الرئيسية » مقابلات
الدكتورة زينب مهدي

القاهرة - شيماء مكاوي

كشفت خبيرة التنمية البشرية والمعالجة النفسية الدكتورة زينب مهدي، أن عدوانية الطفل وتمرد المراهق ترجع إلى مشاهدة مسلسلات وأفلام الرعب.

وذكرت في حديث خاص لـ"المغرب اليوم"، أن وسائل الإعلام هي من أهم الوسائل التي تؤثر في تنشئة الطفل حيث أنها تدخل مباشرة على مستويات العقل لديه وترتكز بداخلها حتى يصعب أن الطفل يتخلص منها إلا بعد فترة كبيرة من تعديل السلوك حتى نستطيع تبديل السلوكيات التي امتصها الطفل من وسائل الإعلام سواء أفلام بأنواعها أو موسيقى أو برامج غير هادفة، فوسائل الإعلام تضم العديد من الأفلام ومن أكثرها تأثيرًا على الطفل هي الأفلام المرعبة التي تضم مشاهد الدماء والقتل ومشاهد جراحية ليس من المفترض أن يشاهدها الطفل مثل الذبح وغيرها ومن هنا تأتي الأم وتشكو لماذا يفعل ابني هذا السلوك العنيف ؟ وتبدأ تطرح العديد من الأسئلة ولكن للأسف نجد أن الطفل يشاهد أفلام الرعب.
 
وأضاف "للأسف قابلت إحدى الحالات التي كانت تتردد على العيادة النفسية وكانت تريد حل مشكلة ابنها والذي كان عندما يستيقظ  يريد أن يذبحها بالسكين مثلما يرى في أفلام الرعب ولكن للأسف كان ردها أنها كانت تتعمد أن يرى الولد هذه الأفلام حتى تقوي ثقته بنفسه ويقلل من شدة خوفه من أقل الأشياء ولكن للأسف تم التوجيه من الأم بشكل سلبي تمامًا وخاطئ جدًا لأنه ببساطة لا يوجد علاقة بين هذا وذاك لأن الثقة بالنفس لم تنم بهذه الطريقة إطلاقًا حيث أن الأم للأسف بهذه الطريقة تدفع الطفل إلي العدوانية والدموية الزائدة التي تجعله مع الدخول في باقي المراحل النمائية التالية مثل المراهقة والشباب إنسان مجرم ولا يوجد في قلبه معنى احترام القوانين لأنه تربى على أن هذه المناظر المضادة للإنسانية هي شئ عادي جدًا".

أبرزت الدكتورة زينب "كيفية تأثير هذه الأفلام علي سيكولوجية الإنسان فأوضحت قائلة "هذه الأفلام بها طاقات سلبية لا حصر لها وعندما يشاهدها الإنسان  فإنه يحدث له حالة من الحالتين إما أنه يصاب بالخوف الشديد وبالتالي تقل الثقة بالنفس ويزداد الخوف ويصاب الإنسان مع تطور العمر بالرهاب الشديد الذي يحتاج إلى علاج نفسي، والحالة الثانية هي حب الاستطلاع والفضول في أن الطفل أو المراهق يريد أن يخوض التجربة بنفسه وهذا للأسف يرجع إلى أن هذه الأفلام تحتوي على رسائل تنويمية تدفع الإنسان إلى خوض التجربة بنفسه على الرغم من أنها تجربة مخيفة ولكن مثيرة ومن هنا نصل إلى شئ خطير وهو أن السر في مشاهدة هذه الأفلام والتأثر بها أنها تعتمد على التشويق والإثارة التي ليس لها حدود وهذه الإثارة هي أساس الإنسان لأن أي سلوك يفعله الإنسان قائم على الإثارة والتشويق وبالتالي سوف يكون الطفل قد وقع في دائرة هذه الرسائل التنويمية التي تدخل مباشرة على العقل الباطن ويتم ترجمة هذا الشئ في تكرار مشاهدة الطفل في حلمه مشاهد مرعبة أيضًا وهذا لسبب ارتكاز هذه الأفلام في العقل الباطن الذي لا يتخلص منه الإنسان إلى الأبد.

أما عن  علاج العدوانية عند الطفل فتقول " في البداية لا بد من وضع عدة علامات تشخيصية حتى نشخص الطفل بأنه عدواني وسلوكه مخرب مثل استمرار الطفل في ممارسة السلوك العنيف مع الوالدين وأخوته داخل المنزل أو لديه القدرة على إيذاء نفسه مثل تجريح يده أو أي جزء من جسمه وهو لا يشعر بدرجة الألم أو استمرارية تكسير الزجاج الموجود في المنزل وعدم الاستسلام لسلطة الوالدين، ومن علاماته أيضًا أن المعلمين في مدرسته يشكوون منه لأنه ليس مطيعًا ووارد جدًا أنه يتعمد توبيخهم.

وتابعت خبيرة التنمية البشرية أن خطوات العلاج تبدأ من الأم إذ تخضع أطفالها للفحص الطبي حتى تتأكد أن هذا السلوك ليس له أي أساس عضوي مرضي يدفع الطفل لفعل مثل هذه السلوكيات وعندما تتأكد أن المخ والغدد الصماء سليمة فلا بد أن تتوجه إلى العيادة النفسية لمعالجة هذه المشكلة مع العلم أن تلك المشكلة لم يتم حلها في يوم أو اثنين ولكن تستمر لعدة أشهر وممكن لسنوات حسب استجابة الطفل للعلاج السلوكي وتعديل السلوك ولابد للوالدين يتقبلا أن ابنهما في حالة مرض لأن تقبلهما لهذا الشئ سوف يسهل عملية العلاج، وعدم توجيه أي أوامر للطفل من أي نوع أي طلب تطلبه الأم من الطفل لا بد أن يكون بشكل غير مباشر حتى لا يستشف الطفل أن الأم تحتاج إلى هذا الشئ فيبدأ في رحلة العناد معها وبالتالي تبدأ المشاجرات بينهما، ويجب إشراك الطفل في ألعاب رياضية حتى يفرغ هذه الطاقة السلبية في شئ يعود عليه بالنفع.

وأشارت إلى أن الطفل العدواني عندما يشعر بأن الأب والأم يقدمان له الاحترام ولكن دون تفريط يبدأ في التراجع عن كل السلوكيات العدوانية التي يفعلها، والخطوات السابقة يجب أن تنفذ مع مراعاة تعزيز السلوك الإيجابي للطفل حتى يبدأ الطفل في تكرير السلوك الإيجابي لأنه يعقبه البعد عن السلوك العدواني الذي يعقبه عقاب وإيذاء سواء إيذاء بدني أو معنوي.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نصائح تجعل المشي في المولات رياضة مفيدة
متحور "كورونا" الجديد ينتشر حول العالم دون أن يشكل…
نصائح طبية للتعامل مع الإمساك لدى الأطفال حديثي الولادة
نصائح مهمة لتجنب مضاعفات مرض السكري
أخصائية تكشف فيتامينات مهمة لخسارة الوزن

اخر الاخبار

جلسة طارئة لمجلس الأمن تطالب بخفض التوتر في سوريا…
حماس تعلن عدد الرهائن الذين قتلوا في حرب غزة
قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب…
الملك محمد السادس يُهنئ رئيس رومانيا بمناسبة احتفال بلاده…

فن وموسيقى

منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…
سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…

أخبار النجوم

وفاء عامر تترك مسلسل "سيد الناس" بسبب الإصابة وتستعد…
بشرى تتألق بين الدراما والجوائز مع عودتها في رمضان…
هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة
ليلى علوي توجه رسالة دعم لمنى زكي والأخيرة ترد…

رياضة

محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…
"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

صحة وتغذية

إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

الأخبار الأكثر قراءة