعملة على عكس السوق الجديد، وقال "إن التمويل أحد العقبات الرئيسية أمام تطوير سوق السيارات المستعملة في المغرب".
قد يهمك أيضا: