باك وان
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

"باك وان"..

المغرب اليوم -

باك وان

بقلم : يونس الخراشي

التعب صديق جيد، يقودك في بعض الأحيان إلى اختيارات ممتازة. ونتيجة للإرهاق الذي كان يصيبني، وزملائي الآخرين، لأننا كنا نشتغل دون توقف، إلا لماما، كي نأكل، أو كي ننام بعض الوقت لنسترجع طاقة العمل مجددا، فقد كنت أستسلم للنظر إلى جمال ريو ديجانيرو الرائعة من حولي، تاركا للعينين أن تسبحا في ملكوت بديع، ينتهي غالبا بحسرة، نتيجة سؤال ينبض في القلب:"لماذا لا نملك مدننا كهذه؟".
حدث ذلك عدة مرات، وبخاصة حين كنا نصعد إلى حافلات "الباك وان"، المخصصة لنقلنا إلى الفندق، ومنه إلى المركز الإعلامي، بين منطقتي بارا وإيبانيرما، فنجد "الويفي" معطلا، إذ كنت ألقي برأسي الأقرع على زجاج النافذة، وأستسلم لخدر البرد المثلج الهابط من المبردات، والمنبعث من زجاج نوافذ محكمة الإغلاق، لا يمكن فتحها إلا بطريقة واحدة، وهي تلك المطارق الحمراء المعلقة في جدران الحافلة، والمكتوب بجانبها طريقة استعمالها عند حدوث كوارث؛ مع أن الكارثة الوحيدة هي أن تكتشف كم هي مدينتك متسخة، وبئيسة، بالقياس إلى مدن أخرى محسوبة بدورها، ظلما وعدوانا، على العالم الثالث.
كانت الانطلاقة من فندق "أوبتيون"، حيث كنا نقيم، تبدأ في اتجاه اليمين الحاد، لأن الوسط يؤدي إلى طريق سيار، ثم بعد مسير بحوالي 600 أو 700 متر أو أكثر، تنعطف الحافلة يسارا، ليعود السائق من الجهة المقابلة إلى شمال المدينة، من طريق مستقيم، قبل أن ينعطف انعطافة واحدة أو اثنتين، ليعبر من جانب القرية الأولمبية، حيث يقيم أبطال العالم جميعهم في عمارات شاهقة، ثم إلى اليمين مرة أخرى، فإلى لفات لولبية، وهو يصل إلى المحطة الأخيرة، ليتوقف عند علامة تخص "باك وان" بالتحديد.
وأثناء ذلك السباق المحموم للسائقين، الذين كانوا يسرعون أكثر من اللازم، ربما لأنهم نصحوا بذلك تجنبا لأي هجمات على حافلات الصحافيين والحكام (وقع هجوم منذ اليوم الأول)، أو لربما لكي لا يدقق الإعلاميون، بخاصة، في بعض الأمور السيئة، كنت أستعيد اكتشاف المدينة، أو للحق ذلك الجزء من المدينة (لأنها ضخمة)، بحيث كنت أركز على المناطق التي لم يسبق لي أن دققت فيها النظر، فأستزيد مما أرى على ما سبق أن رأيت.
الطريق نفسها كانت جيدة من حيث بينتها، أما العمارات فكانت تثيرني دائما لكونها شاهقة جدا، ومتباعدة عن بعضها بما يتيح لكل ساكن حقا في الهواء والخضرة ومساحات للهدوء وأخرى للعب، بالإضافة إلى أنها كانت بواجهات متناسقة، وبنوافذ لا شبابيك حديدية تغير مظهرها الأصلي، فيما كانت البنايات البسيطة تتيح لي أن أرى ما وراءها، وهو غالبا عبارة عن أحياء لسكان بسطاء، ولكنهم جميعا منظمون، بحيث أنك لا ترى أبدا قمامات عفنة، أو مظاهر غير لائقة، باستثناء تلك المناظر الفاقئة للعينين، وتهم الفافيلات؛ أو العشوائيات بلغتنا.
شيء آخر كان يستدعي مني تدقيقا في النظر، وهو محطات الحافلات العموميو، والتي كانت تتواتر كلما تقدمنا في الطريق نفسه، متوسطة الطريق، عبارة عن بنايات مستطيلة، بسقف بسيط، وبأبواب زجاجية إلكترونية، تتيح للحافلة، التي لها طريقها الخاص (أوتوروت - لا إشارات ضوئية فيه)، الدخول بأمان، إلى أن يصعد الركاب، ثم تنطلق بسرعة جنونية بدورها.
بطبيعة الحال كنت أراقب الناس من زجاج الحافلة، وهي تركض مثل وحش في الطريق، فأراهم على قدر من التحرر، بل على قدر كبير من التحرر، بما يتناسب مع ثقافتهم، ومعتقداتهم، دون أي تحرش يذكر بالفتيات، والنساء، وهن تمضين في الشوارع بألبسة خفيفة، جنبا إلى جنب مع شباب ورجال، متخففون بدورهم في ألبستهم، بفعل الحرارة، وبفعل ثقافتهم الخاصة في هذا الجانب.
كانت صور السيارات، على اختلافها، بدورها تثيرني، بحيث كنت أرى كل الأنواع التي توجد في المغرب، إلا سيارة واحدة، وهي "فولسفاكن" القديمة، التي اختفت إلى حد كبير، وهي تستعمل، في ريو بكثرة، لحمل الأثقال. فكنت كلما شاهدتها استرجعت ذكريات خاصة معها، وتساءلت كيف لهؤلاء أن يحتفظوا بهذا النوع من السيارات؟
أشياء أخرى كثيرة كانت تأسرني ونحن في الطريق، ضمنها تلك الجبال التي تشبه "قوالب السكر" عندنا، بالخضرة التي تكسوها، وهي تطل على شاطئ من المحيط الأطلسي، وتجدها مرة إلى اليمين، وأخريات في اليسار، قبل أن تجدها مطلة على بحيرة كبيرة، برائحة نتنة بعض الشيء، قبالة المركز الإعلامي، وتشكل واحدة من أجمل ما يوجد في ريو ديجانيرو، المدينة الحالمة بنهاية الأسبوع، ولا شيء غير نهاية الأسبوع.
إلى اللقاء.
(مع البرازيلي راي، بقرب حافلة "باك وان"، وجانب من ريو)

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باك وان باك وان



GMT 11:51 2019 السبت ,24 آب / أغسطس

الألعاب الإفريقية..

GMT 12:03 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

إيكيدير الإنسان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib