رأي مختلف الكان أقل من 17 سنة

رأي مختلف: الكان أقل من 17 سنة

المغرب اليوم -

رأي مختلف الكان أقل من 17 سنة

بقلم - توفيق الصنهاجي

أتذكر أن الفيفا كانت تفكر في مشروع التخلص من مسابقاتي كأس العالم لأقل من 17 سنة، ولأقل من 20 سنة، لكنها تراجعت عن هذا المشروع على الأقل في الوقت الراهن في انتظار ما ستسفر عنه السنوات المقبلة...
لكن أعتقد والفيفا تأخذ قرار الاحتفاظ بمسابقات الفئات السنية، فهي لا تراعي ولا تأخذ بعين الاعتبار ما يقع في القارة الإفريقية، التي تبقى من أهم القارات المنضوية تحت لوائها، أقصد الكاف، باتحاداتها التي تبلغ 53 اتحادا قاريا...
فأن تنظم الكاف مسابقات مثل كأس إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة، أو كأس إفريقيا للأمم لأقل من 20 سنة، أو حتى كأس إفريقيا للأمم للفتيان أقل من 17 سنة، مثل تلك التي نتابعها حاليا بتانزانيا، لكن تترك المجال للمنتخبات لتشرك لاعبين من فئة الكبار خلالها، فهذا يعتبر بالنسبة لي، ولأغلب المتتبعين، هراء كبير، و نو سانس... NONSENSE
ما تابعناه في دورة تانزانيا، والتي شهدت مشاركة المنتخب المغربي للفتيان لثاني مرة في تاريخ الكرة المغربية، يندى له الجبين، فلاعبو الكاميرون وغينيا، يتضح بأنهم اقتربوا من اعتزال الكرة، بدل أن يكونوا منتمين لمنتخبات الفتيان، إلا لو كان هناك احتساب للسنة والعمر بطريقة أخرى في البلدان الإفريقية، ونحن لا ندري بذلك هنا في المغرب، مثل أن تكون السنة في الكاميرون أو غينيا، بطول 10 سنوات في المغرب...ممكن أن يكون هذا الحساب سائدا، فالقارة السمراء، معروف عنها التخلف الدائم والمتواصل للأسف...
والمشكل من خلال متابعتي لمنافسات الكؤوس الإفريقية للفئات السنية، والتي لا يصل إلى نهائياتها المغرب إلا ناذرا، أن مثل هاته المنتخبات التي تراها تصل إلى أعلى قمم الشبان والفتيان، حتى على مستوى كأس العالم، لا تقدر على إنجاب لاعبين لفئات الكبار، بالمستوى ذاته الذي يكونوا عليه في تلك الفئات العمرية، بدليل أن أقصى ما وصلت إليه الكرة الإفريقية تاريخيا، هو لعب ربع نهائي نهائيات مونديال الكبار، وفي مناسبتين فقط، بواسطة الكاميرون في عام 1990، وغانا في 2010....
أما منتخبات من قبیل غامبيا على سبيل المثال، والتي صالت وجالت في فئتي الفتيان والشباب، فحدها تما، ولم تدرك أية نتيجة على مستوى الكبار، بما في ذلك حتى التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا...تعرفون لماذا؟ لأن لاعبي فئاتها السنية وبكل بساطة، استنزفوا قواهم عندما لعبوا لهاتين الفئتين وهم بسن الكبار...
قد يقول البعض، إنني أحاول إيجاد الأعذار لخروج المنتخب المغربي للفتيان المذل من نهائيات تانزانيا، وللمدير التقني، ناصر لارغيت، لكنه في الواقع، ليس كلامي أنا الوحيد، بل قاله حتى فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو الذي يقولون إنه ليس على ما يرام في علاقته طيلة العام الحالي مع مديره التقني، وكذلك، جمال السلامي، مدرب الفتيان الحالي، والذي لا أحد تخفى عنه نجاحاته السابقة مع الإدارة التقنية الوطنية، والجامعة، خصوصا مع المنتخب المحلي...
طيب ماذا فعل المغرب؟
قد لا يتفق البعض، وقد يقول إن المغرب كان يلعب أيضا في بعض الأحيان بلاعبين يتجاوز سنهم السن القانوني لكل فئة، خصوصا في السبعينيات، الثمانينيات، والتسعينيات من القرن الماضي، أو حتى في بداية الألفية الثانية...
وقد يقول البعض الآخر، ما على المغرب إلا أن يتبع خطوات أشقائه الأفارقة، ويقوم بفعل الشيء نفسه على مستوى هاته الفئات، إن هو رغب في منافستهم، لأن ذلك يبقى هو الحل الوحيد في نظرهم...
أجيب بحسب رأيي المتواضع، حتى لو أجزمت بالطرح الأول، فماذا استفاد المغرب تاريخيا من هاتين المنافستين؟ هل كان ينافس حقا، وهل اكتسح إفريقيا، وفاز بالألقاب مثل ما فعلته نيجيريا وغامبيا مثلا في بعض الأوقات...أبدا لم يحصل ذلك...
وحتى لو افترضنا أن هذا الطرح صحيح، فلماذا إذن كان كل هذا الاهتمام بمراكز التكوين في المغرب، منها أكاديمية محمد السادس، ثم كل هذا الاهتمام أيضا بالتكوين داخل الإدارة التقنية الوطنية طيلة هذه السنوات الماضية... في اعتقادي، لو كان هذا هو الحل، لكان المغرب التجأ إليه بان يزور هو الآخر أعمار اللاعبين وينافس بالكبار في الفئات السنية وقضي الأمر، ونبينا عليه السلام...
قد تقولون وماذا فعل المغرب في تكوينه للاعبين من الفئات الصغرى طيلة مقام لارغيت، أقول، وهل يمكننا أن نقيم العمل بالنتائج، في ظل ما يقع في إفريقيا من خروقات للأعمار...منطقيا؟
قد يجيب البعض، كان المغرب ليفطن إلى هاته الخروقات، ويأخذها بعين الاعتبار في تكوينه للاعبين من الفئات السنية، الذين نريدهم بسنهم القانوني فعلا، وهو في واقع الأمر فاطن من زمان بهاته الأشياء، وليس حتى جاء لقجع أو لارغيت...
أجيب بأن الجواب يجب أن يأتي فعلا من مكتب الفحص، AUDIT، الذي تحدث عنه لقجع وننتظر تقريره بفارغ الصبر...
نقطة تحسب للارغيت للأمانة، خلال مقامه، أنه استطاع على الأقل بمعية بعض من المدراء التقنيين الآخرين، إقناع الكاف، بإقامة تصفيات للكان بحسن المناطق الجغرافية، وهو ما لاحظناه في أول تجربة همت الكان لأقل من 17 سنة هاته السنة، على أن تعمم الفكرة على باقي الفئات العمرية مستقبلا...فلولا ذلك، وفي اعتقادي، ما كنا لنرى تأهلا للمنتخب الوطني للفتيان لثاني مرة في تاريخه إلى النهائيات، بعد أول مرة التي كان فيها التأهيل مضمونا بحكم التنظيم عام 2013...
رأيي في المستقبل؟
في ظل هذا الوضع الشائك الذي تعاني منه القارة السمراء، بل ونعاني منه نحن المغاربة والشمال أفارقة تحديدا، لأن البلدان الإفريقية بانتهاكها لمثل هاته الخروقات، فهي تعتبر نفسها، لا تعاني من شيء في واقع الأمر...
وفي ظل تجاهل الفيفا لهاته الأمور...
وفي ظل عدم قدرتنا على التنافس لا في فئة الفتيان، ولا في الشبان ولا حتى في الأولمبيين...
وفي ظل عجزنا عن تكوين يلائم كل هاته المعطيات...
يبقى الرهان الذي يجب أن تعمل من أجل كسبه الإدارة التقنية الوطنية، بل وأن تحاسب عليه من طرف الجامعة والمغاربة، على اعتبار المال العام، هو عدد اللاعبين الذين تنتجهم المنتخبات السنية الوطنية للمنتخب الأول...
وحتى لو أخذت الأمور من هذا الجانب، فلتعدوا عدد اللاعبين الذين مروا إلى المنتخب الأول من مراكز التكوين في المغرب منذ قدوم لقجع ولارغيت،... العدد للأسف هو النصيري، ومنديل، الذين لا أرغب في أن يظل الحديث عنهما في العشر سنين المقبلة...مع الأسف...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رأي مختلف الكان أقل من 17 سنة رأي مختلف الكان أقل من 17 سنة



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 08:39 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

GMT 02:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تسعى لشراء قمح في ممارسة دولية

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 00:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تعلن عن أكبر صفقة عقارية هذا العام بأكثر من 137 مليون دولار

GMT 15:58 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يسدد ديون الضمان الاجتماعي

GMT 06:55 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل بروتين لشعرك من "المواد الطبيعة"

GMT 01:31 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

آرون رامسديل يتعرض للانتقادات في آرسنال

GMT 20:41 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

غرف نوم باللون التركواز

GMT 03:47 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ثعلب وسنجاب بطلا أفضل صورة للحياة البرية لعام 2019

GMT 11:48 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

شخصيات في حياة أحمد زكي والعندليب

GMT 00:01 2013 الأحد ,09 حزيران / يونيو

فقمة القيثارة مخلوق غريب لايتوقف عن الأبتسام

GMT 12:14 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السعادة المؤجلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib