كيف اعتلى الطراطير عرش الأساطير

كيف اعتلى الطراطير عرش الأساطير

المغرب اليوم -

كيف اعتلى الطراطير عرش الأساطير

بقلم : خالد الإتربي

احترام القانون واجب على كل مواطن، وللخصوصية سياج مقدس لايجوز الاقتراب منه، وتوجيه الاتهام دون سند، أمر تلفظه العادات والتقاليد قبل القانون، لكن أحيانًا تصطدم هذه المفاهيم والقيم مع صحيح الضمير، وبديهيات العقل والمنطق، فكيف أكون متأكدًا من حقيقة بحكم عملي، ولا أكشفها أو أتطرق إليها، ويكون مصيرها الكتمان، على الرغم أن مصدري شهود عيان، مشهود لهم بالصدق.

فكرت مليًا في آلية لإيصال المعلومة للقارئ، وتوصيل رسالة لمن تدنى بمنصبه للتأكيد له أن الأمر لم يعد سرًا، لعل وعسى أن يراجع موقفه، فكان الطريق الوحيد هو سرد الأمر في شكل قصة قصيرة مجهلة أبطالها ظاهريًا، لكن أعدكم أن تعرفوهم سريعًا.

كان هناك نادي فاق تاريخه قرن من الزمان، عرف عنه المبادئ والقيم، والتي تطورت من جيل إلى جيل، وتعاقب عليه العديد من الأساطير في مجالس الإدارات. وكان لكرسي مجلس إدارته هيبة، ووقار وجاه يتشرف به من يجلس عليه، أو مجرد التفكير في الاقتراب منه، كانت أساطير لاتعد ولاتحصى، كان المجلس مدرسة لإعداد قادة للدولة فخرج منها الوزير والنائب في البرلمان، ورجال الأعمال الكبار، ومنهم من كان وزيرا في الملعب أيضًا، ومنهم من كان رئيسًا لجمهورية المهارات والاحترام واللباقة. فالعضو الذي لم يمارس الكرة، كنت تجده يملأ مركزه، أرستقراطي، ناجح في عمله، لاتجد فيهم من دخل المجلس لـ"السبوبة" مثلًا، انما كان حبا في النادي، بالإضافة للجاه الذي يمثله كرسي مجلس الإدارة، وهو أمر مشروع بالمناسبة.

ذهب كل هذا، لتكاد تسمع أنين قاعة اجتماعات المجلس التاريخية بسبب وداعها للأساطير، واستقبالها مجموعة من الطراطير. وقبل أن تنتفض عروقك ويحمر وجهك من الغضب، للدفاع عنهم لأنك بالطبع عرفتهم، اطلب منك المرور سريعًا على المعجم لتعرف معنى الطرطور، ستجده "الشخص الضعيف الذي لا يملك اتّخاذ القرارات"، عد وطبق هذا التعريف على الأعضاء الموجودين، ستكتشف فعلا انني كنت رحيما بهم، بمنحهم هذا الوصف فقط. نعم طرطور، فهو من سمح لرئيس المجلس أن يسير النادي على هواه، لحصوله على مقابل صمته، نعم يحصلون جميعا على المقابل لكن بطرق متعددة، لان الكرسي كان بمثابة السبوبة لهم، لأن منهم "العاطل، والنصاب، والمشتاق، والطماع"، وأتحدى أحدًا أن ينكر، فهناك من يحصل على راتب 30 الف جنيه راتب شهري من مال رئيس النادي، ومنهم من ساعدهم الاخير في إنشاء مشروعه الخاص، والذي يستغل تواجده في النادي لامداده وتمويله، ولكثير من الامثلة، التي لايتسع المجال لذكر بعضها، والبعض الآخر لايستقيم مع الأخلاق ذكره من الأساس، إلا إذا طلبوا هم ذكره.

وافق هؤلاء على إدارة النادي من خارج أسواره، سمعوا النصيحة من مشجع نادٍ منافس، تركوا كل شيء في يد مرجان، مادام "الشاي بالياسمين" سيكون جاهزًا في موعده، أو في أي وقت يختارونه.
ولأنه اعتاد على شراء كل شيء بماله الخاص، أخذ يحصن قرارته الكارثية التي لاتمت للإدارة السليمة بصلة، بمقالات مدفوعة الاجر في صحف معروفة من اقلام معروف انتمائها لنادي منافس لكنها اتبعت، مقولة الفنان ضياء الميرغني، في فيلم مرجان أحمد مرجان "أبيع نفسي لأول مشترٍ آت، أبيع مقرور حبيباتي وكلماتي".

وصل الحال بالنادي لمعرفة القرارات من المقالات الاستباقية، فعرف كل من ترك منصبه في النادي أزمته مع الرئيس قبل حدوثها من المقالات، عرفت اتجاهاته، وحلوله للأزمات قبل إعلانها من نفس الطريق أيضًا. وليس هذا فحسب، بل عمل على تطفيش كل الكوادر المميزة في كل القطاعات، لمجرد أنهم كانوا في العهد السابق، وكلما فكر في الاستعانة بأحد الأبناء المخلصين، تبدأ البطانة في الوشاية، حتى تقضي على وجوده سريعًا.

حقيقة لا أتصور أن يجلس أمثالكم على كرسي مجلس إدارة نادٍ بهذا التاريخ، وغيركم من الناجحين الذين أخفقوا في الانتخابات يقدمون أفكارهم الثمينة للدولة في الاستثمار الرياضي وآليات عودة الجماهير، والكثير من الدراسات القيمة. وختامًا.. أعلم أن فصل النهاية سيأتي عليكم سريعًا، وستكون حقبتكم أشبه بأفلام المقاولات التي ظلت حبيسة الأدراج ولايتذكرها أحد، وإذا ذكرت سرعان ما يتبرأ صناعها منها، لأنها كانت "سُبَّة" في تاريخهم، مثلما كنتم "سُبَّة" في تاريخ النادي العريق.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف اعتلى الطراطير عرش الأساطير كيف اعتلى الطراطير عرش الأساطير



صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 13:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best
المغرب اليوم - إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best

GMT 16:08 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إنستغرام تتخلص من التحديث التلقائي المزعج عند فتح التطبيق

GMT 16:24 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 06:43 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أمزازي يؤكد أن الإحباط يحدّ من الرقي بمستوى الجامعات

GMT 20:23 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

محمد برابح ينتقل إلى فريق نيميخين الهولندي

GMT 01:58 2020 الإثنين ,30 آذار/ مارس

علامة صغيرة تشير إنك مصاب بفيروس كورونا

GMT 06:32 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم في إطلالة جذابة باللون الأسود

GMT 01:51 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 14:27 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود الخطيب يُشعل حماس لاعبي "الأهلي" قبل مواجهة "الترجي"

GMT 06:12 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"إيتون Eaton- واشنطن" عنوان مميَّز للفنادق الفخمة

GMT 14:01 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حياة "غريس موغابي" المرفهة تتحول إلى أمر صعب للغاية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib