الرئيسية » تحقيقات
العلم المغربي

الرباط - كمال العلمي

من المتوقع أن يؤدي تولا تينوبو، الرئيس النيجيري المنتخب حديثا، اليمين الدستورية اليوم الاثنين؛ في حفل لتنصيبه خلفا للرئيس الأسبق محمد بخاري؛ بحضور رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، الذي يمثل الملك محمد السادس في هذا الموعد.وأكدت وسائل إعلام نيجيرية وصول وفود مجموعة من الدول الأوربية والإفريقية إلى أبوجا، لحضور مراسيم الحفل الذي يقام في “ساحة النسر” وسط العاصمة.المصادر ذاتها أفادت بأن وفودا أكثر من 65 دولة سيحضرون مراسيم تنصيب الرئيس الجديد، منها 54 دولة إفريقية؛ بحضور وفد مغربي يثمن العلاقات التاريخية والشراكات متعددة المستويات التي تربط نيجيريا والمملكة.

وشهدت العلاقات بين البلدين، خلال السنوات الأخيرة، تطورا ملحوظا توج بإطلاق مشروع أنبوب الغاز الذي سيعبر أراضي دول إفريقية عديدة، خلال زيارة للملك محمد السادس إلى نيجيريا في العام 2016، إضافة إلى التعاون في الشأن الديني الذي يعود إلى عقود؛ وذلك بالرغم من أن نيجيريا واحدة من الدول القلائل التي ما زالت تعترف بـ”جمهورية البوليساريو”.في عهد الرئيس السابق، محمد بخاري، أصبح المغرب شريكا اقتصاديا مهما لأبوجا في إفريقيا؛ فيما يتوقع مراقبون أن يواصل الرئيس الحالي، الذي ينتمي إلى نفس حزب بخاري، نهج سلفه وتعميق الشراكة مع المغرب والاستفادة من التجربة الأمنية والاقتصادية للمملكة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها القارة الإفريقية والتحدي الأمني المرتبط بنشاط “الجماعات الإرهابية” على الأراضي النيجيرية.

ولم يستبعد محللون أن تنعكس هذه الشراكات على المواقف السياسية لنيجيريا بشأن قضية الوحدة الترابية للمملكة، وبالتالي سحب الاعتراف بجبهة “البوليساريو”، حفاظا على مصالحها القومية التي أصبحت مرتبطة أكثر مع شريكها المغرب، في الوقت الذي كانت إلى وقت قريب شريكا مهما للجزائر، والتي يبدو أن مشروع أنبوبها مع نيجيريا يواجه تحديات كبيرة في التمويل، إضافة إلى التعقيدات الأمنية المرتبطة بنشاط الجماعات المسلحة على طول المناطق التي تفصل بين البلدين.

العلاقات القوية والروابط التاريخية
خالد الشرقاوي السموني، رئيس مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن “العلاقات المغربية النيجيرية تاريخية وضاربة في عمق التاريخ، إذ ترجع إلى حقبة مملكتي بورنو وسوكوتو اللتين كانت تجمعهما روابط عميقة مع المغاربة وتوطدت هذه العلاقات أكثر عبر القوافل التجارية العابرة للصحراء”.على المستوى الاقتصادي والفلاحي، أورد السموني أن “البلدين تجمعهما شراكات واتفاقات عديدة. وقد دشن المكتب الشريف للفوسفاط، في العام الماضي، أول مصنع متطور له لمزج الأسمدة في إفريقيا بكادونا شمال نيجيريا، إضافة إلى مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي الأكبر من نوعه على مستوى القارة”.

وتابع السموني، في تصريح، أن “كلا البلدين أبانا عن عزمهما المشترك على مواصلة تعزيز علاقات التعاون الثنائي وتعميقها لتشمل مختلف المجالات خدمة لمصالح البلدين ومساهمة في تنمية القارة الإفريقية”.وحول موقف نيجيريا من قضية الصحراء المغربية، أكد المتحدث عينه أن “الرئيس الحالي سيحذو حذو سلفه وسيعمل على الانفتاح أكثر على المملكة. كما أن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتعاونهما في مجالات عديدة، على غرار المجال الأمني والفلاحي والطاقي، سيدفع الطرف النيجيري إلى إعادة مراجعة مواقفه تجاه الوحدة الترابية للمغرب”.

التعاون الأمني وسحب الاعتراف
قالت كريمة غانم، رئيسة المركز الدولي للدبلوماسية، إن “نيجيريا أصبحت ترى المملكة حليفا استراتيجيا لها سياسيا واقتصاديا أكثر من كونه منافسا يمكن أن ينتزع منها ريادة غرب إفريقيا، خصوصا أن المغرب أول مستثمر في هذه المنطقة”.وشددت غانم على أنه “بالرغم من أن نيجيريا ما زالت تعترف رسميا بجبهة البوليساريو فإن مواقفها لم تعد معادية للمغرب كما كانت من قبل إبان اصطفافها في التحالف الجزائري الجنوب إفريقي، وأرسلت أبوجا مجموعة من الإشارات إلى المغرب في هذا الصدد”.

وأوردت المتحدثة عينها أن “مسألة سحب الاعتراف تتطلب وقتا، كما أن هناك جهودا كبيرة تُبذل على المستوى الرسمي؛ لكن يجب أن توازيها جهود أخرى على المستوى الشعبي في إطار الدبلوماسية الموازية والإنسانية والاقتصادية والثقافية”.وتعليقا على التحديات الأمنية التي تعرفها نيجيريا، أكدت رئيسة المركز الدولي للدبلوماسية أن “المغرب يمكن أن ينقل تجربته في محاربة التطرف الديني، من خلال تبادل الخبرات التقنية والتعاون الأمني في مكافحة الظاهرة الإرهابية التي تعاني منها نيجريا”.وتابعت أن “هذا التعاون من شأنه أن يغيّر موقف هذا البلد من القضية الوطنية، أو على الأقل دفع أبوجا إلى الحياد الإيجابي تمهيدا لسحب اعترافها بالبوليساريو والذي يتطلب وقتا لكي تكون مسطرة السحب متماشية في الشكل والمضمون مع القوانين الداخلية لهذا البلد تفاديا لتكرار ما حصل مع كينيا”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الملك محمد السادس يُشيد بالتعاون بين المملكة المغربية وجمهورية إثيوبيا

عزيز أخنوش يُمثل الملك محمد السادس في مراسيم تنصيب الرئيس النيجيري الجديد

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

جدل في ألمانيا حول مستقبل مليون لاجئ سوري قبيل…
الولايات المتحدة تحقّق في رفض موانئ إسبانيا استقبال سفن…
واشنطن ترفض بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة
منظمة الفاو تؤكد أن فرص توافر الغذاء في أدنى…
الجيش الإسرائيلي أنشأ 19 قاعدة عسكرية في قطاع غزة

اخر الاخبار

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
القوات الروسية تستولا على 3 قرى بالقرب من مدينة…
رياض مزور ينفي صحة الأخبار والمعطيات المتداولة بخصوص خلاف…
وقفات مغربية تًواصل دعم فلسطين وتُندد بحرب الإبادة المستمرة…

فن وموسيقى

المغربية سميرة سعيد تسّتعيد ذكريات طفولتها وشغف البدايات بفيديو…
المغربية جنات تكشف عن موقفها من إجراء عمليات التجميل…
لطيفة أحرار تؤكد أن الجمهور الذي يعرفها فقط كفنانة…
وفاة الأب الروحي للأغنية الشعبية في مصر أحمد عدوية…

أخبار النجوم

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغربية أسماء لمنور تُصدر أحدث أعمالها الغنائية باللهجة الخليجية…
"نانسي عجرم تفاجئ جمهور موسم الرياض بالقفز من المسرح"
"ياسمين عبدالعزيز تستعد لدراما رمضان 2025 بعد غيابها الموسم…

رياضة

المغربي حكيم زياش يشترط على غلطة سراي الحصول على…
البرازيلي فينيسيوس جونيور يُتوج بجائزة غلوب سوكر لأفضل لاعب…
المغربي أيوب الكعبي ضمن قائمة أفضل هدافي الدوريات الأوروبية
محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…

صحة وتغذية

المغرب يُعزز مكانته كمُصدٍر رئيسي للخضراوات الطازجة إلى بريطانيا
وزير الصحة المغربي يُطالب باليقظة لمواجهة مضاعفات داء الحصبة…
دراسة تكشف أن أمراض القلب تُزيد من خطر الإصابة…
المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

الأخبار الأكثر قراءة

مسودّة الاتفاق الذي تم التوصّل إليه بين حزب الله…
تقرير سري لـ"البنتاغون" يكشف عن أعطال في المقاتلة "إف-35"…
إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7…
منظمة الغذاء العالمي تكشف أن إسرائيل تقيد عمل المخابز…
اعتقال عاصف رحمن المسؤول في الـ "سي آي أيه"…