الرباط - المغرب اليوم
مآسٍ أسرية خلقتها أزمة جائحة فيروس "كورونا" وحالة الحذر التي رافقتها، من آخر فصولها رفض إدخال جثث مغاربة توفّوا خارج بلدهم بأدواء أخرى لا علاقة لها بالوباء المستجد وبعد بحثٍ مضنٍ عن حلّ لإعادة الرّاحلين إلى أرض الوطن حتى يُدفنوا قرب عائلاتهم، ظنّت الأسر لوهلة أنّ الفرج قد جاء مع طائرة لنقل البضائع؛ لكن رُفض استقبال الجثث بعدما حطّت في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء الحبيب حكيم، ابن سيّدة توفيت بإيطاليا بمرض التليف الرئوي، قال إنّ العائلة قد حجزت عبر وكالةٍ رحلة كان من المفترض أن تأتي بجثّة الفقيدة إلى المغرب، عبر تركيا، وهو ما تمّ فعلا بعدما أدّت ثمن التذكرة، وجاءت مع ثلاث جثث أخرى، من إيطاليا وفرنسا وإنجلترا.
وذكر حكيم أنّ الغريب في الأمر هو أنّ السلطات الصحية رفضت دخول هذه الجثث إلى المغرب، علما أنّها كلها وفيات لا علاقة لها بوباء "كورونا"، قبل أن يتمّ إخبار العائلات بإعادة الجثث في الطائرة نفسها التي جاءت بها إلى تركيا عمق المشكل، وفق ابن الفقيدة، هو غياب أي حلّ لهذه النازلة؛ فجثّة أمّه لن تعود إلى إيطاليا بعد خروجها منها، في غالب الأمر، و"لا نعرف ما الذي سيُفعَل بالجثث في تركيا" وذكر المتحدّث أنّ العائلات تواصلت، بعد وصول جثث الراحلين إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، مع مسؤول من الخطوط الجوية الملكية المغربية، وطلب منهم الانتظار إلى حين إحضار ملفّاتهم، ثم قال إنّ هناك أربع جثث في الطائرة؛ لكن الجمارك ووزارة الصحة ووزارة الداخلية يناقشون الموضوع، قبل أن يخبرهم المسؤول سالف الذكر بأنّ لا أحد أراد أخذ مسؤولية إنزال الجثث، لوجود قرار بعدم القيام بذلك، وأن الجثث ستتمّ إعادتها في الطائرة نفسها.
ويتساءل الحبيب حكيم عن مصير الجثث بعد ثلاثة أيام حاولوا فيها التواصل بحثا عن حلّ، مضيفا أنّ الأسر الأخرى تنتظر بدورها حلا لدفن موتاها بأرض الوطن تجدر الإشارة إلى أنّ معاناة عائلة الحبيب حكيم قد بدأت قبل أربعة أشهر عندما تبيّنت معاناة الأمّ الراحلة من مرض التليف الرئوي وهي بالمغرب، فأخذها أبناؤها الذين يقطن بعضهم بإيطاليا إلى هذا البلد الأوروبي، قبل أن تتوفّى بالمرض الذي عانت منه، في فترة تزامنت مع الحجر الصحي بفعل انتشار "كورونا" وقد أعلن المغرب، منذ أسبوعين، تعليقه جميع الرحلات من وإلى المملكة إلى حين إشعار آخر، في إطار الإجراءات التي تقي من انتشار "كوفيد 19".
قد يهمك ايضـــًا :
الحكومة المغربية تسنّ أحكامًا خاصّة بحالة الطوارئ الصحية في البلاد