الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
أيدل كاسترو والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي

تونس - كمال السليمي

وجد الرئيس التونسي بورقيبة والعقيد القذافي نفسيهما في المعسكر نفسه يعليان الصوت للطعن في القوتين العالميتين سواء روسيا أو أميركا، فيما أدان فيديل كاسترو الميل المتزايد في حركة عدم الانحياز إلى "نسيان الخدمات الاستثنائية التي قدمها الاتحاد السوفييتي لهم والفجوة العميقة بين الإمبريالية الأميركية والاتحاد السوفيتي".

وبدأ الجدل في جلسة ليلة الثامن من أيلول / سبتمبر 1973 في مؤتمر دول عدم الانحياز عندما قدم العقيد القذافي خطابًا طويلًا وساذجًا وغير مترابط دعا فيه دول عدم الانحياز إلى أن تسعى لتحقيق أهداف الثورة الليبية.

ووجد الرئيس بورقيبة المريض القوة للتحدث لأكثر من ساعة ونصف حول ضرورة إدراك دول عدم الانحياز، أن تخفيف حدة التوتر بين القوتين العظمتين جلبت منافع قليلة لدول العالم الثالث.

وأفاد بورقيبة خلال خطابه: "بعد أن كنا ضحايا للحرب الباردة، نشهد اليوم حالة من الغزل بين القوتين، تعمل الولايات المتحدة بقوتها ومصادرها لتحسين النمو الاقتصادي للاتحاد السوفيتي بدلًا من العالم الثالث".

واسترسل متحدثًا عن غرور القوتين العظمتين ونفقاتهما للتسلح وتبذير مجتمعاتها الاستهلاكية في حين أنهم كانوا كل الوقت يسمحون للعالم الثالث فقط "بالعيش الكفاف".

وساد التوتر جو المؤتمر، خصوصًا عندما اعتلى فيديل كاسترو المنصة بعد بورقيبة وأعلن على الفور أن كوبا كانت "بلدًا اشتراكيًا ماركسيًا لينينيًا شيوعيًا"، وقبل أن يتمكن من المتابعة انطفأت الأنوار، وعلق كاسترو بطرافة: "هذا تخريب إمبريالي".

وكان الرئيس الجزائري بومدين والذي يكن القليل من التعاطف تجاه موقف كاسترو الموالي لروسيا شعر ببعض الحرج من هذا الخطأ الفني بعد عودة الأنوار ثانية، ونجح العقيد القذافي بالتسلل خارجًا وبهدوء في الظلام، إلا أن الرئيس بورقيبة أوقفه أثناء تسلله في اللحظة التي عادت فيها الأضواء.

وطالب كاسترو دول عدم الانحياز أن تعود إلى رشدها وتعرف من أعدائها ومن أصدقائها، مشيرًا إلى أن نظرية "الإمبرياليتين" ليست سوى فكرة خطيرة تسوقها أميركا، وبالرغم من أن كاسترو لم يشر إشارة مباشرة إلى الصين، إلا أنه قاوم بشكل مباشر وجهة نظر الكثيرين هناك، والتي تدعمها بكين بأن حركة عدم الانحياز تمثل قوة لمكافحة الفقر ليجدوا مكانًا أفضل لأنفسهم في عالم تهيم عليه كل من الولايات المتحدة الأميركية والصين.

وحث كاسترو دول عدم الانحياز لتكون أكثر قدرة على تمييز عضويتها والبحث عن الكيف وليس عن الكم وقبول وجهة النظر السوفيتية بأن العالم مقسوم بين "ملائكة تقدميين ماركسيين لينينيين" و"شياطين إمبرياليين ورجعيين".

وفي الوقت الذي أنهى كاسترو خطابه صاح الأمير الكمبودي سيهانوك من مقعده متسائلًا: "لماذا؟ إذا كانت روسيا نبيلة إلى هذا الحد لماذا تعترف بلون نول بدل أن تعترف بحكومته؟".

وكان هذا السؤال بلاغيًا ولم يكن لدى كاسترو أي إجابة، إلا أن الأمير وضع أصبعًا على واحدة من الأسباب التي تجعل الكثيرين يعتقدون بوجود تواطؤ بين موسكو وواشنطن ويتساءلون عن حسن نية الاتحاد السوفيتي.

وأدلى العقيد القذافي في وقت لاحق، أن لا مكان لكوبا في منظمة دول عدم الانحياز وصرّح: "ليس لدينا اعتراض على ما يفعله كاسترو في بلاده، لكن كوبا دولة شيوعية ونحن نعترض على عضويتها في دول عدم الانحياز"، وذلك كرد على دفاع كاسترو عن الاتحاد السوفيتي.

وسعى الزعيم الليبي مرارًا وتكرارًا إلى التمييز بين الاشتراكية والشيوعية، وشرح معبرًا: "القران هو مصدر الاشتراكية الليبية وليس الماركسية اللينينية".

وأصر القذافي كما الحال في خطابه أمام المؤتمر في اليوم السابق، أن هناك فرقًا صغيرًا بين أميركا والاتحاد السوفييتي، وأنه كان من الخطأ الاقتراح "كما فعل كاسترو" بوجود كتلتين واحدة شيوعية والأخرى رأس مالية. 

وتابع القذافي: "الرأسمالية ليست رأسمالية والشيوعية ليست شيوعية، وعلى الدول الحرة أن تبقى بعيدة عن كلتيهما على حد سواء، الحرية تعني الحرية الاقتصادية وحرية الخيار السياسي وملكية الدولة لمواردها والثورة الثقافية".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

بهدف إحكام سيطرته نتنياهو لاقامة هيئة استخبارات تلزم الجيش…
مجلس الشيوخ الأميركي يدرس اتخاذ إجراءات لحظر بعض مبيعات…
نتنياهو يؤكد أن إسرائيل دمرت 80% من المنظومة الصاروخية…
بنيامين نتنياهو يُؤكد أن إسرائيل بحاجه إلى سيطرة أمنية…
أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات…

اخر الاخبار

48 مدينة مغربية تشهد 105 مظاهرات دعماً لقطاع غزة…
المملكة المغربية تُجدد التزامها بكرامة الإنسان خلال المؤتمر الدولي…
وزير العدل المغربي يُجري مباحثات مع نظيره المصري حول…
انطلاق أشغال الدورة العادية ال34 للمجلس العلمي الأعلى في…

فن وموسيقى

حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…
سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…
المغربية فاطمة الزهراء العروسي تكشف عن استعدادها لخوض تجربة…
منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…

أخبار النجوم

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي…
ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…

رياضة

3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…
"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…
مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…

صحة وتغذية

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل…
التغذية السليمة سر الحفاظ على صحة العين والوقاية من…
أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الدفاع الأميركي يُعلن رسمياً نشر منظومة ثاد المضادة…
خامنئي يؤكد أن استشهاد السنوار لن يوقف محور المقاومة…
رئيسة الوزراء الإيطالية من بيروت تستنكر إستهداف القوات الدولية…
جو بايدن يآمل أن يُنهي نتنياهو الحرب في غزة…
نعيم قاسم يعلن دخول طهران حرباً مباشرة مع إسرائيل…