الدون كيشوط غاريدو

"الدون" كيشوط غاريدو

المغرب اليوم -

الدون كيشوط غاريدو

بقلم: منعم بلمقدم

 منذ اللحظة الأولى لحلوله بالدار البيضاء، قرر غاريدو تحويل مركب الوازيس لساحة «الكوريدا» المخصصة لترويض الثيران، معتقدا أنه ما يزال في فالنسيا أو اشبيلية وغير مستوعب أنه بصدد التعامل مع عقليات مختلفة تماما.

وحين كان يعجز عن إيجاد من يدخل معه في صراع، كان يلجأ لتغريداته الحمقاء الغريبة التي يتغنى فيها ومن خلالها بسجله في جنون واضح للعظمة وعكس صريح لنرجسيتة.
 قبل عام ونصف كتبت في نفس الزاوية «غاريدو كذبة صدقها الرجاويون» ولم أكتب هذا وغاريدو في موقع ضعف، بل بعد تتويجه بلقب كأس العرش بعد الولادة القيصرية الشهيرة في النهائي أمام الدفاع الجديدي.
يومها لامني رجاويون كثر ووصفوني بالمتحامل على هذا الإسباني، ومنهم من تغنى بالعثور على غوارديولا جديد سيطربهم ب «تيكي-تاكا» إسبانية معجونة بالفرجة الرجاوية المكتسبة بالفطرة.
وقلت في معرض تحليلي أن أرقام الرجل في البطولة وفشله في المواعيد الكبرى وكنت قد إستحضرت المباريات التي لم يفز فيها أمام الجيش والوداد والحسنية والفتح وغيرها من المحطات الكبيرة، ووعدت أنه حين يصل عشاق الرجاء لحقيقة هذا المدرب سأعود لتذكيرهم بمضمون العمود السابق.
 السبت المنصرم زف جمهور الرجاء الذي حل بالمجمع الأميري غاريدو من مستودع الملابس لغاية الحافلة، بمواويل من الشتم والسب وصبوا جام غضبهم عليه بعد انتحاره المقصود والمكشوف في مباراة العمر بالنسبة للرجاء أمام النجم التونسي.
وما قلته قبل عام لم يتغير فيه شيء واحد، وخلالها استغربت لصدامية الرجل مع محيطه، لعدوانيته المفرطة والمبالغ فيها مع اللاعبين ولعنطزته مع معاونيه وتحويله التداريب لثكنة عسرية.
قلت يومها أنه بصدد إنهاء مسار بنحليب بسبب تعمده إيذاءه في أكثر من مناسبة،ولكمأن تستحضروا يوم عاقبه واستبعده وطالب ببيعه قبل أن يتدخل  حكماء الرجل وفرضوا عليه مصالحة معه،وهنا لم يتوانى في استغلال مفرط لسلطة المدرب في تصوير اللاعب عبر هاتفه وهو يتقدم له باعتذار رسمي نقله لموقعه.
بنحليب الذي طالب غاريدو ببيعه لعدم حاجته إليه هو من سيتوج بلقب هداف الكاف،وليسجل ثلث أهداف الرجاء في المسابقة لوحده.
أمام الوداد الفاسي ومع الفوارق التي لا يقبل معها قياس، تعرى غاريدو بالكامل أمام الصديق حسن أوغني الذي كشف عوراته الخططية وهو يلعب بالنكرة ديندا في متوسط  الدفاع، وبهجوم كسيح بلا حربة ويطيح به في نصف النهائي.
وكثيرة هي المباريات التي بالغ فيها غاريدو في علمه الزائد، من خلال توظيفات غريبة منها اللعب داخل الدار البيضاء أمام فرق إفريقية متواضعة ب 3 لاعبي ارتكاز، دون أن يعود لتاريخ الرجاء التي كانت تلعب ب 4 ديال العشرات في وسطها ولا تعبأ بمنافس ولا تخشاه.
 ملامح التواضع ظهرت أمام زغرتا السلام وأمام الإسماعيلي وأمام كارار برازافيل هنا وأمام بركان ووجدة وامبيري وغيرها من المحطات التي بدا فيه النسر عاجزا عن التحليق، كما هو عاجز في الإخلاص لهويته الفرجوية.
 وحين تواجه فريقا إسمه نجم الساحل وتتحول لـ «دون كيشوط» يحارب طواحين الهواء، لتحارب بنحليل وترسله ليلعب مع فريق الأمل في ملعب مهجور وهو هداف الكونفدرالية، وتمارس في حقه سادية غريبة رغم حاجتك لخدماته. ومعها تنتحر وتجلس الحافيظي الذي كان يرغمه يوم كان في حاجة إليه للعب بعد التخذير بالإبر  لا لشيء سوى لأن الحافيظي المعروف بصمته وهدوئه إنفجر عليه بسبب تصرفاته الفظة والغليظة، هنا نوقن أنه إما مدرب أحمق أو منتحر أو يسعي لخراب البيت كي يجد له مبررا ليغادر.
 نرجسية غاريدو وجنون عظمته تتجلى في الرد على قرار إقالته بنشر صورة له، وهو في وسط خارطة تبرز محطاته من الأهلي لفياريال وألقابه التي تحصل عليها، ومذكرا الرجاويين بلقبين وكأن الرجاء كانت نكرة لغاية التعاقد معه.
حسن فعل الزيات بقرار إقالة مدرب هو الأغلى في تاريخ الرجاء، ولأول مرة يقدم رئيس اسه سعيد حسبان على مكافأة مدرب إحتل الصف السابع بالبطولة بزيادة راتبه من 30 لـ 40 ألف دولار والكل يتساءل «علاش زاد ليه هاد العشرة»؟؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدون كيشوط غاريدو الدون كيشوط غاريدو



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 09:41 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إيمانويل ماكرون يُشيد بجهود المغرب في مجال تدبير المياه
المغرب اليوم - إيمانويل ماكرون يُشيد بجهود المغرب في مجال تدبير المياه

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib