منّك لله يا كوبر

منّك لله يا كوبر!

المغرب اليوم -

منّك لله يا كوبر

بقلم : أحمد شريف

من المستحيل أن يتفق الجميع على رأي واحد في أيّ أمر، دائمًا الاختلاف ما يكون السمة الأساسيّة، فأنت تحكم من منظور، وأنا من آخر، وثالثنا يراه بشكل مختلف، فالكمال لله وحده وكما يقولون "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع".
"كوبر شاطر وكويس ومجتهد.. ولا خايب ووحش ومحظوظ؟" سؤال وضعته قبل ساعات عبر حسابي في موقع "فيسبوك"، أردت فقط أن أعرف أراء جماهير المنتخب عن الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفنيّ للمنتخب، وبخاصة بعد الفوز على غانا، ووجدت ما يزيد عن 100 رأي أغلبهم مخالف للآخر.
فعلى الرغم من الفوز القريب على غانا، وقطع شوط كبير نحو التأهل إلى كأس العالم، بعد أشهر من إقصاء نيجيريا من كأس أمم أفريقيا، إلا أنني وجدت أراء عديدة تتفق مع الجزء الثاني من السؤال.
لك كامل الحق في إبداء رأيك من دون أي تأثير، فأنا من عشاق من يبنون رؤيتهم بعيدًا عن النتائج ونشوة الانتصارات، ولكن عليك أيضًا أن تأتي بحجتك عند الإجابة على أيّ سؤال، وكذلك يجب معرفة الفارق بين الأداء الممتع ونظيره الصحيح.
 
الجماهير المصريّة اعتادت في الفترة من 2006 إلى 2010 على الأداء الممتع، فكيف لا يحدث ذلك في وجود أبو تريكة، زيدان، بركات، وحتى حسني عبد ربه؟! لكن في النهاية سيطر الفريق على البطولة الأفريقيّة دون الوصول للعالمية، مع الاعتراف بأقترابه منها.
الآن مصر لا تمتلك عناصر الإمتاع، ولسنا وحدنا، فهؤلاء في الكرة العالميّة بوجه عام أصبح وجودهم قليل ولا أراه إلا في ميسي ورونالدو ونيمار، اللعبة حاليًا تعتمد على التكتيك المقابل للخصم إلى جانب السرعة سواء في إجمالي اللعب أو في العنصر الفردي، وهو ما يتواجد حالياً في منتخبنا، وبالمناسبة هذا ليس عيبًا.
أن تنفذ خطة مدربك بشكل صحيح وتخرج منتصرًا من المباراة فهذا الأداء الصحيح، أما الممتع فمعروف للجميع، فواقعية المدرب مع تنفيذ اللاعبين لخطته بنجاح ثم الخروج من المباراة منتصرًا هي قمة النجاح، جداول الترتيب والتاريخ لا يتذكرون سوى النتيجة النهائيّة فقط.
هل تريد أن تكون واقعياً منتصراً أم ممتعاً مهزوماً؟ لن أدعك تجيب.. بل سنطالع سويًا إجابة لزين الدين زيدان عندما قال "سيميوني مدرب كبير.. والاستحواذ في كرة القدم لا يكفي للفوز"، قبل أن ننتقل لرد لفان جال على سؤال مشابه عندما أجاب " ننجح في الاستحواذ على الكرة أمام أغلب منافسينا لكنه استحواذ لم يقودنا للتتويج بالألقاب".
نتجه لسؤال آخر أكثر واقعية.. هل ينجح أتلتيكو مدريد في الفوز على الريال أو برشلونة بطريقة اللعب المفتوح؟ الإجابة بالتأكيد ستكون لا، ولكن فريق سيميوني أحيانًا ما ينتصر بناء على واقعيته ومعرفته بقدرات لاعبيه.
تأهل كوبر مع مايوركا لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي في مناسبة، وفي أخرتين مع فالنسيا في دوري أبطال أوروبا بالتأكيد لم يأت بالأداء الممتع، فكلا الفريقين ليسا من بين الأقوى أوروبيًا في فترة التسعينات وبداية الألفية الحالية، ولكنه أمتلك الواقعية لتحقيق ذلك.
أن يكون دفاع الأهلي والزمالك مهتزًا في المباريات المحلية وتجده مختلفًا مع المنتخب بنفس اللاعبين، فبالتأكيد هذا ليس وليد الصدفة، وبالاتجاه للغة الأرقام التي دائمًا ما تكون أدق، فعندما يدخل شباكك ستة أهداف -منهم ثلاثة في لقاءات ودية- خلال 12 مباراة في آخر 12 شهرًا فهو أمر جيّد بالطبع.
ولنستعير قليلاً واقعية كوبر المؤلمة لحسم الأمر، ففي السابق كانت مصر بمثابة المارد المرعب لمنتخبات أفريقيا، التي كانت تواجههنا مهزومة قبل بداية اللقاء، أما في الفترة الأخيرة.. فغيابك عن المنافسة أفريقيا على الأقل جعلك كالأسد الجريح الذي يتكالب عليه الجميع، علينا أن نعرف جيدًا كيف يرانا منافسنا الآن من دون مجاملة.
والآن، علينا أن نطرح سؤالاً جديداً.. فماذا لو أدّى المنتخب المصري مبارياته أمام نيجيريا، غانا والكونغو بشكل ممتع للجماهير من دون تحقيق نتائج إيجابيّة؟ أعتقد أن الإجابة ستكون واضحة، وهي.. "منك لله يا كوبر"!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منّك لله يا كوبر منّك لله يا كوبر



GMT 08:29 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

لقجع رصده أل VAR قبل تطبيق أل VAR

GMT 08:24 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

في الحاجة للموظوعية والاعتراف

GMT 14:11 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

عن تحويل الأندية إلى شركات رياضية

GMT 16:32 2019 الجمعة ,23 آب / أغسطس

مقاصد المنتخب المحلي

GMT 10:35 2019 الجمعة ,23 آب / أغسطس

النقل التلفزي والكاف

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib