لماذا تأخر المسلمون وتقدم المسيحيون
نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حجب أغاني الفنانة أنغام على منصة "أنغامي"
أخر الأخبار

لماذا تأخر المسلمون وتقدم المسيحيون؟

المغرب اليوم -

لماذا تأخر المسلمون وتقدم المسيحيون

ادريس الكنبوري

في الثلاثينيات من القرن الماضي ألف شكيب أرسلان كتابه الشهير"لماذا تأخر المسلمون؟ولماذا تقدم غيرهم؟"، انتقد فيه الأوضاع في الشرق وهاجم الذين وصفهم بالجامدين من المسلمين، الذين اعتبرهم علة التخلف، وتطرق إلى الانحراف في الدين وغياب الأخلاق بوجه خاص، وسيادة الخيانة بين العلماء والأمراء. والغريب أن الكتاب جاء بمثابة رد على سؤال لأحد القراء وجهه إلى جريدة"المنار" لرشيد رضا، التي كان يكتب فيها أرسلان مقالاته الفكرية والسياسية، وفي السؤال:"ما الأسباب التي ارتقى بها الأوروبيون والأمريكانيون واليابانيون ارتقاء هائلا؟وهل يمكن أن يصير المسلمون أمثالهم في هذا الارتقاء إذا تبعوهم في أسبابه مع المحافظة على دينهم أم لا؟".

سؤال أرسلان هو ما سبق أن انكب عليه رواد النهضة منذ نهاية القرن التاسع عشر، من أجل أن يخلقوا"تنويرا"إسلاميا جديدا يحدث ثورة في الفكر الإسلامي آنذاك، لذلك ركزوا في مشروعهم على أهمية التربية والتعليم، كجسر ضروري أو "مرحلة انتقالية" من التخلف إلى النهضة. وبعد أزيد من مائة عام، تبين فعلا أن التعليم هو العقبة الرئيسية، بدليل أن هذا الجسر هدم مرات عدة في جميع البلدان العربية وبنيت مكانه جسور جديدة هدمت، تحت شعار إصلاح التعليم، وما زال هذا الجسر يهدم ويبنى في كل مرة، إلى الآن.

نفس السؤال يعيده باحث فرنسي لكن بطريقة مختلفة، إذ لا يجيب عن سؤال:"لماذا تأخر المسلمون؟"، لكنه يسعى إلى الإجابة عن سؤال:"لماذا تقدم غيرهم؟". عنوان الكتاب هو"المسيح فيلسوفا" للباحث الفرنسي فريديريك لونوار. يطرح لونوار هذا التساؤل لكي يجيب عليه:"لماذا نشأت الديمقراطية وحقوق الإنسان في الغرب ولم تنشأ لا في الهند أو الصين ولا في الإمبراطورية العثمانية؟"، ثم يجيب قائلا: لأن الغرب كان مسيحيا ولأن المسيحية لم تكن مجرد دين، بل هي فلسفة.

الأطروحة الرئيسية في الكتاب كله هي ما يلي: حصل التقدم والنهضة في أوروبا المسيحية لأن فلاسفة عصر الأنوار تخطوا رجال الدين وسلطاتهم الروحية وعادوا إلى النصوص الأصلية للكتب المقدسة لإعادة قراءتها قراءة جديدة. وبالنسبة للونوار، وهو كاثوليكي متخصص في الشؤون الدينية، فإن القيم الرئيسية والإنسانية في المسيحية قد تم السطو عليها من لدن الكنيسة، لكن أصحاب النزعة الإنسانوية هم الذين أعادوا إليها الاعتبار من خلال التأويل الجديد.

يمكن توسيع هذه الأطروحة لكي تشمل العالم الإسلامي بالتذكير بتلك الثنائيات الشهيرة، التراث والحداثة، الفقه التقليدي والفقه الحديث، الجمود والاجتهاد. هذه الثنائية الأخيرة التي سيطرت خلال نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في عالم الإسلام الحديث انتهت بغلبة الجمود على الاجتهاد؛ فقد لوحظ كيف أن رواد الإصلاح الأوائل تعرضوا لشتى أنواع الهجوم من لدن ممثلي المؤسسة الدينية في ذلك الوقت، بسبب جرأتهم على مساءلة النص الديني وخوض مغامرة التجديد، وتم نعتهم بمختلف النعوت القدحية لأنهم غامروا بالعودة إلى النصوص الدينية في مظانها، دون وسيط من تراث عتيق ظل مسيطرا طيلة قرون، بل بالاستناد إلى أمرين أساسين: التراث المتنور الذي تم التخلي عنه بسبب هيمنة قوى المحافظة، والعقل بما هو آلة، بتعبير ابن رشد. بل إن مصير جل هؤلاء الإصلاحيين كان هو الاغتيال، كما هو الحال مع جمال الدين الأفغاني وعبد الرحمان الكواكبي، بينما واجه محمد عبده الكثير من أصناف الملاحقة والتضييق وحورب عندما تولى مسؤولية الأزهر.

أخطر ما في كتاب لونوار ويستوجب التفكير فيه طويلا، أن العالم اليوم يعيش القيم الحديثة بفضل المسيحية عليه. فهو يقول إنه لولا المسيحية، التي هي فلسفة، لما عرف العالم اليوم قيما مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الاعتقاد والمساواة والإخاء والنزعة الإنسانية المشتركة، وهي ذاتها القيم التي أوحت إلى أوروبا بإنشاء المنظمات الدولية مثل عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة، مرورا بمنظمات رعاية الطفولة والمرأة، وانتهاء بهيئات حفظ السلام وسواها؛ ثم يؤكد بأن الكنيسة هي التي جعلت كلمة المسيح حية إلى اليوم "حتى أصبحت منتشرة في جميع اللغات".

عصر الأنوار الأوروبي قلب المعادلة، فبينما كان المسلمون ينادون بأن الإسلام دعوة عالمية أصبحت القيم المسيحية هي القيم العالمية المنتشرة؛ لأن المسلمين انشغلوا بقضايا جانبية بسبب التعدد المذهبي الذي كان ثروة ثم أصبح نقمة بالنظر إلى عوامل التجاذب السياسي؛ وهكذا تمكن الغرب المسيحي من صياغة مفاهيم إنسانية متحضرة صارت مكسبا اليوم، من دون أن ينجح المسلمون في صياغة مفهوم واحد يروجونه، ما عدا ـ ربما ـ مفهوم"الجهاد"، الذي نجده اليوم في جميع اللغات بنفس الجذور اللغوية العربية، بحيث لم يعد أحد في حاجة إلى ترجمته إلى اللغة التي يتكلمها، طالما أن المفهوم صار من الرواج بما لا يختلف على معناه إثنان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تأخر المسلمون وتقدم المسيحيون لماذا تأخر المسلمون وتقدم المسيحيون



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib