العنف الاجتماعي
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

العنف الاجتماعي

المغرب اليوم -

العنف الاجتماعي

عزة العمد

يعتبر مصطلح العنف الاجتماعي رديف لمسميات كثيرة ظهرت في مجتمعاتنا، كالسلوك العدواني اللفظي أو الجسدي، وكسلوك التنمر والاستقرار، أو سلوك البلطجة، أو قلة الأدب والتهذيب ...... الخ من مسميات، ولكنها كلها تشترك في نفس مظاهر وسمات الشخصية للشخص العدواني أو المتنمر .... كما وتشترك بأسلوب ممارسة العدوان بطرق غير لائقة وبكلمات وحركات بعيدة عن الخلق والتهذيب .... وبالتالي كلها تشترك بنتائجها وعواقبها ومخلفاتها من شروع بالجريمة إلى الجريمة أو إلى العقاب والنبذ الاجتماعي.

هذا من حيث تعريف المصطلح، أما من حيث الأسباب والدوافع، فإن معظم الدراسات النظرية والسلوكية والميدانية تجمع أن هذه السلوكيات تكتسب من البيئة ولا تورث ... ولابد لظهورها من محركات ودوافع سلوكية واجتماعية تساهم في نموها وتطورها. فقد يظهر التنمر والاستقواء في المنزل عندما تلاحظ الأم سيطرة أحد الإخوة على بقية إخوانه من حيث إعطاء الأمر وإجبارهم على تنفيذه، أو الاستحواذ على الألعاب والممتلكات العامة في المنزل، وقد يكون بهيئة السيطرة على بعض أصناف الطعام المفضلة لدية، كما تنتشر هذه السلوكيات أيضا وبشكل ظاهر في رياض الأطفال والمدارس، ومرورا بالتعليم العالي والجامعات ومن ثم محيط العمل وبعد الزواج وفي تربية الأبناء.

وتأتي بنفس الأسلوب والشكل والممارسة، ولكن بدرجات متفاوتة من حيث الحجم والشدة، وهكذا هي عجلة العنف دائمة الحركة والدوران، تبدأ من حيث تنتهي .... وتنتهي من حيث تبدأ. بمعنى آخر أن الطفل الذي تبدو عليه أعراض السلوك العدواني والتنمر هو انعكاس لسلوك عدواني آخر يراه ويحاكيه ومن ثم يتقمصه، ويمارسه على الأخوة في المنزل أو الزملاء في رياض الأطفال أو المدارس، وهذا المصدر الذي قلده الطفل قد يكون نموذج الأب المسيطر أو نموذج الأم المتسلطة ، قد يكون الجد مصدر السلطة والقوة في العائلة الكبيرة. وقد يكون في تقليد لأخيه الأكبر صاحب السلطة ، أو قد يكون بطل لأحد أفلام العنف والجريمة، وربما يكون نتاج أسلوب التربية الخاطئ الذي يعتبر أن صنع الإنسان الناجح أو بناء الشخصية للطفل ذكر أو أنثى هو بتعليمه الاستقواء على الآخرين وأخذ الحق باليد أولا بأول، إضافة لما ذكر فإن الظروف البيئية القاسية أحيانا تولد العنف الاجتماعي والسلوك العدواني، فشعور الطفل بالفقر والحرمان والجوع الشديد قد يولد الحقد والكراهية من الآخرين وبالتالي النقمة والعنف ضد كل مايصدر عن المجتمع من قوانين وأنظمة مما يجعله يعاند ويتمرد ويرفض السلوك السوي. أيضا وجود الطفل أحيانا في أسرة مفككة بسبب موت أحد الوالدين أو الطلاق أو وجود الزوجه الثانية هي أيضا من محركات السلوك العدواني ... شعور الطفل بالغيرة والإحباط من الأخوة أحيانا أو زملاء الدراسة والتمييز بالمعاملة كلها أسباب ودوافع للسلوك العدواني. وعليه ما ينطبق على مراحل الطفولة ينطبق على المراحل الأخرى .. أيضا شعور الموظف بالظلم والغبن أحيانا وهضم حقه في الترقيات والمكافآت والتمييز بالتعامل بين الموظفين، يولد شعور بالإحباط ونزعة نحو السلوك العدواني. كما أن شعور الإنسان أينما وجد بالاضطهاد والظلم والقهر يولد لديه هذه المشاعر العدوانية .... فنجد أن المتعلمين أو المثقفين أو الكتاب يمارسون العدوانية أحيانا، من خلال الكتابة والتأليف ويفرغون طاقاتهم بالتعبير عن هذا الظلم بوسائل أدبية وفنية كالأعمال التلفزيونية واللوحات والروايات وغيرها، وأما في حال غياب الوعي والثقافة نجد أن هذا الظلم أو القهر والحقد قد يولد العنف والعدوانية التي قد تؤدي أحيانا للجريمة، ومن هنا نجد أن الحجم الأكبر لجرائم الأحداث أو حتى الراشدين، تعود في أغلبها للمعاناة الاجتماعية والظروف القاسية التي يعيشها هؤلاء الأفراد.

من جهة أخرى غياب التربية الأسرية السليمة والبيئة المدرسية النقية والمجتمع النظيف، وغياب الوازع الديني والأخلاقي قد يكون أيضا من أسباب ظهور العنف الاجتماعي والاستقواء والتنمر، على الرغم من تعلم بعض الأفراد ووصولهم لدرجة علمية ومهنية عالية، إلا أن العنف الاجتماعي كسلوك ظاهر قد نجده بين بعض الفئات من أطباء ومهندسين ومحامين ومدراء ومعلمين وتجار وعمال وأصحاب شركات ومؤسسات ......الخ وهذه النماذج العدوانية لا تعود في أسبابها للظروف البيئية السيئة او الضغوطات الاجتماعية ، وإنما بسبب الأخطاء الشائعة في التربية في تعزيز سلوك التنمر والتصفيق له . أو التهاون في نمو التنمر منذ الصغر وعدم معالجته مبكرا ، أو لقناعات اجتماعية خاطئة تجعلهم يؤمنون أن هذا الأسلوب هو سلاح دفاعي يقوي شخصيتهم ويحميهم من الهجوم عليهم . ولذلك يتطلب منا كآباء وكأمهات ومربين ومرشدين ومعلمين الانتباه لهذه الظاهرة والعمل الجاد لمراقبة سلوك أطفالنا وعدم الاستهانة بنتائج ومخلفات وعواقب السلوك العدواني اتجاه الأخوة والأخوات وزملاء المدرسة ، لأن متابعة السلوك في بدايته يسهل تقويمه فالوقاية خير من العلاج . والأصل في التربية السلوكية السوية للأطفال البناء والوقاية قبل العلاج ، والأهم القدوة الجيدة في المنزل بضبط سلوك الوالدين خصوصا في أسلوب مناقشة الخلافات الأسرية ، بحيث لايتم ذلك أمام الأطفال. ومن جهة أخرى نموذج المعلم الجيد والمؤهل لتعليم ونمذجة سلوك الأطفال .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنف الاجتماعي العنف الاجتماعي



GMT 05:44 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار جديد لمرضى سرطان الثدي يقلل من مخاطر عودة الورم

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تؤكد أن التدخين الإلكتروني يُزيد من نسبة السكر في الدم

GMT 05:23 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

5 طرق للسيْطَرة على السكري وتجنب مضاعفات صحية خطيرة

GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الكحول والتدخين أهم مسببات لسرطان البنكرياس

GMT 18:19 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مخاطر العلاج الهرموني أثناء فترة انقطاع الطمث

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib