الرئيسية » سياحة وسفر
فندق المامونية من أشهر معالم مدينة مراكش

مراكش - ثورية إيشرم

يعتبر فندق المامونية من أشهر معالم مدينة مراكش، لامتلاكه من الروعة والترف ما جعله الفندق المُفضَّل لدى الكثير من الشخصيات العالمية، فهو يتفرد بديكور من مدرسة فيينا، وكل قطعة أثاث فيه، تحمل شهادة بأصالتها، وصنَّفته مجلة "كوندي ناست" المسافر، من بين أفخر 14 فندقًا في العالم، ويستمد فندق المامونية، اسمه من حدائقه التي عرفت بـ"حدائق المامون"، خلال القرن الثامن عشر، وكانت تلك الحدائق ملك الأمير مولاي مأمون، الابن الرابع للسلطان، سيدي محمد بن عبدالله، الذي تولى الحكم خلال القرن الثامن عشر، وكان من عادات السلطان محمد بن عبدالله أن يُهدي بيتًا وحديقة، لكل واحد من أبنائه عند زواجه.
وشكَّلتْ تلك الحدائق الغنَّاء هدية زواج الأمير مأمون، الذي أطلق عليها اسمه، ولا يزال يحمله الفندق إلى يومنا هذا، ولطالما عُرفت بجمالها ورونقها، وأصبحت مساحتها تتعدى سبعة هكتارات حاليًا.
ويرجع تصميم هذا الفندق إلى العام 1922، حيث قاما المهندسان Henri Prost Antoine Marchisio  بتصميم هذا الصرح الذي يجمع بين الهندسة المغربية التقليدية، وآخر المبتكرات في فن الهندسة والديكور، والذي لم تكن غرفه تتعدى المائة لتشهد إضافات ما بين الأعوام 1946 و1953 لتصل إلى 200 غرفة.
وخضع المامونية في العام 1986 إلى عملية تجديد بلورت الصورة، التي هو عليها اليوم، فقد تم توسيع ردهة الاستقبال وتزيينها بالقطع المغربية التقليدية، كما أضيفت الأعمدة والقناطر وأبواب عالية خشبية مرسومة، وتلك التحديثات لا تعني غياب قطع وضعت في العام 1920، لا سيما أن قاعة التشريفات التي تحاكي طراز العام 1920 بحذافيره بقيت كما هي.
والمامونية؛ فندق في تجدد مستمر، مع المحافظة على روح الأصالة والعراقة، فما بين عامي 1922 و2002 شهدت كل غرفه عمليات تحديث لمواكبة آخر التطورات في عالم الفندقة.
وجمال مدينة مراكش، وطابعها المميز، وفرادة المامونية، جعلته قبلة ضيوف تلك المدينة المتوافدين من كل أنحاء العالم، حتى أنه قبل الحرب العالمية الثانية كان الأوروبيون والأميركيون يأتون بقطع من أثاثهم معهم حتى يشعروا بأنهم في ديارهم وسط بيئة في غاية الروعة والجمال، ولم يكن المامونية المكان المُفضَّل لرئيس الوزراء البريطاني، تشرشل فحسب، إنما شكَّل مقر إقامة للرئيس الفرنسي، شارل ديغول، عقب مجيئه إلى مراكش، بعد حضوره قمة الدار البيضاء الشهيرة، التي جمعته والرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت، ويومها أُوصي مدير عام الفندق بسرير يناسب حجم ومقاس ديغول.
وبدأت مراكش وفندق المامونية مع مرور السنوات يجذبان النجوم والمخرجين من هوليوود وفرنسا ليصوروا فيها أعمالهم؛ ففي العام 1953 صوّر Gric Von Strohein فيلم Alerte au Sud، كما اختارت مراكش والمامونية النجمة الألمانية مارلين ديتريش لتصوير فيلم Morocco. وكذلك صوّر فيلم "الرجل الذي يعرف الكثير" للمخرج البريطاني الأسطوري الفرد هيتشكوك، في ربوع مراكش.
ويُخيَّل للداخل إلى فندق المامونية أنه يلج قصرًا من قصور سلاطين الأساطير المغربية، ففي مدخل الفندق تستقبلك واحة من النخيل والخضرة والنفورات، والبوابة الرئيسة يظهر ارتفاعها الشاهق، وقناطرها مزدانة بالرسوم الزيتية والفسيفساء، التي تجسد فن العمارة المغربية في أبهى حلة، حيث المزاوجة بين الطراز الهندسي المغربي والأسلوب الهندسي Art deco الذي عُرف ببساطته وخطوطه العريضة، بالإضافة إلى مزاوجة الخشب مع القماش ما يضفي عليه الدفء والفخامة.
وأبرز ما يشتهر به هذا الفندق حدائقه وأجنحته، فالبعض منها غير عادية، إذ تتخذ طابعًا معينًا ما جعلها تعرف بـ Suites à thème كما يضم 171 غرفة و57 جناحًا من ضمنها 9 أجنحة ذات طابع معين إضافة إلى 3 فيلات.
ومن أشهر الأجنحة "جناح تشرشل"، إكرامًا لرئيس وزراء بريطانيا، لنستون تشرشل، مهندس النصر على النازية، الذي استُوحي من جمال حدائق الفندق إحدى لوحاته، لاسيما وأن تشرشل كان شديد التعلق بمراكش، وكثير التردد عليها، وخلال أحد لقاءاته مع الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت، في العام 1943، حدَّثه عن مراكش قائلًا، "هي واحدة من بين أجمل الأماكن في العالم".
وتم استحداث جناح ذي طابع إنكليزي؛ ليحمل نبض إنكلترا وروح تشرشل، من حيث الأثاث، لاسيما الأرائك المصنوعة من الجلد، والمكتب المتميز بالخشب المستوحى من العهد الفيكتوري، ويتخطى هذا الجناح المفهوم العادي للأجنحة، ليصبح متحفًا صغيرًا خاصًا بمقتنيات تشرشل، لاسيما وأن قبعته ومظلته لا زالتا موجودتين شاهدتين على زياراته، إضافةً إلى لوحة غير مكتملة رسمها مستوحاة من جمالية حدائق المامونية، ونشاهد في متحف تشرشل في بريطانيا الكثير من اللوحات التي صور فيها حدائق المامونية.
وفندق المانونية ذو أجنحة كثيرة، منها؛ المغربي، والشرقي، وتحتوي على الكثير من الأثاث والمتاحف التي تعود إلى عصر لويس الخامس عشر، وحقبة أمبير، وكلها عناصر تضفي على الأجنحة فخامة لا مثيل لها، ومن أبرز ميزاته أنه يتمتع بأربع شرفات واسعة، مُطلَّة على حدائق المامونية اللامتناهية المحيطة بالفندق، أو بالأحرى الغابة التي يقع الفندق فيها، وتتعدى مساحاتها السبع هكتارات، وصممت وفق الطراز المغربي، وحدائق المامونية أشبه بحديقة نباتية، إذ نجد فيها كل أنواع الأشجار بدءًا من النخيل والحمضيات والموز، وصولًا إلى الميموزا والخيزران.
كما أن الفندق يتوفر على مطعم Marrakech L'imperiale والذي يتميز بمستوى رفيع جدًّا، ويغلب عليه الطابع الرسمي، وتصميمه مستوحى من سفينة نورماندي الشهيرة، ويُقدِّم المأكولات المغربية، ضمن إطار هندسي أسباني مغربي، كما يُقدِّم استعراضًا لرقصات أندلسية، مع البيانو، أما بار تشرشل، فيعكس الأسلوب الهندسي البريطاني بأدق تفاصيله، ويغلب عليه اللون الأسود إذ تنتشر الأرائك الجلدية السوداء في أرجائه، كما أن الجدران مغطاة بالجلد الأسود، ما يمنحه دفئًا، وهذا المكان يحمل النبض الإنكليزي العريق.
ولم يكن تشرشل الوحيد الذي كان شغوفًا بمراكش وبفندق المامونية، بل غالبية الشخصيات العالمية التي تزور مراكش، وأشهرها، الملكة إليزابيث، والرئيس الفرنسي، جاك شيراك، والسناتور، هيلاري كلينتون، والرئيس الأميركي الراحل، رونالد ريغان، والأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، والمستشار الألماني السابق، هيلموت كول، ومن النجوم والممثلين الأميركيين، توم كروز، وبروس ويليس، وشارون ستون.
ولا يزال المامونية مزارًا للكثير من الشخصيات العالمية والزعماء الذين يفضلون قضاء فترات استجمامهم في مدينة مراكش، نظرًا إلى جمال الطبيعية التي تتوفر عليها المدينة، وروعة الجو الذي يميزها، ويجعلها قبلة سياحية بامتياز، يحج إليها السياح من كل مكان في العالم.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
مدينة مراكش العريقة وجهة فريدة تجمع بين الثقافة والفن…
سريلانكا وجهة سياحية جذّابة تجمع بين الطبيعة الخلابة وعبق…
اكتشف أفضل ما في فرنسا بمعالمها السياحية المميزة وأجواء…
وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة…

اخر الاخبار

وزراء خارجية العراق وإيران وسوريا يحذّرون من خطر توسع…
مكتب الأمم المتحدة يجلي موظفيها غير الضروريين من سوريا
الاستخبارات الإسرائيلية ترجح أن خطر سقوط دمشق وارد جداً
وزير الخارجية الإيراني يُشدد على أنه لا يمكن التنبؤ…

فن وموسيقى

الفنانة هند صبري ضمن قائمة أكثر النساء تأثيراً في…
منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…

أخبار النجوم

آسر ياسين يناقش أزمة العملة وسعر الصرف في مسلسل…
80 باكو إسم مسلسل هدى المفتي في رمضان 2025
نوال الكويتية تحسم جدل اعتزالها بعد سحب الجنسية منها
رانيا يوسف تكشف سبب مشاركتها في مسرحية حاوريني ياكيكي

رياضة

ليفربول يحسم تجديد عقد محمد صلاح لمدة موسمين
اتحاد جدة يهزم النصر بـ"القاضية" ويعزز صدارته للدوري السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلق على أداء كيليان مبابي مع ريال…
مبابي يخرج عن صمته ويعترف بتحمله مسؤولية الخطأ في…

صحة وتغذية

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعاً
بعد إقتحام مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة القوات…
التحفيز العميق للدماغ يعيد القدرة على المشي لمريضين مصابين…
إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى

الأخبار الأكثر قراءة

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة…
البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية
أبرز المواقع التي يمكن زيارتها سيرًا على الأقدام في…
أفضل الأوقات لزيارة "باريس الشرق" بودابست وتفقد مبانيها الفخمة…